الكاتب الكردي هوشنك أوسي: المرأة أكسجين الحياة ومقياس التحرر
هوشنك أوسي يكتب باللغتين العربية والكردية، وهو متخصص في الشؤون الكردية والتركية، ونشرت مقالاته في كبرى الصحف العربية.
يشارك الروائي السوري الكردي هوشنك أوسي في ملتقى فلسطين للرواية العربية المنعقد حاليا في مدينة رام الله، تأكيدا على انتمائه للثقافة العربية، بعد شهور قليلة من مشاركته في مؤتمر الرواية العربية بالقاهرة.
وأوسي من مواليد 1976 في قرية الحسكة السورية، ويكتب باللغتين العربية والكردية، وهو متخصص في الشؤون الكردية والتركية، ونشرت مقالاته في كبرى الصحف العربية. له رواية "وطأة اليقين، محنة السؤال وشهوة الخيال" وعدة مجموعات الشعرية مثل: "للعشق نبيُّه، للجرح شراعه"، و"ارتجالات الأزرق"، و"شجرة الخيالات الظامئة"، و"الكلام الشهيد"، و"أثر الغزالة ويوميات أيل"، و"قلائد النار الضالّة- في مديح القرابين".
عن اعتزازه بتجربته في المهجر الأوروبي واتجاهه لكتابة الرواية بعد سنوات من كتابة الشعر، يتحدث هوشنك أوسي مع "العين الإخبارية" في الحوار التالي..
- بدأت شاعرا ثم تحولت للرواية، هل تعتبر هذا التحول "خيانة" للشعر؟
الإبداع في أحد أوجهه قائمٌ على التجاوز والتطوّر وتجنّب التكرار. بمعنى آخر خيانة الدارج والحياد عنه للخروج من السياق والتحليق خارج السرب، بعِلمٍ وفهمٍ ودراية. في روايتي الثانية "حفلة أوهام مفتوحة" هناك انتصار للشعر، على مستوى الشخوص والنصوص. في هذه الرواية، هناك دحض لأكذوبة أو خرافة "غروب شمس الشعر" التي تروّج لها معظم دور النشر، والكثير من وسائل الإعلام والنقّاد. وعليه، أزعم أنني انتصر للشعر في الرواية، رغم أن الشعر ليس بحاجة إلى نصرة. فالأدب يتّسع كل لحظة، بسطوع شموس الشعر والرواية والقصّة والنقد. لذا، فإن التنقّل من جنس أدبي إلى آخر لا يعد خيانة.
- ما تفسيرك لظاهرة هجرة الشعراء إلى الرواية؟
هذا السؤال يتكرر كثيراً. لكن التناول النقدي والإعلامي كرّس موقف الروائيين الذين يلقون منافسة شديدة من الشعراء الروائيين؛ على أن سعي الشعراء الذين يحاولون كتابة الرواية متهافت وبقصد الشهرة والجوائز. ما من أحد يشتغل في حقول الأدب والفن ولا يسعى نحو الرواج والشهرة. إذا أجريت مراجعة لأعداد دواوين الشعر التي تصدر كل شهر، ستجدها أضعاف ما تصدره دور النشر من الرواية! وهذا يعني أنه ليس هناك هجرة، وأن الشعر والقصيدة ليست في عزلة أو في حصار، وأن حلول الرواية محلّ الشعر، محض خرافة.
- لماذا تبدو المرأة "تيمة" أساسية في أشعارك؟
المرأة أكسجين الحياة وتربتها ونورها وترياقها، وهي مقياس تحرر الرجل والمجتمع، وكذا الحال في الشعر أيضاً. المرأة تيمة أساسيّة ليس فقط في أشعاري، بل في أشعار معظم الشّعراء، إن لم يكن كلّهم.
- ما ملامح روايتك الجديدة؟
هي رواية كنتُ كتبتها سنة 2009-2010 في تركيا، بعد هربي من سوريا، على خلفيّة الملاحقة الأمنيّة. مخطوط تلك الرواية ضاع مع ضياع أرشيفي في اليونان، أثناء محاولة السفر إلى إيطاليا، حيث كنّا داخل شاحنة، والشاحنة داخل مرآب باخرة، والباخرة في عرض البحر، حين افتضح أمرنا وألقي القبض علينا وتمّت إعادتنا من الجزيرة الإيطالية إلى أثينا. هناك صادر البوليس كل الأجهزة الإلكترونيّة التي بحوزتنا. تلك الرواية كان عنوانها "الأفغاني" أحاول إعادة كتابتها الآن اعتماداً على الذاكرة. تدور أحداثها في سجن جزيرة "خيوس" اليونانيّة للمهاجرين غير الشرعيين، عن شخص يُقتل في ظروف غامضة.
- من واقع تجربتك، هل أوروبا هي الجنة الموعودة للكتاب؟
أنا ممتنّ لبلجيكا ومدين لها. وقياساً بما يعانيه معظم البلدان الشرق أوسطيّة، فمستوى الخدمات التي تقدّمها البلدان الأوروبيّة جنّة! مما لا شكّ فيه، هناك منغّصات، فالدول الأوروبيّة وأنظمة الحكم والإدارة هنا ليست جمعيّات خيريّة. والأوروبيون ليسوا ملائكة، كذلك ليسوا شياطين.
aXA6IDMuMTQzLjIxOC4xODAg جزيرة ام اند امز