أردوغان وإعلامه المخادع.. 3 قضايا أوهم بها الأتراك
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عمل على خداع الأتراك في عدد من الملفات عن طريق الإعلام، التقرير التالي يرصد أبرز أكاذيبه تجاه الأتراك.
انهيار اقتصادي وتصفية للخصوم وتطبيع مع إسرائيل على أعلى مستوى.. هكذا هي تركيا في عهد رجب طيب أردوغان، إذ يزعم أنها "دولة قوية" في شاشات الإعلام، بينما هي هشة على أرض الواقع وتعصف بها تغريدة على موقع "تويتر".
الرئيس التركي أردوغان عمل على خداع الأتراك في عدد من الملفات عن طريق الإعلام وتصريحاته المضللة، التي تعكس ضعف نظامه الحريص على تصفية خصومه وقمع معارضيه.
في التقرير التالي ترصد "العين الإخبارية" أبرز أكاذيب إعلام أردوغان من خلال رسائله الموجهة إلى الأتراك.
- أزمة تركيا.. أردوغان يطلق الملاحقات القضائية بدعوى الأمن الاقتصادي
- صحيفة فرنسية: أردوغان يستغل قضية فلسطين لحشد أصوات الناخبين
انهيار الليرة بسبب تغريدة
"اقتصادنا قوي".. دعاية أردوغانية روجت في الإعلام التركي لخداع الشعب حول قوة الاقتصاد في عهد ولايته الثانية، لكن سرعان ما انكشفت الحقائق بعد تغريدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أدت إلى انهيار قياسي للعملة التركية.
العاشر من أغسطس/آب الجاري، أعلن ترامب عبر حسابه على موقع "تويتر"، مضاعفة الرسوم الجمركية على الألومنيوم والصلب التركي.
وقال ترامب: "صرحت للتو بمضاعفة الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم فيما يتعلق بتركيا التي تتهاوى عملتها سريعاً مقابل الدولار القوي جداً، ستكون رسوم الألومنيوم الآن 20%، والصلب 50%".
واختتم ترمب تغريدته بعبارة تقول: "علاقاتنا مع تركيا ليست جيدة في هذا الوقت".
ليبدأ بعدها مسلسل انهيار العملة التركية عقب التغريدة الأمريكية مباشرة، حيث هبطت الليرة إلى مستوى قياسي أمام الدولار، وتجاوزت حاجز الـ7 ليرات مقابل كل دولار أمريكي.
ودفع الانهيار السريع أردوغان إلى إعلان "نظرية المؤامرة" والترويج لها، للفت الأنظار عن ضعف اقتصاد بلاده الذي انهار بعد تغريدة ترامب.
وتشهد العلاقات بين واشنطن وانقرة توتراً كبيراً، بعد أزمة القس الأمريكي آندرو برانسون، الذي تضعه تركيا قيد الإقامة الجبرية.
كما أعلنت واشنطن إدراج وزيري العدل والداخلية بالحكومة التركية على قائمة العقوبات، رداً على عدم إفراج أنقرة عن القس برانسون.
انقلاب لتصفية الخصوم
منتصف ليل 15 يوليو/تموز 2016، أظهرت وسائل الإعلام التركية تحركات عسكرية في شوارع إسطنبول وبدا الترويج للانقلاب، ساعات قليلة حتى ظهر أردوغان عبر هاتف محمول على إحدى وسائل الإعلام التركية ليبدأ حرب التصفية.
حيث كشف المعارض التركي البارز، سنان أيدين، أن أردوغان غيّب الأمن القانوني والاستثماري في البلاد بتصرفاته العشوائية والتعسفية، خصوصاً عقب تورطه في عمليات فساد عام 2016.
وأكد أيدين، خلال تصريحات له نشرتها صحف تركية معارضة، أن أردوغان هو من دبر الانقلاب الفاشل للتخلص من قيادات الجيش الذين كانوا يقفون أمام تنفيذ مشاريعه في الداخل التركي والمنطقة.
الانقلاب التركي الفاشل الذي روج له أردوغان وإعلامه تسبب في اعتقال ما يقرب من 50 ألف شخص، كما أوقفت السلطات عن العمل نحو 150 ألفاً من الموظفين الحكوميين، بينهم مدرسون وقضاة وجنود، بموجب أحكام الطوارئ التي فرضها أردوغان بعد محاولة الانقلاب.
التجارة بالقضية الفلسطينية
لم يوجه الإعلام التركي أكاذيبة للداخل فقط، بل عمل على الترويج بأن أردوغان يدافع بكل قوة عن القضية الفلسطينية، التزييف التركي بدأ عام 2009 عندما غادر أردوغان الذي كان يشغل منصب رئيس الوزراء، قاعة مؤتمر؛ احتجاجاً على عدم منحه فرصة الرد على الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز.
ففي نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، ثمّن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، المساعدات التركية التي قدمها أردوغان، للسيطرة على حريق اشتعل في المستوطنات بالضفة الغربية المحتلة.
وفي الشهر نفسه تبادل الجانبان السفراء وعينت وزارة الخارجية الإسرائيلية الدبلوماسي إيتان نائيه، سفيراً لدى أنقرة، وأرسلت تركيا السفير كمال واكيم.
المشهد التمثيلي الذي يتبعه أردوغان حول القضية الفلسطينية بحسب مراقبين لم يستمر طويلاً، ففي عام 2017 توجت العلاقات بين الجانبين بتطبيع كامل وتعاون عسكري وأمني واقتصادي.