ناقوس خطر في ليبيا.. البلاد على وشك الإفلاس المائي
ناقش سفير هولندا لدى ليبيا دولف هوكونينج في بنغازي شرقي ليبيا، الأمن المائي الليبي بالتزامن مع دق مسؤول أممي ناقوس الخطر حول ذلك.
وفي تغريدة عبر صفحته الرسمية على "تويتر"، قال السفير الهولندي إنه أجري، الأربعاء، "زيارة استثنائية" لمقر مشروع النهر الصناعي العظيم في بنغازي.
- تأمين الجنوب.. حفتر يتابع النهر الصناعي وسير الدوريات الصحراوية
- اعتداء على شريان الحياة في ليبيا.. النهر الصناعي في خطر
وفي التغريدة التي اطلعت عليها "العين الإخبارية"، أضاف السفير الهولندي: "تمت مناقشة فرص التعاون على عدة واجهات لضمان إدارة المياه وعدم إهدارها".
وتأتي هذه التغريدة، مع تغريدة أخرى للممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي مارك اندري فرانش، دق فيها ناقوس الخطر وكشف عن وقوع ليبيا ضمن دائرة الخطر المتعلق بالأمن المائي.
وقال المسؤول الأممي عبر صفحته الرسمية بموقع "تويتر"، الأربعاء، إن "ليبيا لا تزال من الدول الـ17 الأكثر تأثرا بشح المياه في العالم".
وتابع: "مستقبل ليبيا يعتمد على إدارة أفضل لمواردها المائية عبر الحلول المبتكرة".
ومع هذه التغريدة، شارك المسؤول الأممي مارك أندري فرانش، تقريرا صادرا عن منظمة "اليونيسف"، العام الماضي، حول الدول المهددة من أزمة نقص المياه فيها.
ويقول التقرير إن "90% من الأطفال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يعيشون في مناطق تعاني من إجهاد مائي مرتفع ويعانون عواقب وخيمة على صحتهم وتغذيتهم ونموهم".
التقرير الصادر في 22 أغسطس/آب 2021، أشار إلى أن "منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هي المنطقة الأكثر شحّاً في المياه عالمياً".
وتابع: "من أصل 17 دولة تعاني من الإجهاد المائي في العالم تقع 11 دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ويفتقر حوالي 66 مليون شخص في المنطقة إلى خدمات الصرف الصحي الأساسي كما ويتم معالجة نسب منخفضة جدًا من مياه الصرف الصحي".
ويسلط التقرير الضوء على الأسباب الرئيسية لشحّ المياه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بما في ذلك "ارتفاع متطلبات الزراعة والتوسع في الأراضي المروية باستخدام المياه الجوفية والنزاعات وهجرة الناس من المناطق الريفية إلى المناطق الحضرية والنمو السكاني وسوء إدارة المياه وتدهور البنية التحتية للمياه ومشاكل الحوكمة".
وتعتمد ليبيا بشكل كامل على التزود بالمياه من مشروع يسمى النهر الصناعي الذي يعد أضخم مشروع لنقل المياه في العالم أسس له زعيم ليبيا الراحل معمر القذافي في 3 أكتوبر/تشرين أول 1983، وهو يعتمد على نقل المياه الجوفية العذبة في الصحراء الليبية عبر أنابيب ضخمة تدفن في الأرض يبلغ قطر كل منها أربعة أمتار وطولها سبعة أمتار.
وتشكل هذه الأنابيب في مجموعها نهراً صناعيا يصل جميع المدن التي يتجمع فيها السكان.
إلا أن ذلك المشروع وخاصة بعد الأحداث التي أطاحت بحكم العقيد القذافي عام 2011، تراجعت قدرته الإنتاجية بسبب الاعتداءات التي تطال بشكل شهري محطاته ومواقعه المنتشرة على طول الصحراء الليبية.
تلك الاعتداءات المتمثلة في سرقة معداته وبنيته التحتية جاءت في ظل غياب الأمن خاصة في تلك الصحراء إضافة إلى أن إهدار كميات كبيرة من المياه بسبب التوصيلات غير الشرعية على أنابيبه ما ساهم كثيرا في تراجع المشروع وتعرض الأمن المائي للبلاد للخطر.
aXA6IDE4LjIyNS4yNTUuMTk2IA== جزيرة ام اند امز