مبادرة لتعزيز دور الشباب في القضاء على الأمراض المهملة في أفريقيا
أطلقت مبادرة "بلوغ الميل الأخير"، مبادرة جديدة تهدف إلى حشد طاقات الشباب وتوجيهها لدعم الجهود المبذولة نحو القضاء على الأمراض المدارية المهملة في أفريقيا.
جاء ذلك بالتعاون مع منظمة "سبيك أب أفريكا - Speak Up Africa".
وتهدف مبادرة "بلوغ الميل الأخير" التي تحظى بدعم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، عبر هذه المبادرة إلى بناء شبكة من علاقات التعاون والتنسيق مع المنظمات التي يقودها الجيل الشاب داخل مجتمعاتهم وبلدانهم الإفريقية للقضاء على الأمراض المدارية المهملة وذلك من خلال تفعيل منظومة التعاون والعمل المشترك على المستوى المحلي.
وستقدم مبادرة التعاون الجديدة بين "بلوغ الميل الأخير" ومنظمة "سبيك أب أفريكا"، دعماً مالياً لــ10 منظمات شبابية إفريقية يبلغ 250 ألف دولار أمريكي لتعزيز مشاركة الشباب وجهودهم الرامية إلى تحقيق التغيير الإيجابي في المجتمع من خلال تدريب هذه المنظمات الإفريقية وتوفير الموارد اللازمة لهم في كل من السنغال والنيجر على مدار 15 شهراً.
وفي تعليقه حول المبادرة، قال نصار المبارك من مبادرة "بلوغ الميل الأخير": إن "تعزيز الدور القيادي للشباب عبر توجيههم وتحفيز قدراتهم سيسهم بشكل فاعل في توسيع فرص القضاء على أمراض المناطق المدارية المهملة في إفريقيا وإنقاذ الأرواح بجانب الحفاظ على صحة الأجيال القادمة وتأمين الرفاهية المجتمعية لهم".
وأضاف: "أن هذه المبادرة تجسد الحرص المستمر لقيادتنا الرشيدة للقضاء على الأمراض، إضافة إلى التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بتمكين الشباب لبناء عالم صحي تنموي مزدهر ". وقال "ونتطلع إلى العمل مع "سبيك أب أفريكا" لتوحيد جهود الشباب وتسريع وتيرة التقدم للقضاء على الأمراض المدارية المهملة".
بدورها قالت ياسين دجيبو، المدير التنفيذي لمنظمة "سبيك أب أفريكا": "إننا نكرس جهودنا اليوم في سبيل مواصلة مسيرتنا للقضاء على الأمراض المنهكة للبشرية والتخلص من آثارها السلبية".
وأشارت إلى أن "شراكة المنظمة مع مبادرة "بلوغ الميل الأخير" تعد خطوة مهمة يمكننا من خلالها تفعيل منهجية العمل المشترك، والاستفادة من قوة الشباب في أفريقيا، وتفعيل دورهم عبر إشراكهم في الحوارات وإتاحة الفرصة لهم لصنع القرارات، وصولاً إلى مرحلة تحويل الرؤى إلى نتائج ملموسة، لينعم الأفراد في مختلف أنحاء العالم بحياة صحية".
وأضافت: "أنه من خلال اتباع هذه المنهجية يمكننا المضي قدماً وتوظيف قوة الشباب لدعم وقيادة الجهود للقضاء على الأمراض المدارية المهملة".
يذكر أن الأمراض المدارية المهملة تتضمن مجموعة من الأمراض المعدية التي يمكن الوقاية منها وعلاجها، والتي تلقي بأثرها على أكثر من 1.7 مليار شخص من حول العالم، بما يشمل نحو مليار طفل. وصنفت منظمة الصحة العالمية 20 مرضاً ضمن الأمراض المدارية مهملة، منها العمى النهري والجذام وداء الفيلاريات اللمفي ومرض دودة غينيا وداء الكلب.
ويعاني المرضى المصابون بالأمراض المدارية المهملة من وطأتها، فهي منهكة للجسد وقادرة على خلق إعاقات، وقد تكون قاتلة في بعض الحالات.
وتؤثر هذه الأمراض على الأشخاص الذين يعيشون في فقر وضمن المجتمعات النائية ذات الموارد المتدنية وتضع معظم الأسر بحالة مستمرة من العجز والفقر، ما يكلف الدول النامية خسائر تصل إلى مليارات الدولارات سنوياً. فيما تتحمل إفريقيا ما يقارب من 40% من العبء العالمي للأمراض المدارية المهملة.
وتندرج مبادرة القيادة الشبابية الجديدة في إطار منظومة الجهود المبذولة لدفع مسيرة التقدم نحو تحقيق أهداف خارطة الطريق لمنظمة الصحة العالمية لعام 2030 فيما يتعلق بالقضاء على الأمراض المدارية المهملة، والتي تركز بشكل أساسي على تقليص عدد المصابين ممن يحتاجون إلى العلاج من هذه الأمراض بنسبة 90%، والقضاء على مرض مداري مهمل واحد على الأقل في 100 دولة من حول العالم، والتخلص من مرضين نهائياً.
وقد جرى تحقيق تقدم كبير حتى اليوم، إذ نجحت 47 دولة في القضاء على مرض مداري مهمل واحد على الأقل، مما يؤكد إمكانية تحقيق شتى تلك الأهداف.
كما تنص خارطة الطريق التي وضعتها منظمة الصحة العالمية على ضرورة إشراك الشباب في كافة الأنشطة الهادفة للقضاء على الأمراض المدارية المهملة، والاعتراف بدورهم الرائد بصفتهم أصحاب المصلحة الأساسيين القادرين على تقديم الرؤى والحلول المبتكرة التي سيكون لها أثر فعال على إحداث التحول الإيجابي.
وتعليقاً على المبادرة، قال الدكتور إبراهيما سوسي فال، مدير إدارة مراقبة الأمراض المدارية المهملة في منظمة الصحة العالمية: "إن الشباب هم منارة تفتح آفاق جديدة لنا نحو تعزيز الجهود المبذولة لمكافحة الأمراض المدارية المهملة وإحداث تغيير إيجابي في المجتمع. فيما تقوم قيمهم الراسخة وأسسهم ودوافعهم المترابطة، بدور محوري في تعزيز الوعي حول الأمراض المدارية المهملة وطرق التعامل معها، فضلاً عن إيجاد الحلول المبتكرة لدعم المجتمعات التي تعاني من تأثير هذه الأمراض في مختلف أنحاء العالم".
يأتي إطلاق الالتزام الجديد لمبادرة "بلوغ الميل الأخير" تزامناً مع المناسبة الرابعة لليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة، الذي يصادف يوم 30 من شهر يناير/كانون الثاني من كل عام، ويمثل حركة عالمية تهدف لحشد الدعم السياسي والمالي والعام للقضاء على الأمراض المدارية المهملة، وتسليط الضوء على الحاجة الملحة للاستثمار والعمل لتحقيق ذلك. وكانت دولة الإمارات دعمت جهود إطلاق اليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة خلال عام 2019، واعترفت به منظمة الصحة العالمية رسمياً في عام 2021، من خلال الجهود الكبيرة التي بذلتها الدولة وغيرها من الشركاء الملتزمين.