«الناتو» ومعضلة كييف.. مبعوث «محتمل» وعضوية «مؤجلة»
في سياق توتر متصاعد مع الروس، يدرس حلف شمال الأطلسي (الناتو) خطوة جريئة في مسار الحرب بأوكرانيا، تغطي على جدل "العضوية الكاملة".
إذ ذكر مسؤولون غربيون وموظفون في الكونغرس الأمريكي مطلعون على الأمر، لمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن "حلف الناتو يدرس خططًا لتعيين مبعوث دائم لأوكرانيا مقره في كييف".
يأتي ذلك في الوقت الذي يتطلع فيه "الناتو" إلى تعزيز التزاماته طويلة المدى تجاه أوكرانيا، رغم التحذيرات الصادرة من موسكو بشأن تصعيد الصراع.
وتتضمن الخطة التي سيتم الكشف عنها، إذا تمت الموافقة عليها، في قمة الحلف المقررة في واشنطن في يوليو/ تموز المقبل، إنشاء منصب جديد "لممثل مدني رفيع المستوى" للحلف في أوكرانيا.
ويتشابه المنصب المقترح، مع منصب استحدثه حلف شمال الأطلسي في أفغانستان خلال تواجد قواته في البلاد بعد عام 2001.
ووفقا لـ"فورين بوليسي"، سيقوم المبعوث المحتمل بتنسيق دعم الحلف لأوكرانيا، بما في ذلك تدفق المساعدات العسكرية إلى كييف من مختلف الدول الغربية.
ومن شأن منصب "الممثل رفيع المستوى" أن يبعث برسالة سياسية إلى كل من أوكرانيا وروسيا حول التزام الحلف بعيد المدى تجاه الأولى.
مناقشات أوسع
وتأتي هذه الخطوة المقترحة على خلفية مناقشات أوسع بين الدول الأعضاء في الحلف العسكري، حول بعض الأفكار المتعلقة بنشر قوات في الأراضي الأوكرانية.
وتُمثل هذه المباحثات الأوسع، خطوات من شأنها، أن تسرع تدريب وتجهيز القوات الأوكرانية، ولكنها تزيد أيضًا من خطر توسيع الحرب في أوكرانيا إلى مواجهة غربية مع روسيا، قد تشمل استخدام أسلحة نووية.
وفي هذا السياق، حذر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الأسبوع الماضي، من أن الغرب قد يواجه "عواقب وخيمة".
تحذيرات بوتين جاءت بعد أن منحت واشنطن، وبعض الدول الأوروبية الكبرى الأخرى، أوكرانيا، الضوء الأخضر لضرب أهداف عسكرية داخل الأراضي الروسية، بأسلحة غربية.
ترحيب ولكن
ووفقا للمجلة الأمريكية، يُرحب بعض المسؤولين الغربيين، بإنشاء منصب مبعوث جديد كجزء من حزمة أكبر من دعم "الناتو"، لأوكرانيا من المقرر طرحها خلال القمة المقبلة في واشنطن.
وهدف هذه الحزمة، هو "تعزيز قدرة الحلف على لعب دور رسمي في تنسيق الدعم الغربي لأوكرانيا"، بحسب "فورين بوليسي".
وفي هذا السياق، قالت جوليان سميث، سفيرة الولايات المتحدة لدى حلف "الناتو"، في تصريحات للصحفيين: "نحن نبحث عن سبل لإضفاء الطابع المؤسسي على الدعم الذي تدفق إلى أوكرانيا".
وتابعت أن هذا الطابع المؤسسي، يهدف إلى "تحقيق قدر أكبر من التماسك للمساعدة وضمان تقاسم مناسب للأعباء عبر الحلف في إطار عملنا الجماعي لدعم أوكرانيا".
ومع ذلك، فإن مسؤولين آخرين في الحلف العسكري ينظرون سراً، إلى دور المبعوث المحتمل، باعتباره "جزءاً من حزمة مخففة لا ترقى إلى هدف كييف الرئيسي؛ الانضمام رسمياً إلى الحلف".
وقال أحد مسؤولي "الناتو"، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الملف، "إن الحزمة جزء من جائزة ترضية نحاول جميعاً صياغتها".
ووصف المقترح بتعيين مبعوث لـ"الناتو"، بأنه "مثال آخر على أشياء نقوم بها بدلاً من تحقيق ما تريده أوكرانيا بالفعل".
ويدعم مؤيدو أوكرانيا، خاصة دول أوروبا الشرقية، حصول كييف على دعوة رسمية للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) كعضو كامل العضوية، خلال القمة المقبلة، لكن الرفض يأتي من الولايات المتحدة وألمانيا، وفق المجلة الأمريكية.
مكافأة وقلق
ويخشى البعض أن تأخير عملية ضم أوكرانيا إلى الحلف، لن يؤدي إلا إلى مكافأة وتشجيع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على الاستمرار في الحرب بالأراضي الأوكرانية.
فيما يقول آخرون إن ضم أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي قبل الأوان، وبينما تخوض حربًا دفاعية واسعة النطاق ضد روسيا، لن يؤدي إلا إلى تسريع المواجهة بين الناتو والروس.
هنا، قالت سميث: "لقد سمعتم أيضًا مسؤولين أمريكيين يقولون إن الدعوة لن تكون مطروحة على الطاولة هذا الصيف".
وأضافت أن "هذا (دعوة أوكرانيا للانضمام) غير مرجح، لكننا نركز على حزمة الدعم التي ستساعدنا على بناء الجسر إلى العضوية".