بالصور .. افتتاح المتحف الوطني بدمشق بعد إغلاقه 7 سنوات
محمد الأحمد وزير الثقافة السوري، يتحدث عن أهمية المتاحف ويؤكد أنها مرآة الشعوب التي ترى فيها وجهها الحقيقي.
افتتح محمد الأحمد وزير الثقافة السوري، الأحد، المتحف الوطني بدمشق، والذي يضم مئات القطع الأثرية، بعد إغلاق دام لمدة 7 سنوات.
وفي كلمته خلال الافتتاح، رحب الوزير بالضيوف الذين شاركوا في افتتاح المتحف مرة أخرى، وتحدث عن أهمية المتاحف، مؤكدا أن المتحف مرآة الشعوب التي ترى فيها وجهها الحقيقي، وتتعرف من خلالها على جذورها الحضارية، ومدى مساهمتها في صياغة قصة الحضارة الإنسانية، وبناء مداميك صروحها الشامخة.
كما ألقى "الأحمد" كلمة عن متحف دمشق الوطني، باعتباره أحد أهم متاحف العالم، لما يحتويه من مقتنيات فريدة ونادرة ومميزة، تمثل عصارة جهد وفكر السوريين عبر مختلف العصور، وتوثق صفحات مجدهم وانتصاراتهم وتضحياتهم في درب الحضارة الطويل، والتي تشكل شاهدا حيا على حيوية وقدرة هذا الشعب على العطاء والبقاء والتشبث بالأرض، وإعلاء شأن الحضارة.
وعن أهمية المواقع الأثرية السورية، قال "الأحمد": "توجد آلاف المواقع الأثرية في كل أنحاء العالم، لكن ليس لها الصبغة العالمية التي تتصف بها المواقع الأثرية السورية الناجمة عن الموقع الاستراتيجي الذي حبا به الله هذا البلد، وهذا ما جعل منه قبلة علماء الآثار من كل أنحاء العالم، وبلغ عدد البعثات الأثرية التي كانت تعمل في ربوع القطر نحو 140 بعثة، بينها 100 بعثة أجنبية، قدّمت أهم الاكتشافات المادية والمعنوية والروحية، والتي أثبتت علو شأن الثقافة والإبداع السوري عبر مختلف الحقب".
كما ندد "الأحمد" بتعرض التراث الثقافي والمواقع السورية لتخريب الإرهابيين على اختلاف مسمياتهم وألوانهم، وبكل المناطق التي احتلوها، قائلا: "قاموا بهمجيتهم المعهودة بالفتك بالمواقع الأثرية، فخربوا التلال ونهبوا ما تحتويه من كنوز ولقى، ودمروا الصروح الأثرية في تدمر وحلب ودير الزور والرقة وإدلب والمدن المنسية ودرعا، وكل المناطق التي وصلت إليها أياديهم، علاوة على سرقة المتاحف وبيع مقتنياتها، كما حدث في متاحف إدلب والرقة وبصرى الشام وقلعة جعبر وغيرها".
كما ألقى الدكتور محمود حمود المدير العام للآثار والمتاحف، كلمة عن الـ7 سنوات الماضية التي أغلقت فيها وزارة الثقافة- مديرية الآثار، المتحف الوطني بدمشق، حفاظا على مقتنيات المتاحف من كل أشكال التهديد الذي كان يحيق بها من قبل العصابات الإرهابية التي قتلت البشر، وحرقت الشجر، وحطمت الحجر ونهبت الأثر، حيث تعرض التراث الثقافي السوري على أيدي العصابات الإرهابية لشتى أنواع التنكيل والاستباحة، والتي لم يعرفها تراث أي شعب في العالم.
وفي كلمته، سرد "حمود" الأخطار التي تعرضت لها المتاحف والمواقع الأثرية في سوريا من قبل العصابات الإرهابية، والتي نهبت محتويات عدد من المتاحف، ومنها إدلب والرقة وقلعة جعبر وحمص وبصرى الشام وتدمر، وتدمير عشرات الأبنية المسجلة على قائمة التراث الوطني، كما في تدمر وحلب ودرعا وإدلب ودير الزور والرقة.
وأضاف: "فتكوا بالتلال الأثرية في كل مكان وصلوا إليه، فتم حفرها بشكل عشوائي وتخريب طبقاتها الأثرية بحثا عن الكنوز واللقى الثمينة، لتهرب ويحط رحالها في النهاية مع القطع المتحفية المنهوبة في الأسواق والمزادات العلنية في كل أنحاء العالم، لتباع أمام أعين السلطات دون الاكتراث بقرارين دوليين صدرا عن مجلس الأمن الدولي، ويمنعا المتاجرة في الآثار السورية والعراقية".
وتابع "حمود": "إن إعادة افتتاح متحفنا الوطني هو رسالة تحدٍّ وراية انتصار ثقافي نريد من خلالها أن نعيد بعضا من نسغ الحياة والألق الذي طالما تنعمت به دمشق عاصمة هذا الوطن الحبيب، الذي كابد شعبه الأبي وبذل الغالي والنفيس كي تبقى رايته خفاقة، وكلمته هي العليا على مدى الدهر".
كما ألقى ديفيد أكوبيان، المدير الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سوريا، كلمة تحدث فيها عن تاريخ سوريا المهم الموغل في القدم، وعن الأعمال التي نفذها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في عدد من المواقع السورية التي تضررت نتيجة الحرب، ومنها حمص القديمة وحلب ومعلولا، وغيرها من الأنشطة الأخرى.
وبعد انتهاء المؤتمر، تجول الوزير ومرافقوه في أقسام المتحف، واطلع على المعارض المرافقة له، ثم عرض فيلم إنقاذ التراث الثقافي السوري للأجيال القادمة، ورافق الافتتاح مؤتمر دولي بعنوان: "واقع المتاحف السورية ودورها في تعزيز الانتماء الوطني".