«أغشية الهيدروجيل».. تقنية جديدة لتصفية مياه الشرب
يحاول البشر الحصول على أجود المياه من أجل الصحة؛ لذلك طورت مجموعة بحثية ابتكارًا جديدًا؛ فهل يُجدي؟
تفتقر نسبة كبيرة من سكان العالم إلى مياه الشرب النظيفة، حتى وإن كانت لديهم مصادر المياه العذبة من جداول وأنهار وغيرهم. لذلك، يجتهد العلماء منذ زمن في إيجاد الحلول الممكنة لتنقية المياه وجعلها صالحة للشرب والاستخدامات البشرية. يأتي ذلك في الوقت الذي يسعى فيه العلماء لتعزيز أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة من خلال تحسيين معايير مياه الشرب وأنظمة الصرف الصحي حول العالم، وزيادة كمية مياه الشرب المتوفرة للبشر بمقدار 6 أضعاف بحلول عام 2030.
تصفية قوية
لعل أبرز التحديات التي تواجه الباحثين، هي التخلص من المواد الصلبة العالقة في المياه والتي تُقدر أحجامها بالنانومتر، ما يعني أنها متناهية الصغر. عادةً ما كان يستخدم الباحثون في ترشيح المياه في ورق الترشيح والأغشية الدقيقة المسامية. تقوم بتصفية ما بين 40 إلى 80% من الجسيمات الأكبر من 10 نانومتر.
الأمر الذي دفع مجموعة بحثية من جامعة تكساس أوستن للبحث وإجراء التجارب؛ للوصول إلى طريقة فعّالة يمكن من خلالها تعزيز تصفية المياه، وابتكار طريقة، يمكن من خلالها تصفية الجسيمات متناهية الدقة التي تبلغ 10 نانومتر بقوة 100%؛ أي تتخلص الطريقة الجديدة من تلك الأحجام متناهية الصغر تمامًا، ونُشر البحث في دورية «نيتشر ساستينابيليتي» (Nature Sustainability) في يوم 19 يناير/كانون الثاني 2024.
ما الفكرة؟
حسنًا، ببساطة، الفكرة هي ابتكار مرشحات يمكنها تصفية المواد متناهية الدقة، ووجد الباحثون ضالتهم في شبكة من ألياف السليلوز، وتُسمى بـ«أغشية الهيدروجيل»، يمكنها التقاط الجزيئات أثناء مرور المياه عبرها. وبذلك، يمكن للمستخدم أن يأخذ الجهاز إلى أقرب مصدر للمياه، ويحصل على كمية من المياه بحد أقصى 1.5 لتر، تمر المياه عبرها. ثم يُخرج الجهاز المياه النظيفة الصالحة للشرب.
للتأكد
وللتأكد من جودة الجهاز، استخدامه العلماء مع عدد من مصادر المياه، بما فيها: المياه الموحلة ومياه الأنهار والمياه الملوثة بالمواد البلاستيكية الدقيقة. وتتمتع أغشية الهيدروجيل هذه بإمكانية استخدامها 30 مرة قبل استبدالها.
يرى الباحثون أنّ هذه التقنية واعدة، ويخططون لنشرها عبر أنحاء العالم؛ لمساعدة الناس في الحصول على مياه للشرب نظيفة، خالية من الجسيمات الصلبة العالقة، والتي تُشكل خطرًا على الصحة عندما تزداد كميتها في المياه.