لا نساء بالشوارع.. الحياة اليومية تغيرت في كابول
ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن شوارع كابول خلت من النساء، يوم الإثنين، في أول يوم لحكم حركة طالبان بجميع أنحاء أفغانستان.
وجاء ذلك بينما قامت الحركة بدوريات في السيارات التي تم الاستيلاء عليها من الشرطة، والأسلحة التي صادرتها من حراس الأمن، وحثت أصحاب المتاجر وموظفي الحكومة على العودة للعمل.
ولكن في باقي أنحاء المدينة، كان الناس الذين شعروا بانعدام الأمل في الفرار إلى الخارج، يفكرون فيما إذا كان يجب عليهم الاختباء أو تقييم شكل حياتهم الجديدة تحت حكم طالبان.
وانعكس التغيير على التلفزيون، حيث حل محل الأخبار والمسلسلات البرامج الدينية بدون فواصل إعلانية.
وأغلقت معظم الأعمال التجارية بالرغم من أن طالبان حثت الناس على العودة للعمل والحياة الطبيعية، مع وجود بضع مخابز ومتاجر ومطاعم مفتوحة كي يتمكن الناس من إطعام نفسهم.
وعزز المقاتلون سيطرتهم على المدينة، وقاموا بزيارة المجمعات السكنية لجمع الأسلحة من حراس الأمن الخاصين والاحتفال بالنصر خارج السفارة الأمريكية المهجورة الآن.
لكن زار قادة طالبان -الحريصون على تقديم صورة عن أنفسهم باعتبارهم الحكومة المنتظرة- شركة الكهرباء الوطنية والمستشفيات، وقالوا إن عاملات الرعاية الصحية يجب أن يبقين في أعمالهن.
كما دعوا وزير الصحة وحيد مجروح – أحد وزراء الحكومة الذي لم يهرب مع الرئيس أشرف غني، الأحد – لأن يبقى بمنصبه، بحسب ما قاله عبر "فيسبوك".
وحث المتحدث باسم طالبان سهيل شاهين الناس على البقاء وإعادة البناء، قائلًا: "دولتنا تحتاجهم. هذه بلدهم، بلد كل الأفغان"، مشيرًا إلى أن الحركة وعدت بعدم وجود تهديد للأرواح.
لكن كان كثيرون مترددون في الوثوق بوعود الحركة وقال الصحفيون في كابول إن طالبان زاروهم، وفتشوا منازلهم.
وظلت النساء بالمنازل خوفا من تعرضهم للضرب بسبب عدم ارتدائهن غطاء الرأس، أو للخروج بدون ولي أمر.
وفي عدة أجزاء من أفغانستان، كانت هناك تقارير عن عمليات زواج قسري تبعت سيطرة المسلحين في الأسابيع الأخيرة.
وقالت حياة (24 عاما)، التي خرجت لترى كيف تبدو مدينتها في ظل حكم طالبان: "لم تكن هناك نساء يمشين في الشوارع، لكن كانت هناك نساء في السيارات وكنّ يرتدين أقنعة وشعرهنّ محجوب".
ورغم أن قيادة طالبان لم تضع قواعدها الجديدة لسكان كابول، استخدم المقاتلون مكبرات الصوت في أحد المساجد غرب المدينة ليعلنوا أن على النساء ارتداء البرقع أو الحجاب الكامل، وبدأ مقاتلوهم في تطبيق قانون صارم بأجزاء أخرى من المدينة، بحسب الصحيفة.
وقالت سيدة أكبر سناً، خرجت لإحضار الطعام لأسرتها، إنها رأت مسلحين يدفعون النساء ويرسلونهن إلى منازلهن لعدم ارتدائهن الزي المفروض عليهن. كما رأتهم يجرون الشابات بعيدا. ولذلك بقيت معظم النساء في المنزل.