أعمال بيكاسو الفخارية أمام الجمهور في قبرص
المعرض يقدم للزوار مجموعة أعمال مصنوعة من الفخار وملونة للرسام الإسباني الشهير استقدمها المنظمون في معظمها من متحف بيكاسو في باريس.
افتتح في نيقوسيا، مساء الثلاثاء، معرض "بيكاسو في متحف قبرص: أعمال من طين" الذي يقدم أعمالا فخارية تحمل توقيع الفنان العالمي بابلو بيكاسو، تكشف أوجه شبه بين هذه القطع وفخاريات قبرصية تعود لعصور ما قبل الميلاد.
وتُعرف جزيرة قبرص بفخارياتها التي يعود تاريخها إلى العصور الحجرية الحديثة (10 آلاف سنة قبل الميلاد)، وكان يستخدمها السكان في الماضي في حاجاتهم اليومية، إلا أن هذه الحرفة تراجعت تدريجا في البلاد، وباتت حالياً تقتصر على بعض القرى.
ويستمر المعرض 3 أشهر، ويقدم للزوار مجموعة أعمال مصنوعة من الفخار وملونة للرسام الإسباني الشهير استقدمها المنظمون في معظمها من متحف بيكاسو في باريس.
وتطغى على فخاريات بيكاسو المعروضة في متحف قبرص رسوم المرأة، وحملت أعمال أخرى رسوم خيول وطيور، واستوحى صاحب لوحة "جرنيكا" (التي تظهر كل ويلات الحرب) ولوحة حمامة السلام البيضاء، عددا من الأعمال من الأساطير الإغريقية وحضارات العصور القديمة، ونُقلت هذه التحف في الطائرة، بعدما وُضعت كل قطعة في صندوق خاص بها بشكل يضمن عدم تحركها أثناء الرحلة.
وأشرف على عملية إخراج القطع من الصناديق وعرضها، خبير أوفدة متحف بيكاسو وخبير ترميم للتحقق من عدم وجود أي أضرار في أي قطعة، وتُحفظ هذه الأخيرة طوال مدة المعرض في درجة حرارة معينة.
وتقول صاحبة فكرة المعرض أندرولا ميخائيل: "ألهم فن العصور القديمة بيكاسو والهدف من إقامة المعرض هو إعادة اكتشاف علاقة بيكاسو بالعصور القديمة"، مشيرة إلى أن الأعمال تكشف أيضا علاقة معينة بقبرص التي لم يزرها الفنان في حياته، وتضيف أن "بيكاسو أعطى حياةً للإناء القديم" عن طريق رسم وجوه المرأة الثلاثة.
وتابعت: "تبدو العلاقة بين بيكاسو والفن القبرصي القديم واضحة، فالإناء القبرصي الموجود في اللوفر فريد وغير موجود في أي مكان آخر في العالم"، مضيفة "لا يمكن أن نجزم مئة بالمئة أن إناء بيكاسو مستوحى منه، لكن الشبه بديهي"، وترى ميخائيل أن "المعرض يربط القديم بالمعاصر ويُظهر كيف أثارت الفنون القديمة اهتمام الفنانين الكبار".
وبيكاسو من أرباب المدرسة التكعيبية في الرسم، واكتشف أيضا وهو في الخامسة والستين من عمره، شغفا بالخزف وبتصميم أعمال من الفخار والرسم عليها، وكان ذلك أثناء زيارته في صيف عام 1946 مشغلاً للفخار في بلدة فالوريس في جنوب فرنسا، حيث تعرف على صاحبي المشغل وهما زوجان أصبحا بعدها صديقين مقربين منه، وهناك أيضا التقى جاكلين التي كانت تعمل في المجال نفسه، وأصبحت زوجته الثانية.