حياة الآلاف معرضة للخطر.. كارثة جديدة بمطار إسطنبول الجديد
عدد من الطيارين الأتراك عبروا عن استيائهم من مدارج مطار إسطنبول الجديد، مؤكدين أن الجهة المسؤولة تجاهلت حركة الرياح الشديدة بالمنطقة
عبر عدد من الطيارين الأتراك عن استيائهم من مدارج مطار إسطنبول الجديد، مؤكدين أن الجهة المسؤولة عن تنفيذ اتجاهات مدارج المطار تجاهلت حركة الرياح الشديدة بالمنطقة، وهو ما يعرض حياة آلاف المسافرين للخطر.
- تقلص مساحة زراعة القمح في تركيا يهدد رغيف الخبز
- احتياطي تركيا ينزف مليارات الدولارات في 3 أيام.. والسبب "سراب"
جاء ذلك في حديث أدلى به طياران تركيان لشبكة "دويتش فيله" الألمانية في نسختها التركية، الأحد، سلطا خلاله الضوء على عيوب ومساوئ المطار التي اشتهر بها منذ أن كان مجرد فكرة.
أحد الطيارين الذي يعمل في شركة الخطوط الجوية التركية، ذكر في سياق حديثه عن مدارج المطار "كان يجب أن تكون المدارج في اتجاه الشمال الشرقي – الجنوب الغربي".
ولفت إلى أن "درجة الرياح الموجودة في المنطقة 45 درجة، أي أنها تأتي من الشمال الشرقي. في حين أن جميع المدارج الأربعة في مطار إسطنبول شيدت في اتجاه الشمال– الجنوب. كان يجب أن تكون المدرجات في اتجاه الشمال الشرقي – الجنوب الغربي".
واستمرارًا لنفس الخطأ لفت الطيار ذاته الذي لم يتم الكشف عن هويته، إلى أن "المطار يستعد لافتتاح المدرج الخامس خلال العام الجاري، والذي سيكون باتجاه شرق – غرب، وهذا اتجاه غير صحيح على الإطلاق".
وأكد طيار آخر بالخطوط الجوية التركية، أن "هناك عوامل أخرى غير اتجاه الرياح تؤثر على إقلاع وهبوط الطائرات في المدرجات المتجه شمال – جنوب، حتى وإن كان اتجاه الرياح هو الأساس، لكن هناك عناصر أخرى بالتأكيد".
وتابع "ومن هذه العناصر المعوقات المتمثلة في التلال والمرتفعات المحيطة بالمطار، وكذلك توربينات الرياح (التي تولد الطاقة من الرياح) فهذه مشكلات كبيرة تعوق الملاحة الجوية".
في نفس السياق تحدث للشبكة الألمانية، مهندس الأرصاد الجوية في كلية علوم الطائرات والفضاء في جامعة إسطنبول التقنية البروفيسور ميكدات قاضي أوغلو، وبيّن أن الشركة المشغلة للمطار الجديد (İGA)، سبق أن طلبت منه تحليلًا حول نشاط الرياح بالمنطقة بعد بدء العمل فعليًا في إنشاءات المطار.
وأفاد بأنه أوصى الشركة بضرورة تغيير اتجاهات المدارج من شمال – جنوب، 20 درجة أخرى نحو الشرق، إلا أن هذا الإجراء لا يمكن تطبيقه من الناحية العملية؛ نظرًا لبدء التنفيذ.
وأشار الأكاديمي التركي إلى تدني كفاءة مدارج ذلك المطار مقارنة بنظيرتها حول العالم، بسبب الحركة الشديدة للرياح، واتجاهاتها الخاطئة.
ونهاية ديسمبر/كانون الأول 2019، شهد مطار إسطنبول الجديد حالة من الارتباك، والاضطراب جرّاء العاصفة القوية التي تضرب المدينة، ما تسبب في تأخر إقلاع وهبوط العديد من الطائرات.
وبحسب ما ذكرته العديد من وسائل الإعلام التركية، آنذاك فقد تسببت الرياح القوية التي تضرب إسطنبول في التأثير سلباً على حركة الطائرات بمطارها الدولي الجديد.
وأوضحت المصادر أن الطائرات عجزت عن الهبوط في مطار إسطنبول، ما تسبب في تأخير الرحلات الجوية، فعمت حالة من السخط بين الركاب.
جدير بالذكر أن مطار إسطنبول الجديد تم افتتاحه جزئيا في 29 أكتوبر/تشرين الأول 2019، بمنطقة "أرناؤوط كوي" في الجانب الأوروبي من إسطنبول، وهو ثالث مطار دولي بالمدينة ذات الموقع الإستيراتيجي.
ومنذ أن كان المطار مجرد حبرًا على ورق، حذر خبراء طيران بأن موقعه غير ملائم، وأنه يفتقر إلى غطاء يحجب الرياح الشمالية التي تهب من البحر الأسود، متوقعين تعرض حركة الملاحة فيه للاضطرابات بسبب السحب والضباب.
وفي وقت سابق ذكرت صحيفة "بيلد" الألمانية في تقرير لها أن "الحكومة التركية في سبيل تشييدها المطار، صادرت أراضي ومباني مملوكة لأتراك، وهو ما لا يمكن أن يحدث في ألمانيا".
وأشارت إلى أن حكومة أردوغان شيدت مطار إسطنبول الجديد في 5 سنوات فقط، متجاهلة عشرات الانتهاكات والوفيات التي حدثت، فيما لم تنهِ برلين بناء مطارها الجديد رغم وضعها حجر الأساس منذ 13 عاما.
ولفتت إلى أن عمليات بناء مطار إسطنبول جرت في ظل ظروف عمل غير آدمية ووفيات أسبوعية في صفوف العمال، موضحة أن عدد الوفيات بين العمال خلال السنوات الخمس التي استغرقها تشييده تفوق بكثير الرقم الرسمي المعلن وهو 27 حالة وفاة.