مفاوضات أممية للإفراج عن قمح أوكرانيا.. مخاوف من "إعصار مجاعة"
مفاوضات مكثفة تجريها الأمم المتحدة للسماح بتصدير الحبوب الأوكرانية وفي مقدمتها القمح، لمنع حدوث أزمة غذاء عالمية.
وأكد منسّق الأمم المتحدة في أوكرانيا أن المنظمة تجري مفاوضات مكثّفة بعيدة عن الأضواء للسماح بتصدير عشرات ملايين الأطنان من الحبوب الأوكرانية، معربًا عن تفاؤل شديد الحذر.
وتغلق روسيا الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود منذ بدء غزوها لأراضي جارتها في 24 شباط/فبراير، وبالتالي تمنع تصدير حبوبها التي أطعمت 400 مليون شخص العام الماضي، وبات الوضع أكثر إلحاحا مع اقتراب موسم الحصاد.
ويقود المفاوضات خصوصا نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث والأمينة العام لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) ريبيكا غرينسبان، حسب ما كشف منسق الأمم المتحدة في أوكرانيا أمين عوض للصحفيين في جنيف خلال مؤتمر صحفي دوري عبر الإنترنت.
ولا تزال الأمم المتحدة حتى الآن شديدة التكتّم بشأن هذه الجهود.
- بايدن: حرب أوكرانيا تسببت في ارتفاع أسعار الغذاء
- ممرات القمح البحرية والمجاعات المرتقبة.. الكرة في ملعب أوروبا
وقال عوض "هناك كثير من الرحلات المكوكية بين موسكو ودول أخرى التي تشعر بالقلق، لكنني لا أعتقد أن هناك حلًا يلوح في الأفق بوضوح شديد في الوقت الحالي".
وزار الرئيس السنغالي ماكي سال روسيا الجمعة لحضّ فلاديمير بوتين على "إدراك" أن الدول الأفريقية "ضحايا" النزاع.
وأكد الكرملين أن الرئيس الروسي سيعطي "شرحا وافيا عن رؤيته للوضع بشأن الحبوب الأوكرانية" العالقة في الموانئ الأوكرانية.
وأدى النزاع بين روسيا وأوكرانيا -تمثلان معا 30 بالمئة من صادرات القمح العالمية- إلى ارتفاع الأسعار بشكل فوري لتتجاوز حتى الآن مستوياتها عام 2011.
وتخشى الأمم المتحدة "إعصار مجاعة" خصوصا في البلدان الأفريقية التي تستورد أكثر من نصف قمحها من أوكرانيا أو روسيا.
وكانت أوكرانيا رابع أكبر مصدّر للذرة في العالم وفي طريقها لتصبح ثالث أكبر مصدّر للقمح، وكانت تمثل وحدها 50 بالمئة من التجارة العالمية في بذور وزيوت عباد الشمس قبل بدء النزاع.
كما أن روسيا مصدّر رئيسي للأسمدة لكنها باتت تمنع تصديرها ردا على العقوبات الغربية.
وأشار أمين عوض إلى أن "لروسيا تحالفات في الجنوب"، مذكّرا أن بعض الدول التي يمكن أن تعاني أكثر من غيرها من الوضع هي حليفة لموسكو.
لذلك أعرب عن "تفاؤل" بأن الدعوات من تلك الدول النامية قد تدفع موسكو إلى التنازل، ويمكن أن يتحقق "انفراج في مرحلة ما".
لكنه شدّد على أن "المفاوضات معقّدة للغاية وتجري على عدة جبهات".
الحل السحري
وتؤكد موسكو أن توقف تصدير الحبوب الأوكرانية ليس خطأها ولا نتيجة لوجود أسطولها الحربي قبالة أوكرانيا، ولكن بسبب الألغام التي زرعتها كييف في موانئها.
ووفق الأمم المتحدة، يمكن أن يتأثر 1,4 مليار شخص في أنحاء العالم جراء نقص القمح والحبوب الأخرى.
في هذا الصدد، قال منسق الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي ماثيو هولينغورث للصحافيين في أوكرانيا "إن موانئ البحر الأسود هي الحلّ السحريّ إن صحّ التعبير لتفادي المجاعات العالمية والجوع في العالم".
لكنه أضاف أنه بدون هذا الحل، سيتعيّن على الأمم المتحدة إيجاد بدائل للحفاظ على الصادرات الأوكرانية.
وأردف منسق الأمم المتحدة في أوكرانيا أمين عوض أن "حلّ هذا المأزق يتطلب دعماً عاجلاً وتوافر إرادة سياسية. ويجب أن تظل الأولوية فتح طرق التجارة في البحر الأسود، وعدم فتح هذه الموانئ سيؤدي إلى مجاعة وزعزعة استقرار وهجرات جماعية في العالم برمته".
وأوضح المسؤول الأممي أن تطوير حلول بديلة عبر السكك الحديد أو الطرق البرية يمكن أن يكون مفيدًا، ولكنه لن يكون قادرًا على مضاهاة حجم النقل البحري.
حمل الرئيس الأمريكي جو بايدن، اليوم الجمعة، الحرب الروسية في أوكرانيا مسؤولية ارتفاع أسعار الغذاء.
وقال بايدن، حرب بوتين في أوكرانيا تتسبب في ارتفاع الأسعار.
في وقت سابق قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "روسيا مستعدة للمساهمة في البحث عن خيارات لصادرات الحبوب دون عوائق، بما في ذلك تصدير الحبوب الأوكرانية من موانئ البحر الأسود".
قالت رابطة الحبوب الأوكرانية الأربعاء إنه من المتوقع أن تشهد أوكرانيا تراجعا في إنتاج القمح بنسبة 40% لموسم 2022-2023، فيما يتوقع أن تنخفض الصادرات بنسبة 50% بسبب الحرب مع روسيا.
aXA6IDM1LjE3MC44MS4zMyA=
جزيرة ام اند امز