عقار "كابتاجون" مخدر إرهابيي داعش.. حقيقة أم خيال؟
تقرير خبير بالأدوية يفند ادعاء تناول منفذي الهجمات الإرهابية عقارا يدعى "كابتاجون" يزيد من نشاطهم ويعطيهم شعورا بعدم الخوف
بعد انتشار الحديث حول تناول الإرهابيين مادة منشطة خاصة تعرف باسم "كابتاجون" تعمل كحافز ساحر يجعلهم يشعرون بالابتهاج وعدم الخوف قبل تنفيذ هجومهم سواء في أوروبا أو شمال إفريقيا، تبين أنها أسطورة وخرافة، حسب تقرير لخبير بارز في المخدرات غير المشروعة.
ونشر لورين لانيل من مركز المراقبة الأوروبي للمخدرات والإدمان في فرنسا، تقريرا الأسبوع الماضي، يحاول فيه تبديد الاعتقاد المنتشر على نطاق واسع أن الموالين والتابعين لتنظيم "داعش" الإرهابي يتجهون للسوق السوداء للأدوية والمخدرات للحصول على المنشط.
وازدادت الشائعات حول استخدام عناصر "داعش" عقار الكابتاجون بعد سلسلة هجمات باريس التي وقعت في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، لكن تقرير السموم الحكومي أكد أن منفذي الهجوم لم يتناولوا أية مخدرات أو أدوية قبل العملية.
ووجد محققون آثارا خافتة فقط لحشيش مخدر وكحول في دماء اثنين من المهاجمين، وكانت النسبة ضئيلة للغاية لدرجة يعتقد الخبراء أنهم لم يتناولوا تلك الأشياء في يوم العملية.
وقالت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، إن الفنيثيلين هو العنصر الرئيسي في المنبه النفسي المعروف باسم "كابتاجون"؛ حيث كان يستخدم لعلاج الاكتئاب وحالات الخدار لكن تم حظره في معظم الدول لعقود بناء على توصية من منظمة الصحة العالمية، إلا أنه مازالت تجارته نشطة في الشرق الأوسط.
ومنذ 2008، تواجد ما يشكل 50% من المنشطات في العالم داخل شبه الجزيرة العربية، وتنظيم "داعش" الإرهابي ربما يكون متورطا في التجارة بها تماما مثل تجارة طالبان في الأفيون بأفغانستان من أجل الأموال، خاصة أن سوريا ولبنان احتوت على أكبر كميات من المنشطات في 2016، وهي تجارة اشتعلت جزئيا بسبب الحرب السورية.
لكن لا يوجد أي من المهاجمين المرتبطين بداعش في أوروبا تناول الكابتاجون المليء بالمادة المنشطة تماما قبل الهجوم، أما عن باقي العالم فإن الهجوم الوحيد الذي وجد في دماء منفذه آثار الكابتاجون كان إرهابي منتجع سوسة التونسي في يونيو/حزيران 2015.
ويرى لانيل، في تقريره، أنه رغم عدم وجود أدلة فالإعلام يود أن يعتقد أن الإرهابيين يتعاطون هذا المنشط حيث يعطيهم شعورا بالفهم حول سبب توجه الناس لارتكاب مثل هذه الجرائم الشنيعة، ظنا منهم أن العقار يجعل متعاطيه أكثر عدوانية.
إلا أن لانيل أكد أن ما يسمى بالكابتاجون ليس إلا "اسم شارع" للمنشطات بشكل عام، مشيرا إلى أن المتعاطين لأول مرة قد يعتقدون أن الكابتاجون ذو مفعول قوي جدا، لكن هؤلاء من لديهم خبرة في تعاطي الأدوية القوية سيرون أنه ليس مثيرا مقارنة بأدوية عصبية أخرى.
وأوضحت المجلة أنه من جانب آخر فإن بائعي المنشطات في السوق السوداء استغلوا الإرهابيين للترويج إلى سلعهم، حيث يدعون أن الكابتاجون هو السحر الذي يعطي الإرهابيين الطاقة ويجعلهم مستيقظين لفترات طويلة وأيضا يتحملون الألم بدرجات أكبر، وذلك فقط من أجل إغواء المشترين.
وفي مايو/آيار الماضي، اكتشفت الشرطة الهولندية معمل مخدرات مليئا بأقراص كابتاجون مزيفة، غالبا ما يكون نسبة منشط ضئيلة ممزوجة بحشو آخر مثل الكافيين أو مواد أخرى، وكذلك قبضت الشرطة اليونانية على خلية إجرامية تنتج كابتاجون مزيف.
aXA6IDMuMTQ0LjExNi4xOTUg جزيرة ام اند امز