اكتشاف جيني جديد يكشف سر الألم ويفتح بابا لعلاج واعد

يمثل الألم المزمن أحد أبرز أسباب الإعاقة حول العالم، إذ يعاني منه ملايين الأشخاص يوميًا بما يضاعف الأعباء الصحية والاقتصادية.
وعلى الرغم من التقدم العلمي الكبير، ظلّت الآليات الدقيقة المسؤولة عن هذا النوع من الألم غير واضحة، ما أعاق تطوير علاجات أكثر فعالية.
لكن فريقا بحثيا من جامعة أكسفورد، بقيادة البروفيسور ديفيد بينيت من معهد علوم الأعصاب، والبروفيسور سايمون نيوستيد من قسم الكيمياء الحيوية ومعهد كافلي لاكتشاف علوم النانو، تمكن من تحديد جين جديد يرتبط بالألم، يُعرف باسم SLC45A4، كما نجح في تحديد البنية ثلاثية الأبعاد للبروتين الذي يشفره هذا الجين ودوره في تنظيم إشارات الألم.
الدراسة، التي نُشرت في دورية "نيتشر"، تكشف أن هذا الجين يعمل كناقل لمركبات طبيعية تُسمى "البولي أمينات"، وهي مواد تلعب دورا مهما في وظائف الخلايا، وتراكم هذه المركبات قد يؤدي إلى زيادة حساسية الخلايا العصبية، ما يفسر فرط الإشارات العصبية المسببة للألم المزمن.
يقول البروفيسور بينيت: "الألم المزمن مشكلة مجتمعية متزايدة، والعلاجات الحالية قاصرة وتعتمد بدرجة كبيرة على المسكنات القوية مثل الأفيونيات، التي تحمل مخاطر الإدمان. ما نحتاجه هو فهم أعمق لآليات الألم واكتشاف أهداف دوائية جديدة."
واعتمد الباحثون في البداية على بيانات البنك الحيوي البريطاني لمقارنة المعلومات الجينية بمستويات الألم المبلَّغ عنها من المشاركين. وتبين أن حاملي متغيرات جينية من " SLC45A4 "، كانوا أكثر عرضة للشعور بالألم، وهي نتائج تأكدت عبر قواعد بيانات أخرى مثل " FinnGen ".
وبالاستعانة بتقنية المجهر الإلكتروني بالتبريد (cryo-EM)، تمكن الفريق من تحديد البنية الذرية للناقل الجزيئي الذي يشفره الجين، في إنجاز هو الأول من نوعه.
كما أظهرت التجارب على الفئران أن غياب هذا الجين يقلل من استجابتهم للمحفزات المؤلمة، ما يعزز فرص تطوير عقاقير تستهدفه مستقبلاً.
من جانبه، قال البروفيسور نيوستيد: "لقد كشفنا عن رابط جديد بين نواقل الأغشية والألم المزمن، وهو ما قد يساعد على فهم أعمق للعلاقة بين الأيض العصبي والإحساس بالألم."
ويأمل العلماء أن يمهد هذا الاكتشاف الطريق لتطوير أدوية جديدة أكثر أمانا وفعالية، بعيدا عن الاعتماد على الأفيونيات، بما يوفر حلولا علاجية لملايين المرضى حول العالم.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMiA= جزيرة ام اند امز