المميزات والمخاطر.. ماذا تعني عضوية فنلندا والسويد في الناتو؟
سحبت تركيا معارضتها انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ما يضع البلدين على عتبة الحلف، ويفتح الباب أمام واقع جديد.
وفي وقت سابق اليوم، قالت الرئاسة التركية، إنها حصلت على ما تريد خلال مباحثاتها مع السويد وفنلندا، في إشارة إلى موافقتها على انضمام البلدين إلى الحلف.
وقالت الرئاسة، في بيان مساء الثلاثاء، إن الرئيس رجب طيب أردوغان حصل على "تعاون كامل" من فنلندا والسويد ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني وحلفائهم.
ووافقت تركيا على انضمام هاتين الدولتين إلى حلف شمال الأطلسي "ناتو" بعد مناقشات استمرت أكثر من ثلاث ساعات الثلاثاء في مدريد، على هامش قمة الحلف.
بدوره، قال الرئيس الفنلندي سولي نينيستو اليوم إن تركيا وافقت على دعم طلب العضوية المشترك الذي قدمته بلاده والسويد لحلف شمال الأطلسي.
وأضاف نينيستو في اليوم الأول من قمة الحلف في العاصمة الإسبانية مدريد أن هذا التطور المهم جاء بعد أن وقعت الدول الثلاث مذكرة مشتركة "لتقديم دعمها الكامل في مواجهة التهديدات لأمن بعضها البعض".
واقع جديد
هذا الانضمام يفتح الباب أمام واقع سياسي جديد في أوروبا والعالم، كما يحمل بعض المخاطر على المديين القريب والبعيد، وفق تحليلات غربية.
وتملك السويد تاريخا يمتد لـ200 عام من الحياد الذي بدأ في القرن التاسع عشر، وانضمامها لحلف شمال الأطلسي يضع نهاية لهذا المسار.
فيما كان حياد فنلندا مختلفًا تمامًا، وجاء كشرط لسلام فرضه الاتحاد السوفيتي في 1948 عبر ما يعرف بـ"اتفاقية صداقة"، لذلك كان يُنظر إليه على أنه طريقة عملية للبقاء والحفاظ على استقلال البلاد.
وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي، حاولت فنلندا اتخاذ بضع خطوات بعيدا عن خط الحياد، إذ نظرت إلى الغرب وسعت إلى تحرير نفسها من دائرة النفوذ الروسي عبر اتفاقيات مع الناتو والاتحاد الأوروبي.
نقطة تحول.. لماذا؟
بيد أن انضمام فنلندا المنتظر إلى الناتو يعد استفزاز لروسيا، إذ تشترك فنلندا في حدود مع روسيا تمتد لأكثر من 1300 كيلومتر، ما يجعل قوات الحلف فيها؛ في حال نشرها، على خط مواجهة مباشر مع القوات الروسية.
ومنذ ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، نشطت السويد وفنلندا في تحديث جيوشهما ورفع الإنفاق الدفاعي إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي، إذ باتت فنلندا تملك جيشا حديثا من ٢٨٠ ألف جندي و٩٠٠ ألف آخرين في الاحتياط، كما رفعت السويد من إنفاقها الدفاعي بشكل مطرد، ما يجعلهما إضافة قوية للحلف.
وفي نفس الوقت، فإن السويد وفنلندا سيتمتعان بمظلة الحماية التي توفرها المادة 5 من ميثاق حلف الأطلسي والتي تجعل أي عدوان على دولة عضو عدوانا على الحلف بالكامل يستوجب الرد.
ووفق تحليل سابق لـ"ذي أتلانتك كاونسل" (بحثي)، فإن انضمام الدولتين سيؤدي إلى تعزيز ردع الناتو عبر مناطق القطب الشمالي، والبلطيق. إلى جانب المشاركة في تبادل المعلومات، وشبكات القيادة والتحكم، والتخطيط التشغيلي التي تعتبر عناصر حاسمة في استجابة "اليوم صفر" لأي عدوان مهدد للحلف.
مخاطر كبيرة
في المقابل، يقول جادلت ديبورا سولومون، من جمعية السلام السويدية إن الردع النووي لحلف "الناتو"، زاد من التوترات ويخاطر بسباق تسلح مع روسيا، مضيفا أن توسع الحلف يجعل جهود السلام أكثر تعقيدا والسويد مكانًا أقل أمانًا.
وتابع "هناك مخاوف أخرى تتمثل في أن السويد، بانضمامها إلى الحلف، ستفقد دورها الرائد في جهود نزع السلاح النووي العالمية".
وأضاف "ينظر العديد من المتشككين في الناتو في السويد إلى الفترة ما بين الستينيات والثمانينيات، عندما استخدمت السويد حيادها لتضع نفسها كوسيط دولي"، مضيفة "إذا انضمت السويد إلى الناتو، فسيكون ذلك بمثابة التخلي عن حلم أن تكون وسيطًا".