انطلاقاً من نيروبي.. أفريقيا قوة خضراء "محتملة" في صالح المناخ عالمياً
على مسار إعادة العالم لهدف خفض الانبعاثات الكربونية، تنظم كينيا المؤتمر المناخي الأفريقي الأول خلال الفترة 4-6 سبتمبر/أيلول 2023.
ويهدف المؤتمر المناخي إلى إظهار أفريقيا كقوة محتملة في مجال الطاقة الخضراء، في أول سلسلة من اجتماعات كبيرة في هذا الصدد قبل نحو ثلاثة أشهر من انطلاق مؤتمر الأطراف حول المناخ "COP28".
من جانبه، قال الرئيس الكيني وليام روتو إنه يريد أن يسهم المؤتمر المناخي الأفريقي الأول، الذي تستضيفه نيروبي، في "تقديم حلول أفريقية".
والهدف يتمثل في تحويل القارة إلى معقل الثورة العالمية في مجال الطاقة الخضراء، لكن تحقيق ذلك يستوجب تدفق تمويل ومساعدة لتغطية عبء ديونها.
أفريقيا لاعب حاسم في حل أزمة المناخ العالمية
وتقول نائبة المدير التنفيذي في المركز الأفريقي للتحول الاقتصادي مافيس أووسو-غيامفي إن روتو وقادة أفارقة آخرين يسعون إلى إظهار أن "أفريقيا ليست ضحية وإنما لاعب حاسم في حلّ أزمة المناخ العالمية".
وتشتهر أفريقيا، التي يسكن فيها نحو 1,2 مليار شخص موزّعين في 54 بلدا، بتنوّعها السياسي والاقتصادي.
رغم ذلك، ركّز القادة الأفارقة على مجموعة من الأولويات المناخية، من تخفيف الديون والتنمية المنخفضة الكربون، إلى إصلاح الهيكلية المالية العالمية، وفق أووسو-غيامفي.
ويأمل القادة بتوليد زخم لسلسلة من الاجتماعات الدولية المهمة التي تسبق انعقاد مؤتمر الأطراف حول المناخ "COP28" بدولة الإمارات في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وتشمل هذه الاجتماعات محادثات بين دول مجموعة العشرين في الهند وانعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة والاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي في "مراكش" المغربية.
وتشير أووسو-غيامفي إلى أنه في حال اتحدت أفريقيا حول مسألة ما "يستحيل أن يتجاهل بقية العالم لذلك".
- مفاوضو المناخ الأفارقة يجتمعون في نيروبي.. القارة على أعتاب تحول كبير
- أفريقيا تعلن موقفها المشترك من مفاوضات COP28 قبل قمة نيروبي
قدرات هائلة بالطاقة الخضراء
يُتوقّع أن يشارك في مؤتمر نيروبي عدد من رؤساء دول أفريقية، بالإضافة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وقادة آخرين.
تسلّط مسوّدة للبيان الختامي اطّلعت عليها وكالة "فرانس برس" الضوء على الإمكانات الهائلة للطاقة المتجددة في أفريقيا وعلى القوى العاملة الشابة والثروات الطبيعية.
وتضمّ هذه الثروات الطبيعية 40% من الاحتياطات العالمية من الكوبالت والمنغنيز والبلاتين الضرورية للبطاريات وخلايا الوقود الهيدروجينية.
ويعتبر مدير معهد "باور شيفت أفريكا" للدراسات محمد عدو أن مؤتمر نيروبي يشكل فرصة لتحويل القارة الأفريقية إلى مكان للتصنيع، بدلا من الاستخراج ولتجاوز المنافسات بين الأقطاب العالمية الكبرى.
ويقول لوكالة فرانس برس "مثلما كنّا قادرين على تجاوز حقبة خطوط الهاتف الثابتة، يمكننا أن نتجاوز بشكل فعّال في هذه القارة -إذا اتّحدت واستغلت هذه اللحظة المحورية التي نعيشها- الطاقة الملوثة وأن نصبح قادة طاقة خضراء".
