"هدية" من الناتو لبوتين
بالنسبة للغرب فإن الحرب في أوكرانيا لا تقدم سوى القليل من الاحتمالات الفورية لتحقيق مكاسب استراتيجية طويلة الأمد، وسط مخاوف من أمر قد يصبح "هدية" من الناتو للرئيس الروسي.
صحيفة واشنطن بوست الأمريكية خلصت إلى أن الصراع في أوكرانيا "لا يمنح الغرب أية فوائد استراتيجية طويلة الأجل في المستقبل القريب".
وقالت الصحيفة في مقال لها طالعته "العين الإخبارية": "باستثناء هزيمة روسيا في ساحة المعركة، أو تغيير النظام في موسكو الذي ينتج قيادة جديدة خالية من الأوهام الإمبريالية، فإن الحرب في أوكرانيا لا تقدم سوى القليل من الاحتمالات الفورية لتحقيق مكاسب استراتيجية طويلة الأمد بالنسبة للغرب".
استثناء مهم يتمثل في توسع الناتو ليشمل السويد وفنلندا، وهو احتمال قريب جدا في متناول اليد، ولكنه محجوب في الوقت الحالي من قبل عضو رئيسي واحد في الحلف المكون من 30 عضوا، وهو تركيا.
وبالنسبة للصحيفة فإن تركيا وحلفاءها في الناتو "حيويون لأمن بعضهم البعض" ولاحتواء الاتحاد الروسي يحتاج الحلف إلى تركيا، التي كانت حصن دفاع الغرب ضد إيران وأغلقت البحر الأسود أمام التعزيزات البحرية الروسية.
ومع ذلك، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو "الرابح الوحيد" في نزاع الناتو هذا حتى الآن، وفق "واشنطن بوست".
ولهذا ترى الصحيفة أنه "كلما توصلت تركيا وشركاؤها إلى اتفاق مبكرا كان ذلك أفضل للتحالف".
وفي هذا الصدد، لفتت إلى أن حل المواجهة بين تركيا وحلف شمال الأطلسي، بخصوص انضمام السويد وفنلندا، يتطلب دبلوماسية متسقة، وربما تنازلات حقيقية، يمكن للولايات المتحدة أن تقدم بعضها.
يذكر أن جميع الدول الأعضاء في الناتو باستثناء المجر وتركيا صادقت على انضمام السويد وفنلندا، لكن الأعضاء الجدد في الحلف يحتاجون إلى موافقة بالإجماع.
والسويد وفنلندا متهمتان من قبل أنقرة بالتساهل مع حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه الأخيرة منظمة "إرهابية".
aXA6IDE4LjExOS4xNjEuMjE2IA== جزيرة ام اند امز