الحبس والإقامة الجبرية مصطلحات أساسية في قاموس نافالني، ففي 2009 اكتسب شهرة كبيرة، كناقد لفساد النظام، وخاصة الرئيس الروسي بوتين
"نافالني" اسم ليس مألوفا للأغلبية، ولكن الروس يعرفونه جيداً، أما بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فهو كابوس لا يفارقه، أليكسي أناتولييفيتش نافالني، المعارض الروسي الأبرز لنظام بوتين، ولد في موسكو 1976، وحصل على شهادته في القانون من جامعة الشعوب 1998، يعمل في مجال الأعمال بجانب نشاطه السياسي، أما عن حياته الشخصية، فهو زوج وأب لطفلين.
نافالني يعود من جديد
وأوقفت السلطات الروسية اليوم، المعارض أليكسي نافالني، لدى خروج من منزله، وأكثر من ألف من مناصريه خلال تظاهرات دعا إليها في مختلف أنحاء البلاد للاحتجاج على فساد الحكومة، وأوضح محاميه فاديم كوبزيف أنه يواجه عقوبة الاحتجاز الإداري لـ30 يوما لانتهاكه قواعد تنظيم التظاهرات.
ويعتبر هذا ثاني احتجاج كبير منذ تحرك 26 مارس/آذار من عام 2017 الذي دعا إليه نافالني الذي أعلن نيته الترشح للرئاسة العام المقبل، ويشارك فيه جيل جديد من الأنصار من خلال حملة منظمة ومستمرة على الإنترنت، حيث نشر نافالني حينها تسجيل فيديو اتهم فيه رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف بالفساد، مؤكدا أنه يدير إمبراطورية عقارية يمولها رجال أعمال أثرياء عبر مؤسسات مشبوهة، وشوهد التسجيل الذي نشر على موقع يوتيوب أكثر من 22 مليون شخص.
وقبل التظاهرات، التي سمحت السلطات بتنظيمها اليوم فقط في وسط موسكو، أعلن نافالني انه سيغير مكان التظاهرة في موسكو بعد أن أحبطت السلطات جهود المنظمين للحصول على منصة ومعدات صوت في المكان، وكتب نافالني على مدونته مساء السبت الماضي أن السلطات "تمنع أي مقاولين من الحصول على منصة و(معدات) صوت". وتابع "سنلغي الفعالية في قاعة سخاروف وسننقلها إلى شارع تفيرسكايا".
مسيرة نافالني
الحبس.. الإقامة الجبرية.. مصطلحات أساسية في قاموس المعارض الروسي، ففي 2009 اكتسب شهرة كبيرة، كناقد لفساد النظام، وخاصة الرئيس الروسي فلادمير بوتين. وانتشر اسم نافالني من خلال مدونته على موقع "لايف جورنال"، الداعية دوما إلى تنظيم مظاهرات واسعة النطاق، بغرض معالجة قضايا عديدة، من أبرزها الفساد.
"نظام بوتين السياسي يضعف بسبب الفساد، لدرجة أن روسيا قد تواجه تمردًا على غرار الربيع العربي في غضون خمس سنوات"، من أبرز أقوال نافالني الذي قاد احتجاجات حاشدة مناهضة لبوتين في 2012، ومنذ ذلك الحين وهو يواجه قضايا وأحكاما بالحبس والإقامة الجبرية.
الصفقة
رغم حبسه على ذمة قضايا، تم السماح له وبشكل مفاجئ بالخروج من السجن، للقيام بحملة انتخابية، للمنافسة على منصب عمدة موسكو، والذي حل فيها في المركز الثاني بنسبة 27٪ من الأصوات، بعد حليف بوتين، سيرجي سوبيانين.
واعتبرت هذه النتيجة نجاحا مثيرا، لأنه لم يكن باستطاعته الوصول إلى التلفزيون الحكومي، واعتمد فقط في حملته على شبكة الإنترنت، والخطابات الشفاهية، ورغم صدور حكم محكمة بوضع نافالني تحت الإقامة الجبرية، إلا أنه استمر في التحدث علنا ضد الكرملين، من خلال وسائل الإعلام الاجتماعية، بما فيها مدونته الخاصة.
في فبراير/شباط 2014، قررت محكمة في موسكو وضعه رهن الإقامة الجبرية، بعد أن تعهد خطيا في وقت سابق بعدم مغادرة موسكو، وذلك في إطار قضية يتهم فيها باختلاس أموال، وفي يناير/ كانون الثاني 2015 ألقت الشرطة الروسية القبض عليه في موسكو، بينما كان متوجها للمشاركة في تظاهرة دعم له، بعد إدانته باختلاس أموال، وفي اليوم نفسه، قضت محكمة روسية بسجنه 3 سنوات ونصف، مع وقف التنفيذ.
واتهم نافالني بسرقة 30 مليون روبل من شركتين، خلال الفترة من 2008 إلى 2012، في تلك الفترة، صرح بأنه لم يعد يلتزم بشروط الإقامة الجبرية، وأنه قطع سوار المراقبة. قائلا إن الكرملين وحلفاءه قاموا بتلفيق تهم ضده. وأضاف أنه عندما سجن في 2013، قال للقاضي إنه سيقاتل على مع زملائه "لتدمير الدولة الإقطاعية التي يجري بناؤها في روسيا".
نافالني بين موسكو وواشنطن
في 2014 ناشد المعارض الشرس لبوتين الولايات المتحدة باستهداف النخبة الحاكمة الروسية بالعقوبات، وذكر عدة أسماء من المقربين من الرئيس الروسي، وبالفعل تم تطبيق عقوبات على بعضهم.
حينها أعربت النخبة الحاكمة عن قلقها من صلة المعارض الأول بالبيت الأبيض، كما أعلن حينها المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جيفري راثكي عن ان الحكم الذي أصدره القضاء الروسي ضد ي نافالني "تطور مقلق".
وأضاف أن "الحكم أثار انزعاج" الولايات المتحدة، كما اعتبر الاتحاد الأوروبي أن الحكم "يحمل دافعا سياسيا على ما يبدو".
أما اليوم، وبعد قرار اعتقاله، عادت واشنطن لتناكف موسكو بورقة "نافالني"، حيث أدان البيت الأبيض اعتقال مئات المتظاهرين المحتجين على الفساد في روسيا، في انتقاد نادر من إدارة دونالد ترامب لانتهاكات حقوق الإنسان وللكرملين.
ودعا المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر "الحكومة الروسية إلى الإفراج الفوري عن جميع المحتجين السلميين" الذين اعتقلوا في المسيرات التي عمت البلاد، معتبرا أن "الشعب الروسي يستحق حكومة تدعم التعبير عن الأفكار بحرية والحكم الشفاف الخاضع للمساءلة والمعاملة العادلة بموجب القانون، والقدرة على ممارسة الحقوق بدون خوف من العقاب"، كما أعرب رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاجاني عن "قلقه" حيال اعتقال نافالني، فيما نددت منظمة العفو الدولية بـ"مشاهد مقلقة" لأعمال عنف بحق المتظاهرين.
aXA6IDMuMTQzLjI0MS4yNTMg جزيرة ام اند امز