وتشمل مسوّدة الإعلان التزاما مؤقتا بزيادة إمكانات الطاقة المتجددة ثلاث مرات في جميع أنحاء القارة، من 20% في عام 2019 إلى 60% في عام 2030.
وتقدّمت كينيا على جاراتها، متعهّدة أن تشكّل مصادر الطاقة المتجددة لديها 100% من مزيج الكهرباء على أراضيها بحلول عام 2030.
لكن التحديات كثيرة بالنسبة لقارة تُعدّ من الأكثر تأثراً بالتغير المناخي، وحيث يعجز مئات الملايين عن الوصول إلى الكهرباء.
رغم أنها تضم 60% من أفضل موارد الطاقة الشمسية في العالم، تملك أفريقيا القدر نفسه تقريبًا من القدرات المركّبة في بلجيكا، حسب ما ورد في تحليل نشره الشهر الماضي وليام روتو والمدير التنفيذي للوكالة الدولية للطاقة فاتح بيرول.
ورحّب الخبير في المناخ والتجارة لدى معهد "إي 3 جي" للدراسات شارا تسفايي تيرفاسا بـ"تحول المشهد" بشأن التنمية الأفريقية، لكنه شدّد على ضرورة عدم الاستهانة بافتقار القارة إلى النفوذ السياسي وضعف إمكاناتها المالية.
عاد التذكير بعدم الاستقرار الأمني في أفريقيا ليظهر هذا الأسبوع مع انقلاب عسكري في الغابون، حدث بعد أكثر من شهر على انقلاب في النيجر.
ولا يزال العالم بعيداً من مسار اتفاق باريس الهادف إلى الحدّ من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى أقلّ من درجتين مئويتين، وإذا أمكن 1,5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية.
ولتحقيق هدف التحول إلى الطاقة النظيفة في الدول النامية يحب أن تزيد الاستثمارات ثماني مرات وترتفع إلى 2 تريليون دولار سنويًا خلال عقد، وفق الوكالة الدولية للطاقة.
غير أن 3% فقط من استثمارات الطاقة العالمية حاليا تسجل في أفريقيا.
على الصعيد العالمي، لم تفِ الدول الغنية بعد بتعهدها بتقديم 100 مليار دولار سنويًا من التمويل المناخي للدول الفقيرة بحلول عام 2020، ما يؤدي إلى تآكل الثقة بأن الدول الملوِّثة ستساعد الدول الضعيفة الأقلّ مسؤولية عن ظاهرة الاحتباس الحراري على مواجهات التحديات الناجمة عن التغير المناخي.
في ظلّ ذلك، تزداد ديون الدول الأفريقية، ويشير البنك الدولي إلى أن ثماني من الدول التسع الغارقة في مديونية حرجة في مارس/آذار كانت دولا أفريقية.
أسبوع المناخ في أفريقيا 2023
وسيقام على هامش أعمال القمة المناخية في نيروبي أسبوع المناخ في أفريقيا ٢٠٢٣ الذي تنطلق فعالياته في الرابع من سبتمبر/أيلول ويستمر لمدة خمسة أيام ليكون منصة لواضعي السياسات والممارسين والشركات والمجتمع المدني لتبادل الحلول المناخية والحواجز التي يجب التغلب عليها والفرص التي تم تحقيقها في مناطق مختلفة، مما يؤدي إلى أول تقييم عالمي يختتم في قمة المناخ COP28 في دولة الإمارات العربية المتحدة في ديسمبر/كانون الأول من هذا العام.
يذكر أن أسبوع المناخ في أفريقيا سينظر في أربع مسارات رئيسية، بهدف تقديم مساهمات تركز على المنطقة لإثراء التقييم العالمي وتشمل أنظمة الطاقة والصناعة، المدن والمستوطنات الحضرية والريفية والبنية التحتية والنقل، الأرض والمحيطات والغذاء والماء، والمجتمعات، والصحة، وسبل العيش، والاقتصاد.
aXA6IDUyLjE0Ljg4LjEzNyA= جزيرة ام اند امز