السياسة دائما مصالح، يعمل كل طرف من أجلها أولا، فلا صديق أو عدو دائماً فيها.
وكل فترة، نجد تغيرات جديدة، وعندما تتغير الأنظمة في العالم نجد سياساتٍ تتبدل ومصالحات وصفقات وشراكات جديدة، لكن هناك دائما قضايا متشابكة، وأحيانا معقدة، وتحديات وصعوبات تحتاج إلى أزمان طويلة لحلها، ولو انتقلت هذه الأزمات والقضايا إلى طاولة المفاوضات فستشهد شدًّا وجذبا واستخداما لسياسة "العصا والجزرة"، وفي النهاية سيقدم كل طرف من الأطراف ما لديه من أوراق على طاولة التفاوض، حتى يصل الجميع إلى اتفاق يرضي الجميع.
هنا نحاول التفكير والنظر إلى التغيرات، التي حدثت في أنظمة لها علاقة بالمنطقة، التي نعيش فيها، والتهديدات التي تواجهنا.
فإذا نظرنا إلى الولايات المتحدة سنجد نظاما يتحول من التشدد مع إيران إلى التفاوض معها، محاولا العودة إلى الاتفاق النووي، بعد أن خرج منه الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب.
ورغم صعوبة المفاوضات حتى الآن في جينيف حول ملف إيران النووي، فإن الرئيس الأمريكي جو بايدن له رأي آخر، إذ يحاول أن يستبدل سياسة "ترامب"، التي اعتمدت العقوبات على إيران، فيما يحاول أن يعيد التفاوض للقضية الفلسطينية بين الفلسطينيين والإسرائيليين وعدم فرض سياسة الأمر الواقع، حسبما فعل سابقه "ترامب".
أما في إسرائيل اليوم، فيوجد رئيس وزراء جديد، هو نفتالي بينيت، الذي يحاول أن يظهر بشكل أكثر صرامة وقوة من سابقه، بنيامين نتنياهو، ويلوّح بالعصا لـ"حماس" حال تعرضت إسرائيل لأي هجوم جديد، كما أنه يتحدث باللهجة ذاتها مع إيران.
أخيراً.. هناك رئيس إيراني جديد، يخضع لعقوبات أمريكية بسبب اتهامه في مخالفات لحقوق الإنسان، رغم محاولة تصويره داخل بلاده كـ"راعٍ للفقراء"، لكنه بعد إعلان فوزه بالرئاسة تحدث عمّا سماه "علاقات جديدة لإيران" في الأيام القادمة مع جيرانه في الخليج، وهذا تحد كبير ستظهر إشاراته بوضوح في سلوك إيران على الأراضي السورية والعراقية واليمنية واللبنانية.
الأيام القادمة سوف تكشف لنا مزيداً من الأحداث والمفاجآت، فإما أن تكون لصالح منطقة الشرق الأوسط واستقرارها أو تظل الأزمات قائمة بلا حلول.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة