عودة نجاد للمشهد الإيراني.. المخاوف والاحتمالات
عودة أحمدي نجاد إلى المشهد السياسي في إيران أثارت الكثير من المخاوف الداخلية والخارجية.. ما هي؟
رفض الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد نصيحة المرشد الأعلى، علي خامنئي، وقدم رسميًا أوراق ترشحه لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ورغم أن ترشيح نجاد المتشدد لا يزال بحاجة إلى موافقة السلطات، إلا أن دخوله السباق يثير الكثير من المخاوف والتداعيات الداخلية والخارجية.
تحليل إخباري لوكالة أسوشيتد برس، نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، سعى إلى رصد أهمية ترشح نجاد.
ويتعين على مجلس صيانة الدستور، وهو هيئة دينية إيرانية، أن يوافق على ترشيح أحمدي نجاد قبل أن يتمكن من خوض الانتخابات في 19 مايو المقبل، ويختار المرشد الأعلى علي خامنئي نصف أعضاء المجلس المكون من 12 عضوا، فيما يختار رئيس القضاء النصف الآخر بموافقة البرلمان، وهو ما يعني أن من المرجح رفض ترشيح نجاد من جانب مجلس صيانة الدستور، الذي يسيطر عليه خامنئي، الذي نصح نجاد مبكرا بعدم الترشح.
- كاتب بريطاني: الانتخابات الإيرانية صراع بين المتشددين والرجعيين
- أعدم 4 آلاف.. رئيسي ينافس روحاني بانتخابات الرئاسة الإيرانية
وحتى إذا تمت الموافقة على ترشيحه، من غير الواضح ما إذا كان لديه ما يكفي من الدعم الشعبي للفوز بانتخابات الرئاسة أم لا، ولا يزال أحمدي نجاد شخصية استقطابية عميقة، حتى بين المتشددين، وقد يكون قراره بخوض الانتخابات مجرد محاولة منه للبقاء تحت الأضواء على المسرح السياسي.
على الصعيد الداخلي، ثمة مخاوف من تجدد الاضطرابات الداخلية في إيران. فيرى مراقبون أن قرار أحمدي نجاد يتعارض بصورة مباشرة مع النصيحة التي قدمها له في سبتمبر الماضي المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، الذي يمتلك القرار النهائي بشأن جميع القضايا الحكومية، وبينما وصف أحمدي نجاد هذا التوجيه بأنه "نصيحة فقط"، فإن قراره يتحدى سلطة خامنئي، وأثار إعادة انتخاب أحمدي نجاد في عام 2009 اضطرابات داخلية هائلة، ويمكن أن يعيد صعوده على المسرح السياسي الآن تجدد تلك الاضطرابات.
كما أن ثمة مخاوف أيضا من أن عودة أحمدي نجاد إلى رئاسة إيران ستدفع الغرب، خاصة الولايات المتحدة، لإعادة تقييم الاتفاق النووي الذي وقع فى عهد حسن روحاني، الذي يلقبه الإيرانيون بالثعلب ذي اللحية البنفسجية.
ووافقت إيران على الحد من تخصيب اليورانيوم مقابل رفع بعض العقوبات الاقتصادية، ومنذ توقيع الاتفاق، بدأ النفط الإيراني يتدفق بحرية أكبر في السوق العالمية، ووقعت شركات ايرباص وبوينج للطائرات صفقات بمليارات الدولارات، إلا أن انتخاب رئيس كأحمدي نجاد قد يعزز إصرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على إلغاء الاتفاق النووي، الذي يعارضه أصلا من الآن وبدون نجاد.. وفي ظل تحرش إيران بالقطع بالبحرية الأمريكية في مضيق هرمز ومياه الخليج العربي قد تؤدي رئاسة أحمدي نجاد إلى إشعال تلك التوترات.
ولفت التحليل الإخباري إلى أن نجاد غير مقبول من إسرائيل، خاصة أنه سبق أن شكك في المحرقة النازية لليهود، ودعا إلى تدمير إسرائيل أثناء رئاسته، التي شهدت توسعا هائلا في الأنشطة النووية الإيرانية، وقد يؤدي انتخابه إلى زيادة احتمال تنفيذ إسرائيل ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية.
aXA6IDMuMTQ0LjQwLjIzOSA= جزيرة ام اند امز