اليوم الأول في عام جديد.. جعله الله خيرا ونصرا ونجاحا لبلادنا ولجميع الأمناء عليها والمحبين والعاملين بجدية وكفاءة ونزاهة..
اليوم الأول في عام جديد.. جعله الله خيرا ونصرا ونجاحا لبلادنا ولجميع الأمناء عليها والمحبين والعاملين بجدية وكفاءة ونزاهة من أجل أن تعبر ما تمر به من تحديات وصعاب سالمة آمنة.. وأعياد ميلاد مجيدة علي أبناء مصر من المسيحيين ودامت الوشائج والعروق التي توثق وتقوي النسيج الوطني الواحد للمصريين.
اكثر سؤال تكرر عليَّ من صحفيين وإعلاميين شباب كان عن أهم توقعاتي للعام الجديد؟.. أكدت ثقتي في بدادية الانفراجة التي ستشهدها مصر بقدر ما عانت وصبرت الجموع والملايين من صناع الحياة الحقيقيين ومن حملة الألم.. وبقدر ما يمتلك هذا الوطن من كفاءات بشرية ـ أرجو أن يكون الاستعانة بها من أهم ملامح 2017 وأيضا بقدر ما نمتلك من ثروات طبيعية يجب أن ترشد وتعظم خريطة استثمارها ـ وأيضا ما تشهده مصر من مواجهات جادة لشبكات الفساد والفسدة التي يتضح كل يوم أنها تعمل وفق نظام شبه مؤسسي شرعن لها أن تمارس جرائمها ـ أقرب نموذج اهتزت له مصر أخيرا وهو رهن التحقيق مما وجد لدي «فرفور» صغير في أحد أجهزة الدولة. وليس لدي ديناصور من الديناصورات الكبيرة!! ومن بعض الإحصاءات المنشورة أن مجموع ما وجد لديه من عملات أجنبية بعد تحويلها بالجنيه المصري يصل إلي 142 مليونا و 750 ألف جنيه. وأن هذا المبلغ يكفي راتبا لـ95 ألف مدرس في شهر! لا أظن أنه يدخل في الاعتبار مايتحصل عليه مدرسو المراكز الخاصة! كذلك قيل إن المبلغ المكتشف لدي المتهم يساوي راتبا شهريا لـ23 ألف أستاذ جامعي!!
وأعود إلي دواعي ثقتي فيما سنشهده من بوادر انفراج لكثير من أزماتنا ـ وربما هذا مايفسر ما أشار اليه الرئيس السيسي وهو يقول «6 أشهر فقط وسنجد الأمور أفضل» ـ فالمؤكد أن عددا من المشروعات القومية التي تحدث في مصر الآن ستبدأ خلال العام الجديد في طرح ثمارها ـ وخاصة المشروعات سريعة الانتاج وترتبط بتوفير الغذاء مثل مزارع الاستزراع السمكي وخاصة الأكبر في الشرق الأوسط التي افتتحها الرئيس في الاسماعيلية ومشروعات تنمية ميناء شرق بورسعيد وتحويله الي مركز عالمي لتداول الحاويات ـ وترشيد وتعظيم إدارة هذه المنطقة العبقرية وهناك ما أكده الخبراء أيضا عن بداية عمل ما اكتشف من حقول غاز من المتوقع أن تجعل مصر المركز الاهم لانتاجه في شرق المتوسط وما أعلن عنه من مشروع قومي لانتاج الغذاء وعن مزارع لتربية الثروة الحيوانية لمضاعفة إنتاجنا من الألبان واللحوم ـ وان كنت أتمني أن تتوافر الدراسات العلمية لكيفية توفير الأعلاف اللازمة وتصنيعها محليا ـ وهناك أيضا مايقوله الخبراء عن تحسن متوقع في سعر صرف الجنيه في مقابل الدولار وتوقعات بانخفاض هذا السعر من 19 جنيها إلي مايتراوح بين 13 و 14 جنيها للدولار.
