لوباريزيان: شكوى جديدة ضد انتهاكات قطر لحقوق العمال أمام محكمة فرنسية
منظمة "شيربا" تقدمت بشكوى ضد شركات فرنسية قطرية حول انتهاكات حقوق العمال أمام المحكمة الجنائية في باريس.
لا يزال عار ممارسة السخرة على العمال الوافدين يلاحق تنظيم الحمدين الحاكم في الدوحة وشركات المقاولات التي استعان بها لتنفيذ ملاعب كأس العالم 2022، بعد أن تقدمت منظمة حقوقية بشكوى جديدة، الخميس، ضد شركات تنتهك حقوق العمال، بعد عدة أعوام على حفظ شكوى سابقة إثر ضغوط مارستها حكومة قطر على الشهود.
وكشفت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية أن منظمة "شيربا" الحقوقية دفعت بشكوى جديدة تستهدف الشركة الفرنسية القطرية، التي تنفذ أعمال البناء لملاعب مباريات كأس العالم 2022 في قطر، في اتهامات جديدة تتعلق بظروف العمل في مواقع البناء، وعدم الوفاء بدفع رواتب العمال.
- صحيفة فرنسية: عمال مونديال قطر يعانون "الرق والعبودية"
- التهديدات والشيكات.. سلاح قطر لمواجهة قضايا السخرة
واستهدفت الشكوى، التي قدمتها منظمة "شيربا" الحقوقية التي تتخذ من باريس مقرا لها، مجموعة "فينسي" الفرنسية للمقاولات فرع الدوحة، التي تربطها شراكات مع مجموعة "ديار القطرية" للبناء.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن العالم سيحتفل بافتتاح نهائيات مونديال 2022 على جثث عمال البناء الذين راحوا ضحية ظروف عمل تتنافى مع الإنسانية، وحقوق وكرامة الإنسان.
وأضافت "لهذا السبب قررت منظمة شيربا التي تتولى الدفاع عن ضحايا مواقع البناء تقديم شكوى ضد فينسي وديار القطرية، أمس الخميس، أمام المحكمة الجنائية في باريس".
ووفقاً للصحيفة فإن "شيربا دقت ناقوس الخطر بالفعل قبل 5 أعوام، إلا أن الشكوى حفظت في مطلع العام الجاري دون اتخاذ أي إجراء من قبل المحكمة".
وعزت الصحيفة حفظ المحاكم الفرنسية للشكوى، إلى غياب الشهادة الاسمية بعد ممارسة النظام القطري تهديدات وضغوط على العمال لثنيهم عن الإدلاء بشهادتهم أمام المحكمة.
وأردفت " تم حفظ الشكوى بضغوط قطرية على الرغم من حصول المنظمة الفرنسية على شهادة 5 عمال يحملون الجنسيات الهندية والنيبالية، جميعهم كانوا موظفين سابقين لدى مجموعة "ديار القطرية"، وتحدثوا عن ظروف عملهم خلال الفترة ما بين عام 2012 حتى مطلع 2018.
وكانت منظمة "شيربا" الحقوقية تقدمت بشكوى ضد شركة "فينسي" فرع الدوحة القائمة على أعمال البناء بالتعاون مع شركة "ديار" القطرية.
ونددت الشكوى استخدام السخرة في تشغيل عمال وافدين بمشروعات بناء مرتبطة بتنظيم المونديال في قطر، إلا أن لجنة التحقيقات حفظت الشكوى، ما أثار سخط العمال المتضررين بعدما أكدت المنظمة وقائع السخرة وتعرض العمال للتهديد.
ساعات العمل الطويلة
وعادت "لوباريزيان" قائلة إن الشركات وعدت العمال في وكالة التوظيف بمدينة مومباي الهندية، بأن ساعات العمل اليومية لن تتجاوز الـ8، إلا أنهم فوجئوا بعد وصولهم إلى الدوحة بتمديدها لتصل إلى 11 ساعة يومياً".
ونقلت الصحيفة الفرنسية عن المحامية الحقوقية في منظمة "شيربا" ماري لور جوسلين قولها: "إن تمديد ساعات العمل القانونية لفترات طويلة شكلت خطراً جسيماً على صحة العمال".
مصادرة جواز السفر
ووفقاً لشهادة أحد العمال، فإن الشركات العاملة في منشآت مونديال قطر 2020 تصادر جوازات سفر العمال الوافدين للضغط عليهم حتى تضمن عدم اعتراضهم على قساوة ظروف العمل و عدم هروبهم من جحيم السخرة إلى بلدانهم.
ويروي أحد العمال مآساته قائلاً "وصلت إلى قطر في منتصف الليل، وبمجرد وصولي أخبرني مندوب الشركة بضرورة تسليم جواز السفر فوراً دون أن يترك لي أي خيار".
وأشارت الصحيفة إلى أن شركة "فينسي" تخلت عن المصادرة في 2015، إلا أن مجموعة "ديار القطرية" لا تزال تتعامل على هذا النحو، الذي يمثل انتهاكاً لحرية العمال في الحركة والمطالبة بالحقوق.
ارتفاع درجة الحرارة
يعمل العمال الوافدون في مواقع البناء تحت درجات حرارة عالية، الأمر الذي تسبب في وفاة المئات منهم.
وروى عامل لحام (34 عاماً) أنه كان يعمل في درجات حرارة ما بين 45 إلى 50 درجة مئوية، خاصة في أوقات الرطوبة التي كانوا يعانون فيها من صعوبة التنفس، مشيراً إلى أن ارتفاع درجة الحرارة وعدم توفر سبل التكييف أدى إلى إصابة عشرات العمال بحالات إغماء ما أدى إلى سقوطهم من على الرافعات في مواقع البناء.
وسائل التأمين والحماية
وفقاً للصحيفة فإن هشاشة عوامل التأمين على العمال، كانت من بين النقاط التي تناولتها شكوى المنظمة الحقوقية، بعيداً عن الظروف المناخية الصعبة، مشيرة إلى أن الشهود مقتنعون بأن عملهم في مواقع البناء أدى إلى تدهور أوضاعهم الصحية.
وقال أحد العمال (41 عاماً) "لقد بدأت أعاني من مشاكل في قلبي بقطر، وبعد استشارة الأطباء اتضح أنه نتيجة انبعاثات الغاز والأبخرة والزيوت والمواد الغذائية التي قدمت لنا، وبعد عدة نوبات قلبية تقدمت باستقالتي وعدت إلى بلدي".
تكدس العمال
ومن بين المشاكل التي يواجهها العمال، التكدس في غرف ضيقة شبيهة بزنازين السجون، ويتشارك أكثر من 20 عاملا مرحاضا واحدا، بالإضافة لبعد مسافة السكن عن مواقع البناء
ويقضي غالبية العمال أكثر من ساعة ونصف في الطريق من المخيم إلى مواقع العمل، كما أنه يحظر عليهم الطهي بأنفسهم، وتقدم لهم وجبات رديئة لا تصلح للاستخدام الآدمي.
وفيما يتعلق بالرعاية الصحية فتخصص الشركات طبيباً واحداً فقط لكل 1200 عامل .