"نووي إيران" ونتنياهو.. لماذا تعد مسألة مصيرية؟
حاولت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية تفسير مخاوف رئيس الوزراء الجديد، بنيامين نتنياهو، بشأن احتمالات إحياء اتفاق إيران النووي.
ورغم إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن في تصريحات مسربة أن "الاتفاق مات"، لا تزال وزارة الخارجية الأمريكية تتحدث عن إمكانية عودة واشنطن إليه إذا أراد الإيرانيون ذلك، وهو ما يثير قلق نتنياهو.
وأرجعت الصحيفة حديث نتنياهو عن الملف الإيراني لسببين، الأول: هو أن هذه القضية التي ساعدت في ارتفاع شعبيته ثم انتخابه عدة مرات.
والثاني، هو اهتمامه الشخصي بهذا الملف، موضحة أنه "هو يريد التأكد من أنه حتى لو حُلت القضايا التي تمثل خلافا بين إيران والغرب مثل إرسال مسيرات إلى روسيا للمشاركة في حرب أوكرانيا والقسوة ضد المتظاهرين الإيرانيين وتحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية.. فلن يكون هناك اتفاق نووي".
ووفقا للتقرير، لم يتوقف الإيرانيون عن الحديث بشأن المفاوضات إما لأنهم ما زالوا يريدون التوصل إلى اتفاق، أو لأنهم يريدون تجنب العواقب الاقتصادية أو العسكرية السلبية الكبيرة جراء استمرار المواجهة. في أثناء ذلك، تواصل إيران تخصيب اليورانيوم لبناء ترسانة نووية محتملة، ولديهم حاليا ما يكفي من اليورانيوم لإنتاج أربع قنابل نووية إذا ما قرروا استخدام هذه المادة كسلاح.
رغم ذلك، أكد بيان وزارة الخارجية الأمريكية الاثنين الماضي أن إدارة بايدن ستواصل في العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 إذا وافقت السلطات الإيرانية فقط على العودة إلى الاتفاق دون تقديم الكثير من التنازلات الجديدة.
ووفقا لـ"جيروزاليم بوست"، فإن ما يثير قلق كبار مسؤولي وزارة الدفاع الإسرائيلية أنه إذا ما استجابت إيران وظل تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية مفتوحا ضدها، حتى دون التجاوب معه وتقديم إجابات كاملة، فإن واشنطن قد تعود إلى خطة العمل الشاملة المشتركة.
كما يخشى نتنياهو حدوث أي تردد في المعسكر الغربي قد يهون من جدية الغرب في مواجهة برنامجها النووي.
أما عن التوجه العالمي الآن، فبحسب التقرير، قدمت نتيجة اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ديسمبر/كانون الأول في إيران، أو بالأحرى عدم التوصل إلى أي نتيجة، بعض الإشارات الهامة.
فحتى الآن، غالبا ما شهدت مثل هذه الاجتماعات المعلنة في طهران حضور رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي وتبع ذلك بيانات مشتركة إيجابية لخلق النوايا الحسنة والزخم الإيجابي للمفاوضات، وفقا للصحيفة الإسرائيلية.
لكن غروسي لم يكلف نفسه عناء حضور الاجتماع السابق، وأرسل بدلاً من ذلك مسؤولين من مستوى أدنى. ورغم صدور بيانات رسمية إيرانية عن "اللقاءات الإيجابية"، التزمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الصمت التام.
كما لم يحظ الاجتماع بقدر واسع من المتابعة شأنه، والتي عادة ما تأتي بعد مثل هذه الزيارات الهامة.
ويشير تراخٍ للوكالة الدولية للطاقة الذرية مع إيران إلى أن الغرب يتماشى مع الضغط على إيران وعزلها، أولاً بالدبلوماسية العامة، وربما لاحقًا بعودة العقوبات العالمية وتدابير عقابية أخرى.
وخلص التقرير إلى أن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيجتمع مجددا في مارس/آذار المقبل، وحال إرسالهم ملف الانتهاكات النووية الإيرانية إلى مجلس الأمن الدولي، سيصبح النظام الإيراني عرضة لمستوى جديد من الضغط.