بلادنا اليوم تعيش لحظات استثنائية، وتزامن ذلك مع بلورة منظومة تحول غير مسبوقة تهدف لإصلاح جذري عبر إنتاج وعي ثقافي وتنموي
في هذه الأيام تحل الذكرى الـ89 لليوم الوطني السعودي، اليوم الذي أعلن فيه توحيد كامل أجزاء الوطن وتسميته بالمملكة العربية السعودية، ففي عام 1351هـ الموافق 1932م سجل التاريخ مولد المملكة بعد ملحمة بطولية تمكن فيها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- من توحيد هذه البلاد وقيادة شعبه لتحقيق ذلك الإنجاز العظيم، استغرقت تلك الملحمة (32) عاماً من البطولات والكر والفر، تكللت بتوحيد شتات الوطن وتحقيق أول وحدة عربية ناجحة في العصر الحديث، وبذلك أبدل الله الشتات بالوحدة والخوف بالأمن، والفوضى بالنظام والجهل بالمعرفة والفقر بالغنى والمهانة بالكرامة والمرض بالصحة والأقصى بالمكانة.. والعزلة بالانفتاح والضعف بالقوة والتبعية بالاستقلال.
بلادنا اليوم تعيش لحظات استثنائية، وتزامن ذلك مع بلورة منظومة تحول غير مسبوقة تهدف لإصلاح جذري عبر إنتاج وعي ثقافي وتنموي في المنظومة الاجتماعية، إنها روح جديدة نلمسها وإرادة جادة، انطلاقاً من استشعار القيادة بحجم الأمانة وعظم المسؤولية، والسعودية أمامها تحديات سواء في الداخل أو الخارج
إن ذلك الإنجاز أكبر من أن يستعرض في سطور أو يحاط به في مقال مهما كان بليغاً، والواقع يشهد بذلك، فللتأسيس ذكرى وللتوحيد ذكريات وللبناء مسيرة وبرامج وقيادات، كما أن للحاضر زخماً وعبقاً وإنجازات، وللمستقبل آمالاً وتطلعات.
تعاقبت الأيدي الأمينة التي مضت بمسيرة هذا الوطن في اتجاهها الصحيح، ابتداء من الملك سعود ثم الملك فيصل والملك خالد والملك فهد والملك عبدالله رحمهم الله جميعا، وهي مسيرة من العطاء والبناء والتطوير لتصل بنا إلى عهدنا الميمون الحالي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، أطال الله عمريهما ووفقهما لقيادة السفينة إلى ما يتطلع إليه هذا الوطن وأبناؤه من خير ونمو وأمن وأمان ورفاه عيش للجميع.
اليوم ينطلق بنا أميرنا الشاب محمد بن سلمان إلى مرحلة تنموية كبيرة لمرحلة ما بعد النفط، عناصرها الإنسان والأمن والرفاهية، "رؤية 2030" مشروع حضاري يتأقلم مع الجديد، ويتجاوز الهواجس، وولي العهد بهذه الروح الجديدة وتلك الرؤية الشجاعة والإرادة الجادة والمشاريع المهيبة استطاع أن يجعل بلاده تحت الأضواء بشكل إيجابي، وباتت الصورة الحقيقية للسعودية وأصبحت أكثر إشراقاً واحتراماً.
بلادنا اليوم تعيش لحظات استثنائية، وتزامن ذلك مع بلورة منظومة تحول غير مسبوقة تهدف لإصلاح جذري عبر إنتاج وعي ثقافي وتنموي في المنظومة الاجتماعية، إنها روح جديدة نلمسها وإرادة جادة انطلاقاً من استشعار القيادة بحجم الأمانة وعظم المسؤولية، والسعودية أمامها تحديات سواء في الداخل أو الخارج، نعم.. هناك ملفات كثيرة وشائكة وتحتاج إلى جهد مضني لحلحلتها فضلاً عن معالجتها، إلا أن طموح الجميع في تحويل المملكة إلى دولة مدنية عصرية متفاعلة مع ما حولها، وهذا عزم القيادة التي آلت على نفسها ضرورة تحقيق ذلك.
نعم.. هناك أحلام نريد إنجازها، ومعوقات يجب تجاوزها، وخطى لا بد أن تذهب بعيداً في المستقبل، نحن من نصنع عزة وحضارة هذا الوطن، لنكن لبنات حقيقية في بنائه، فليس لنا وطن سواه، وليس له أبناء غيرنا.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة