نتنياهو يسابق الزمن لتشكيل الحكومة قبل مساءلته
المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية أفيخاي مندلبليت سيبدأ يوم الأربعاء جلسات مساءلة لنتنياهو حول اتهامات الفساد التي تحوم حوله
طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي وزعيم حزب "الليكود" اليميني بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، من زعيم حزب"أزرق أبيض" الوسطي المعارض بيني جانتس اللقاء في أقرب فرصة في محاولة أخيرة لتشكيل حكومة وحدة وطنية.
طلب نتنياهو الذي جاء في اتصال هاتفي مع جانتس الموجود في العاصمة البريطانية لندن، أعقب فشل جولة أخرى من المفاوضات بين طاقمي "الليكود" و"أزرق أبيض" عقدت صباح اليوم الأحد.
واختتمت الجولة الجديدة من المفاوضات وسط تبادل للاتهامات بين الحزبين الكبيرين في إسرائيل.
وسيعقد اللقاء بين نتنياهو وجانتس، على الأرجح يوم الأربعاء، بعد انتهاء عطلة عيد رأس السنة العبرية التي بدأت مساء اليوم الأحد.
لكن اللقاء، في حال عقده فعلا، سيتزامن مع بدء المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية أفيخاي مندلبليت جلسات مساءلة لنتنياهو حول اتهامات الفساد التي تحوم حوله.
وأبلغ مندلبليت، اليوم الأحد، طاقم الدفاع عن نتنياهو استعداده لعقد جلسات المساءلة لمدة يومين إلى أربعة أيام بدءا من يوم الأربعاء، حيث تتواصل أيام الخميس والأحد والإثنين.
وكان مندلبليت أعلن نهاية شهر شباط/فبراير الماضي نيته الأخذ بتوصيات الشرطة الإسرائيلية بتقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو بتهم الفساد، ولكنه أرجأ قراره النهائي إلى حين الاستماع إلى دفع نتنياهو وطاقمه.
وفي حال تقرر تقديم لائحة الاتهام، ومن ثم إدانته في المحكمة فإن نتنياهو قد يواجه عقوبة السجن.
كان نتنياهو، الذي اتهم الإعلام الإسرائيلي بالانحياز ضده، طلب بث جلسات المساءلة على الهواء مباشرة، ولكن المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية رفض طلبه هذا.
وتجري مفاوضات تشكيل حكومة الوحدة الوطنية على وقع التطورات المحتملة بشأن توجيه لائحة اتهام لنتنياهو.
ويأمل المعارضون لرئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته أن يسهم تقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو بإنهاء مسيرته السياسية، ولكن الأخير يدافع بكل قوته لمنع ذلك.
- أول لقاء يجمع نتنياهو وجانتس وخلافات بشأن حكومة وحدة
- انتخابات إسرائيل تكشف انقسام بين المتدينين والعلمانيين
كان الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين كلف، يوم الأربعاء، نتنياهو بتشكيل حكومة في غضون 42 يوما، ولكن عدم وجود أغلبية من 61 عضوا في الكنيست لصالح هذه الحكومة يجعل مهمة نتنياهو صعبة.
غير أن وضع "أزرق أبيض" برئاسة جانتس ليس بحال أفضل، ما يجعل تشكيل حكومة وحدة وطنية الحل الأنجع للطرفين لتجنب الذهاب إلى انتخابات جديدة.
وتقول أغلبية من الشارع الإسرائيلي إنها تؤيد تشكيل حكومة وحدة وطنية، وتجنب انتخابات جديدة ستكون الثالثة بعد الانتخابات التي جرت في إبريل/نيسان وسبتمبر/أيلول.
وقال حزب "الليكود" الإسرائيلي إن نتنياهو طلب من جانتس اللقاء يوم الأربعاء "حتى أنه اقترح عليه العودة فورا إلى إسرائيل من أجل اللقاء".
وسيعود المفاوضون من "الليكود" و"أزرق أبيض" للاجتماع صباح الأربعاء على أن يلتقي نتنياهو وجانتس في ساعات مساء نفس اليوم.
من جهته، قال حزب "أزرق أبيض" في بيان: "ندعو مرة أخرى إلى مفاوضات مباشرة بين الليكود وأزرق-أبيض بناءً على مبادئ حكومة الوحدة الليبرالية الواسعة، هذا هو هدفنا وسنبذل قصارى جهدنا حتى نتمكن من المضي قدماً في هذا المسار في بداية هذا العام الجديد".
وأضاف: "المفاوضات هي السبيل الوحيد لتجنب انتخابات ثالثة غير مطلوبة".
وكانت سرت توقعات بأن نتنياهو قد يعيد تكليف تشكيل الحكومة إلى الرئيس الإسرائيلي الذي من المرجح أن يكلف جانتس بهذه المهمة.
ويأمل "الليكود" إن فشل جانتس سيسرع الأمور باتجاه حكومة وحدة وطنية أو التوجه إلى انتخابات جديدة.