"الهارب".. كتاب فرنسي يروي رحلة صعود وهبوط كارلوس غصن
كارلوس غصن ينجح في لفت أنظار العالم إليه بعد عملية الفرار الكبيرة التي نفذها على طريقة السينما الأمريكية.
بعد نحو شهر من عملية الفرار الكبير من اليابان على طريقة أفلام هوليوود الأمريكية، التي نفذها رجل الأعمال اللبناني الفرنسي كارلوس غصن، الرئيس التنفيذي لمجموعة "رينو-نيسان"، تعود قصته إلى صدارة الصحف العالمية بكتاب جديد يروي عملية الهروب وجانباً من أسراره.
وفي كتاب فرنسي جديد عن كارلوس غصن بعنوان: "الهارب: وأسرار كارلوس غصن" والمقرر صدوره 5 فبراير/شباط الجاري، عن دار النشر "ستوك"، تتبع الصحفيان الفرنسيان يان روسو وريجيه أرنو، الذين أجريا تحقيقاً استقصائياً في اليابان، صعود كارلوس غصن وسقوطه بوحشية.
- هرب لينتقم.. كارلوس غصن يقاضي رينو الفرنسية
- كارول غصن تخرج عن صمتها: زوجي ضحية حرب.. والفرار كان حتميا
وتحت عنوان: "كارلوس غصن: انحرافات الرئيس التنفيذي الذي لا يمكن المساس به"، نشرت صحيفة "ليزيكو" الفرنسية، مقتطفات من الكتاب الذي أعده الصحفيان حول كيفية انتقال غصن من وضع النجم الكبير الذي لا يمكن المساس به إلى وضع السجين البسيط، وانتهى به المطاف بتلقيبه بالهارب.
ووصف الكتاب أولى أيام احتجاز غصن داخل السجن، موضحا أنه من حسن حظه وصوله متأخراً، حيث كانت الغرفة فارغة إلى حد ما مساء 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2018"، مشيرا إلى أنه "عادة ما يتعين على السجناء الجدد الانتظار، في ملف واحد، لهذا الفحص البدني بين حائطين مثبتين في زاوية من الغرفة".
وتابع: "يتم استقبال السجين الجديد وبقاؤه لبضع دقائق عارياً تماماً كنوع من الإذلال لثوانِ"، مضيفاً أنه لا بد أولاً التحقق من هوية المتهم، وهو كارلوس غصن المعروف في جميع أنحاء العالم، مواليد 9 مارس/آذار 1954 في بورتو فيلهو (البرازيل) ويبلغ من العمر 64 عامًا.
ووفقاً للصحفيين الفرنسيين: "بسرعة كبيرة، يجد الوافد الجديد نفسه في ملابس داخلية، ووضع أمتعته الشخصية على قماش القنب المكشوف على الأرض، ثم فرز الحراس ما يمكن نقله إلى زنزانته، وما سيتم تخزينه حتى نهاية الاحتجاز، ويمنع المفاتيح أو الأحزمة أو الأحذية أو روابط غير مسموح بها".
وأشار الكتاب إلى أنه "مثل المحتجزين الآخرين، كان كارلوس غصن مقيدًا منذ اعتقاله، بسلك حول الخصر، تضاف إليه الأصفاد، وربطه حتى زنزانته".
وصل غصن أمام زنزانته بصمت تام، أمام باب من الصلب الرمادي مع اثنين من فتحات الزجاج العمودي، وعلى اليسار نافذة، ويقوم الحراس بفتح الزنزانة لتقديم الوجبات 3 مرات يومياً، وتغيير شفراته الكهربائية للحلاقة مرتين أسبوعياً.
فتح حارس الباب لدخول غصن، الذي أطلقت عليه الصحافة الاقتصادية اسم "دافوس مان"، "سيد العولمة"، ودخل في زنزانة مساحتها 6.46 متر مربع، بجدران بيضاء.
كيان غامض في هولندا
ووفقاً لمعلومات الكاتبين، "كان هناك غموض حول وضع موظف يدعى هيديتوشي إيمازو (69 عامًا)، لا يحضر إلى المكتب كل يوم، إلا أنه في ربيع عام 2018 تراكمت الأسئلة بعدما طالب أحد المراجعين الخارجيين لشركة نيسان الإدارة المالية بالإفصاح عن وظيفة وحسابات كيان غامض مقره في هولندا يسمى "زي-إيه كابيتال" يديره هذا الموظف المدعو إيمازو"، إلا أن غصن لم يوف الإدارة بردود حول ذلك الكيان.
ولفت الكتاب إلى أن موظفي مصرف "أرديا بارتنرز" وهم الموظفون السابقون لبنك "جولدمان ساسك" في نيويورك، كانوا يعملون على تتبع مسار الأموال من هذا الكيان الغامض في هولندا، رغم نفي غصن وجود هذا المشروع.
وأوضح الكتاب: "كانت هناك أيضا شائعات اندلعت عام 2017 حول خطة لدفع مكافآت لحفنة من المديرين التنفيذيين في تحالف رينو-نيسان، بما في ذلك كارلوس غصن وهيروتو سايكاوا".
المحققون وجدوا فاتورة مؤرخة بتاريخ 25 يوليو/تموز 2017 موجهة إلى مجموعة "رينو-نيسان"، ومطالبة بدفع مبلغ 1.5 مليون دولار مقابل "خدمات مقدمة" لسداد "النفقات"، ويقدر إجمالي المطلوب نحو 3 ملايين دولار.
هاري ندا
وظهر اسم هاري ندا أيضا بين مديري "زي-إيه كابيتال" هذا الكيان الغامض في هولندا، ووفقاً للكتاب ترأس المحامي الأنجلو-ماليزي مكتب الرئيس التنفيذي بالكامل، الذي وصف بأنه "الصندوق الأسود" لغصن، منذ مارس/آذار 2015.
وحاول الصحفيان استجواب هاري ندا، إلا أنه تردد أولا في الكلام، وقال الصحفيان: "يعرف كل شيء ولكنه صامت منذ سنوات"، وأكدا أنه خائف من جريج كيلي وكارلوس غصن".