"ملاريا نو مور" و"بلوغ الميل الأخير" تناقشان "الصحة والمناخ" في COP27
استضافت منظمة "ملاريا نو مور"، بالشراكة مع مبادرة "بلوغ الميل الأخير"، جلسة نقاشية في مؤتمر المناخ (كوب 27) حول الصحة والمناخ.
الجلسة حملت عنوان "أنظمة الصحة العالمية المقاومة لتغيرات المناخ مع رصد المتغيرات التي تطرأ على كوكب الأرض واستخدام الذكاء الاصطناعي والتقنيات التطويرية والرائدة"، وعقدت على هامش فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP27) المنعقد حالياً في مصر.
وتمحورت الجلسة النقاشية حول مستجدات الحلول الصحية العالمية المدفوعة بالاستثمارات التحفيزية لمبادرة "بلوغ الميل الأخير"، حيث ناقش المتحدثون جملة من التحديات التي يفرضها التغير المناخي على الجهود المبذولة للقضاء على الأمراض.
وقدم المتحدثون مجموعة رائدة ومتطورة من أدوات التخطيط والتنبؤ بانتشار الأمراض والوقاية منها، والتي تعتمد بشكل أساسي على الذكاء الاصطناعي، ومصادر بيانات متعددة، وبيانات عالية الدقة لرصد متغيرات كوكب الأرض.
المشاركون والمحاور
وقد ألقت الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، الرئيسة التنفيذية للمشروع المستقل لمُسرِّعات العمل لتفادي تغير المناخ لدولة الإمارات العربية المتحدة، الكلمة الرئيسية للجلسة النقاشية التي أقيمت في جناح دولة الإمارات العربية المتحدة في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP27) 2022 في مصر.
وعَقِب ذلك جملة من النقاشات التي أدارتها كيلي ويليس، المدير العام لمنظمة "ملاريا نو مور"، بمشاركة المتحدثين:
• تالا الرمحي، مدير مبادرة "بلوغ الميل الأخير".
• الدكتور حسني غديرا، مدير إدارة الخدمات البحثية في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي.
• تاتيانا لوبودا، البروفيسور ورئيس قسم العلوم الجغرافية في جامعة ماريلاند.
• الدكتور كوشيك ساركار، مدير معهد "الملاريا وحلول المناخ"، ومدير فرع مؤسسة "ملاريا نو مور" في الهند
وتناولت الجلسة مجموعة من الحلول والابتكارات المتقدمة للقضاء على مرض الملاريا، أحد أقدم الأمراض وأكثرها فتكاً في البشرية، والسبب الرئيسي لتدمير العائلات الفقيرة في العديد من المجتمعات والبلدان.
كما بحثت موضوع تغيّر المناخ وما يشكله من تحديات كبيرة تُعيق تقدم الجهود الدؤوبة للقضاء على مرض الملاريا وغيره من الأمراض الفتاكة التي تنتقل بواسطة الحشرات وتنتشر بحسب تغيرات المناخ، مثل ارتفاع درجات الحرارة، وتغير أنماط هطول الأمطار، والطقس، وسوء المنظومة الصحية، وموجات الأمراض المعدية الموسمية.
أولوية قصوى
وقالت الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان: "تعد التكنولوجيا عنصراً بالغ الأهمية، وعلينا العمل على تحسينها بشكل مستمر من أجل تحديد الأساليب المبتكرة التي من شأنها أن تساعد في معالجة أزمة التغيّر المناخي. ولهذا من الضروري أن يكون التنسيق والتعاون بين القطاعين الحكومي والخاص على أعلى مستوى لتحقيق التقدّم التكنولوجي، حتى نتمكن بالتالي من تسخير قوة الابتكار للوصول إلى نتائج مبشّرة في الملف الصحي العالمي، وتأمين مستقبل مشرق لكوكبنا وسكانه".
وأضافت: "من خلال تواجدنا هنا في مؤتمر COP27، المؤتمر الأهم على مستوى العالم بشأن التغير المناخي، فإننا نناشد جميع الشركاء وأصحاب القرار في قطاع الاستدامة لحث القادة الدوليين على إعطاء الصحة العالمية والعمل المناخي الأولوية القصوى في جدول أعمالهم".
من جانبها قالت تالا الرمحي: "نشهد اليوم تكاتف كافة الجهات من حول أنحاء العالم، من خلال التواجد في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في مصر، لتقديم حلول قيّمة من شأنها التخفيف من آثار تغير المناخ".
وأضافت: "من المهم اليوم وأكثر من أي وقت مضى أن نبذل أقصى الجهود لبناء فهم متكامل حول كيفية تأثير هذا التغير على صحة السكان الأكثر ضعفاً في العالم، وكيف تستمر الأمراض التي يمكن الوقاية منها في إلحاق الضرر بالأسر والعائلات، وإعاقة تطورهم لرسم ملامح مستقبل مشرق. نحن ملتزمون مع شركائنا الكرام على إيجاد حلول مبتكرة وتقنيات جديدة لمساعدتنا في مكافحة هذه الأمراض، ووضع خطط مستقبلية واستراتيجيات مدروسة للقضاء على هذه الأمراض جذرياً".
التنفيذ الفعال للالتزامات
بدورها قالت كيلي ويلز: "ينصب تركيز مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ 2022 (COP27) على التنفيذ الفعّال لالتزامات المناخ، وهذا بالضبط ما نقوم به. إن التنبؤ بمستقبل صحي يعني إيجاد حلول ذكية للتحديات المفروضة على الفئات الأكثر ضعفاً في العالم جراء تغيرات المناخ، مثل ارتفاع درجات الحرارة وتغيير أنماط الطقس".
وأضافت: "تبذل دولة الإمارات العربية المتحدة ومبادرة "بلوغ الميل الأخير" وجميع أعضاء مبادرة "التنبؤ بمستقبل صحي"، جهوداً جبارة للقضاء على مرض الملاريا وغيرها من التحديات الصحية العالمية في سياق تغير المناخ".
قبيل انطلاق الجلسة النقاشية، أعلنت مبادرة "التنبؤ بمستقبل صحي"، المنبثقة عن مبادرة "بلوغ الميل الأخير"، عن خطط لعقد قمتها الافتتاحية في 27-28 فبراير/ شباط 2023 في أبوظبي. وستكون هذه القمة الأولى من نوعها، حيث يجتمع صانعو السياسات العالميون جنباً إلى جنب مع القادة التقنيين، للعمل على وضع حلول جذرية في سبيل القضاء على الأمراض المعدية الحساسة للمناخ، وستتضمن القمة ورش عمل، ومؤتمر يقام على مدار يومين.
مقاومة تحديات المناخ
وكرست مبادرة "التنبؤ بمستقبل صحي" منذ إطلاقها في عام 2020، الجهود في سبيل "مقاومة تحديات المناخ" للقضاء على الأمراض المعدية من خلال تطوير أدوات للتنبؤ الصحي، ووضع خطط ممنهجة، وتصميم سياسات داعمة لمساعدة الحكومات على تنفيذها، بهدف تحسين الوقت المُنجز واستهداف التدخلات الصحية الفعّالة وسط العديد من التغييرات التي أحدثتها ظاهرة الاحتباس الحراري.
وفي يناير/ كانون الثاني 2022، أطلقت مبادرة "التنبؤ بمستقبل صحي" المعهد الجديد للملاريا والحلول المناخية (IMACS)، وهو معهد عالمي مهمته مكافحة الملاريا في مواجهة تغير المناخ وتقلبات الطقس.
وجدير بالذكر أن مبادرة "بلوغ الميل الأخير" هي مجموعة من البرامج الصحية العالمية التي تهدف إلى القضاء على الأمراض التي يمكن الوقاية منها. ويستمد الصندوق زخمه من الالتزام الشخصي للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات. وتوفر المبادرة العلاج والرعاية الوقائية للمجتمعات التي تفتقر إلى الخدمات الصحية الملائمة، مع التركيز بشكل خاص على المرحلة النهائية أو "الميل الأخير" في القضاء على الأمراض.
ويؤكد الصندوق على الاهتمام الشخصي للشيخ محمد بن زايد آل نهيان في القضاء على الأمراض التي يمكن الوقاية منها والتي تؤثر على المجتمعات الأكثر فقراً وضعفاً في العالم ومساعدة الملايين من الأطفال والبالغين على العيش حياة صحية كريمة.