تعد العلاقات الإماراتية السعودية اليوم نموذجا للشراكة المبنية على روابط تاريخية متجذرة،وانسجام تام في الرؤى والأهداف والتكاتف والتلاحم.
نحتفل اليوم جميعا بذكرى مرور تسعين عاماً على توحيد المملكة العربية السعودية، ويعود هذا التاريخ إلى المرسوم الملكي الذي أصدره الملك عبد العزيز رحمه الله في ذلك اليوم من العام 1932، الموافق 17 جمادى الأولى عام 1351هـ والقاضي بتحويل اسم الدولة من مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية. وكان الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه، مؤسس المملكة العربية السعودية الحديثة وأول ملوكها، قد تمكن في 15 يناير 1902 من استعادة الرياض، عاصمة أجداده مؤسسي الدولة السعودية الثانية، مواصلاً مسعاه من أجل توحيد المملكة، حيث نجح في توحيد العديد من المناطق على مدى ثلاثين عاماً أهمها: جنوب نجد وسدير والوشم والقصيم والإحساء، فعسير وحائل، تلا ذلك ضم منطقة الحجاز، قبل أن يكتمل توحيد منطقة جازان عام 1930.
عام جديد يضاف إلى تاريخ المملكة من التطور والإنجازات في مختلف الميادين، سطرت فيها المملكة إنجازات تنموية عززت مكانتها إقليميا وعالميا في كافة المحافل الدولية، لجهودها البارزة في دعم السلام العالمي ونصرة القضايا الإنسانية ونجاح سياستها الخارجية والتزامها بالمعاهدات والمواثيق الدولية والتصدي للتطرف والإرهاب، وسعيها الدائم لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار في العالم. وعلى الصعيد المحلي تحتفل المملكة اليوم بسجل حافل بالإنجازات في العديد من المجالات الاقتصادية والثقافية والتكنولوجية، تماشيا مع رؤيتها الطموحة 2030، والتي تهدف إلى أن تكون المملكة نموذجا رائدا على كافة الأصعدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، حيث وضعت الرؤية ثلاثة محاور وهي المجتمع والاقتصاد المزدهر والوطن الطموح، مع استراتيجية شاملة لتكامل واتساق هذه المحاور مع بعضها البعض لتحقيق أهداف الرؤية الطموحة.
نجحت المملكة العربية السعودية بالوصول إلى مكانة كبيرة وثقل عالمي متمثل في حجم اقتصادها واستثماراتها وتجارتها العالمية لاسيما تفوقها السياسي والإقليمي والدولي خارجيا، مع نجاحها المحلي بالمحافظة على التوازن بين ثقافة الشعب السعودي والتطور العلمي والحضاري والثقافي الذي وصله عالميا، وهذه نقطة إيجابية تحسب لصالح الحكومة السعودية التي جعلت الشعب السعودي الكريم يضرب أروع الأمثلة في حب الوطن والوفاء والولاء الصادق لقيادته، نراه اليوم في تفاعل حميم بين الشعب السعودي وقيادته، معبرين عن اعتزازهم وفخرهم بوصول دولتهم إلى ذروة التقدم والتطور في جميع المجالات، مجددين فيه الولاء لقيادتهم عاماً بعد آخر.
اليوم الوطني السعودي يعد مناسبة عزيزة على قلب الشعب الإماراتي، حيث تتجلى في هذا اليوم أسمى معاني الأخوة والوحدة والتاريخ والمصير المشترك، حيث إن العلاقات الوثيقة والمتميزة بين دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية الشقيقة أصبحت نموذجا يحتذى به في العلاقات بين الدول. حيث ترتبط السعودية والإمارات على مدى عقود من الزمن بعلاقات راسخة مبنية على التعاون والتنسيق الشامل في شتى المجالات، واليوم تعد العلاقات الإماراتية السعودية نموذجا للشراكة المبنية على روابط تاريخية متجذرة، وانسجام تام في الرؤى والأهداف والتكاتف والتلاحم بين قيادتي البلدين وشعبيهما، حيث أسهمت هذه العلاقة في تحقيق التكامل على كافة الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، بما جعل العلاقات الإماراتية السعودية مركز ثقل وازن إقليمياً، له دور فاعل في تحقيق الاستقرار ومواجهة أبرز التحديات في المنطقة. وكانت العلاقة التاريخية بين الإمارات والسعودية قد وضع أسسها المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، طيب الله ثراهما، لتكتسب منعةً ومتانةً أكبر بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود "حفظهما الله" ، من خلال البناء على وشائج القربى والقيم المشتركة والمصير الواحد. وخلال العقد الأخير، قطع البلدان قفزات كبيرة في تعزيز أفق التعاون بينهما وتوحيد الجهود وتجذير التكامل في شتى المجالات، وترسيخ نهج التشاور والتنسيق والتعاون إزاء القضايا الحيوية ذات الاهتمام المشترك.
وللمضي نحو آفاق أرحب في تعميق العلاقة التكاملية والتنسيقية بين الإمارات والسعودية، تم تشكيل اللجنة العليا المشتركة في العام 2014، والتي من مهامها تنفيذ الرؤى الاستراتيجية لقيادتي البلدين لتعزيز العلاقات الثنائية في إطار كيان قوي متماسك، يعود بالخير على الشعبين، ويدعم مسيرة العمل الخليجي المشترك. وفي العام 2016، تم إنشاء مجلس التنسيق السعودي الإماراتي بهدف تحقيق الرؤية المشتركة بين البلدين وترسيخ مكانتيهما في مجالات الاقتصاد والتنمية البشرية بما يحقق الرفاه المجتمعي في البلدين. وتحت مظلة المجلس، أطلقت الإمارات والسعودية في العام 2018 "استراتيجية العزم"، لتحقيق التكامل التنموي والاقتصادي والسياسي والعسكري بين البلدين من خلال 44 مشروعاً استراتيجياً مشتركاً، بما يعمل على ترجمة طموحات وتطلعات قيادة البلدين وتحقيق أمن واستقرار ورخاء الشعبين.
دام عز المملكة العربية السعودية شامخة أبية بحكامها وشعبها ونسأل الله للمملكة ولقيادتها ولشعبها دوام العز والرخاء والأمن والأمان.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة