كوريا الشمالية.. جارة الصين تتجنب "كورونا الجديد"
واحدة من أفقر دول العالم تمكنت من تجنب الفيروس، رغم حقيقة أنه حصد أرواح أكثر من 600 شخص وأصاب أكثر من 31 ألفا آخرين في جارتها الصين
مر نحو شهر منذ اكتشاف فيروس كورونا الجديد المميت في مدينة ووهان الصينية، وأكدت كل الدول تقريبا في شرق آسيا وجود حالات إصابة، عدا كوريا الشمالية.
طبقا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، تمكنت واحدة من أفقر دول العالم، طبقا لتصريحاتها، من تجنب الفيروس، رغم حقيقة أنه حصد أرواح أكثر من 600 شخص وأصاب أكثر من 31 ألفا آخرين في جارتها الصين.
وأوضحت الشبكة أن أكثر من 300 شخص في 25 مكانا حول العالم ممن خضعوا لاختبارات للكشف عن الفيروس جاءت نتائجهم إيجابية، من بينهم روسيا وكوريا الجنوبية، اللتان تتشاركان الحدود مع كوريا الشمالية.
ومن غير الواضح كيف تمكنت كوريا الشمالية من تجنب الفيروس، إذ لم تعلن عن وقوع إصابات بالفيروس لديها، لكن رأى نام سونج-ووك، الأستاذ بجامعة كوريا الذي عمل سابقا رئيسا للاستخبارات في كوريا الجنوبية، أنه من الممكن جدا وجود شخص مصاب في كوريا الشمالية التي يعيش فيها 25 مليون نسمة.
وقال نام لـ"سي إن إن" إن المقاطعات الصينية القريبة من حدود كوريا الشمالية، مثل داندونج وشنيانج أكدت وجود حالات مصابة بالمرض، وحوالي 90% من تجارة كوريا الشمالية مع الصين.
وأضاف: "نعلم أن كثيرا من الأشخاص والشاحنات والقطارات مرت عبر الحدود بين البلدين قبل القواعد الأخيرة التي أعلنتها كوريا الشمالية لوقف وصول الفيروس للبلاد".
ويبدو أن كوريا الشمالية تتعامل مع الوباء بصورة جادة للغاية، فضلًا عن شفافية غير معهودة فيما يتعلق بجهودها للتصدي للفيروس، بحسب التقارير التي أوردتها وكالة الأنباء المركزية الكورية.
وأغلقت كوريا الشمالية حدودها أمام السياح الأجانب، ومعظمهم من الصين، كإجراء وقائي، طبقا لوكالة سفريات تنظم رحلات سياحية داخل البلاد. وكانت بيونج يانج قد أقدمت على نفس الشيء خلال تفشي الإيبولا عام 2014.
وفي 30 يناير/كانون الثاني، أوردت وكالة الأنباء الكورية أن السلطات أعلنت "حالة الطوارئ"، وتشييد مقر لمكافحة الوباء حول البلاد، مشيرة إلى أن كل من دخلوا البلاد بعد 13 يناير/كانون الثاني وضعوا تحت "إشراف طبي".
تعتبر كوريا الشمالية واحدة من أكثر الدول المنعزلة حول العالم، وتحاوط نفسها بإطار من السرية، ولا يختلف قطاع الصحة في البلاد؛ فتاريخيًا، لم تعترف البلاد رسميًا أبدًا بعدد القتلى خلال فترة الجفاف التي وقعت في التسعينيات.
وكان أطباء هربوا من كوريا الشمالية خلال السنوات الأخيرة قد تحدثوا عن أوضاع العمل السيئة، ووجود نقص في كل شيء، من الأدوية إلى إمدادات الرعاية الصحية الأساسية.
وقال تشوي يونج-هن، طبيب سابق في كوريا الشمالية هرب من البلاد عام 2011، إنه كان يساعد في جهود التصدي لتفشي مرض الحصبة في الفترة من عام 2006 إلى 2007، ولم تكن كوريا الشمالية لديها الموارد لحجر صحي على مدار الساعة ومرافق عزل.
وأضاف أنه بعد تحديد الحالات المشتبه بإصابتها، كانت الإرشادات تنص على نقل المرضى لمستشفى أو مرافق حجر صحي لمتابعة حالتهم، لكن المشكلة في كوريا الشمالية أن تلك الإرشادات لم يتم اتباعها.
وقالت جين لي من مركز وودرو ولسون الدولي للعلماء في واشنطن فيروس كورونا يمنح بيونج يانج عذرا جديدا لفرض مزيد من القيود على حدودها وتبرير القيود الاجتماعية الصارمة التي يعيش الكوريون الشماليون بموجبها.
وذكرت شبكة "سي إن إن" أن أغلبية الكوريين الشماليين لا يتمتعون بحرية الحركة، ويحتاجون إلى تصاريح حكومية للسفر إلى المقاطعات الأخرى، لكن قلة فقط يحصلون عليها.
وحتى أولئك الذين يمكنهم التنقل، فإن النقل صعب للغاية، إذ إن كوريا الشمالية ليست متصلة تماما عبر طرق، ومعظم الناس يعتمدون على نظام السكة الحديد، ويمكن للرحلات القصيرة التي تمتد لمسافة بضعة أميال أن تستغرق عدة ساعات أو حتى أيام.
aXA6IDMuMTUuMzEuMjcg جزيرة ام اند امز