واذا كانت هذه التوقعات لاتطلق من فراغ أو لاتتبني شعارات خادعة وتستند الي مؤشرات حقيقية كثيرة ـ فإن الطريق إلي ثقة واطمئنان المواطن يتطلب من المسئولين الاجابة علي كثير من التساؤلات المؤرقة والمقلقة لأهم أسباب مايعيشه من أزمات وتتطلب أيضا المسارعة الي اتخاذ السياسات وإصدار القوانين والقرارات التي تؤكد أن الأفضل قادم بالفعل ولن يطول انتظاره أو يتحول إلي سراب خاصة في الازمات الأكثر تأثيرا ومساسا بحياته وفي مقدمتها صدور القوانين التي تضمن السيطرة علي الأسواق وتحديد هوامش للأرباح، وإنهاء سيطرة واحتكارات الإتجار بأزمات الوطن وظروفه واحتياجات الناس وما تكشف عن ملوك الاحتكار لجميع السلع التي نستوردها وتحكمها في اسعارها ووجودها أو اختفائها من الأسواق ـ هل يوجد نموذج أسوأ مما حدث في مجال الدواء ـ أعلنت الحق في الدواء أن اسعاره زادت 150% خلال 12 اجتماعا لم يحضرها البرلمان وأن الزيادة ستعصف بـ 28 مليون مواطن بلا تأمين صحي واختفاء 2000 دواء من الأسواق وتهديد شركات الدواء بوقف الانتاج وتسريح العمالة!! لفتنى ماجاء في حديث صحفي مع د. مجدي عبدالعزيز رئيس مصلحة الجمارك ـ نشر بجريدة الاخبار 7/12 الماضي. (هناك محتكرون يديرون أسعار السلع المستوردة ولذلك لابد من تفعيل قانون منع الممارسات الاحتكارية دون انتظار تشكيل لجان تقصى حقائق أو خلافه وكل سلعة يتحكم فيها نحو 3 الي 5 محتكرين من كبار المستوردين علي سبيل المثال يتحكم في السكر أربعة مستوردين وكذلك الأرز، وتتم الممارسات الاحتكارية بالتوافق بين هؤلاء التجار في شكل مخالفات ضد الدولة والمواطنين ولابد من تفعيل العقوبات المنصوص عليها في القانون واذا كانت لاتكفي فلابد من تعديلها..) أين مجلس النواب وأين مجلس الوزراء من صدور مثل هذه القوانين الحاكمة والمصححة والحامية للمواطن حتي نعبر عنق الزجاجة إلي الانفراجات المنتظرة.. وهذا نموذج واحد فقط من أزمات ومشكلات وتحديات كثيرة يواجهها، ويعانيها المواطن ونحتاج الي الشفافية والمصارحة بالأسباب والاجراءات والقرارات والسياسات والقوانين التي تسعي لتحقيقها وللقضاء عليها.. وكل مايستدعي ثقته واطمئنانه الي القادم الأفضل وأنه لن يطول انتظاره بإذن الله وأن أولي أولويات واهتمامات الدولة ستكون دعم استحقاقات الاكثر احتياجا لها.
كانت كل فرصة أو دعوة تأتيني للعودة إلي مدينتي بورسعيد أذهب إليها طائرة بأجنحة الحب والشوق والعشق لكل ما فيها ـ الناس والبحر والجمال والتاريخ وزمن البدايات والاحساس العجيب الذي يملأني أني انتمي لكل من في المدينة وجاءتني الدعوة لأشارك في أعياد النصر من مدرسة بورسعيد الثانوية للبنات ومديرتها الفاضلة أ. هدي صالح ولأحضر احتفال المدرسة الفخم بالذكري الوطنية العظيمة للنصر الذي حققه أبناء المدينة علي الجيوش الثلاثة الغازية 1956 الاستاذة المربية المحترمة هدي صالح تعتبر إحياء المناسبات الوطنية واحتفاء الاجيال الجديدة بها مهمة أساسية من المهمات التربوية والتعليمية لإعداد أجيال تعرف وتقدر تاريخ بلادها. وأسعدني إلي جانب المعني الوطني الكبير الذي ارجو أن تحرص وزارة التربية والتعليم علي الاهتمام به في جميع مدارسنا إلي جانب كل هذا تضمنت العروض الوطنية التي قدمتها طالبات مدرسة بورسعيد الثانوية للبنات مشاهد من روايتي ليلة القبض علي فاطمة ـ باعتبار أن «فاطمة» تجسد نسيج البطولة الوطنية التي تميز بنات وأبناء بورسعيد ـ الذين أسعدهم مشاركة الرئيس السيسي احتفالاتهم بأعياد نصرهم ومجموعة من المشروعات القومية التي تم افتتاحها ورأوا فيها بدايات مبشرة لرد الاعتبار بمدينتهم الباسلة ولأبطالها ولعظيم ماقدموا لبلادهم ـ وللأسف وجدت أن وهن الصحة وتقدم العمر تتكسر عليهما الأجنحة التي كنت أطيربهما في بورسعيد، ومع اعتذاري عن عدم المشاركة في الاحتفالية رفعت أسمي آيات الشكر والاعتزاز والتقدير لطالبات مدرسة بورسعيد الثانوية للبنات ومديرتها الفاضلة ولأبناء بورسعيد بمختلف انتماءاتهم ولابنها ومحافظها اللواء عادل الغضبان الذي يعتبر استعادة التعليم والمدرسة والمعلم والمعلمة لمكانتهم وسيادتهم وهويتهم من أولويات الاهتمامات في محافظة بورسعيد.
نقلاً عن صحيفة الأهرام
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة