طفرة الذكاء الاصطناعي تحلق بـ«إنفيديا».. 262% قفزة بإيرادات 3 أشهر

استفادت شركة وادي السيليكون "إنفيديا" مرة أخرى من مبيعات رقائق الذكاء الاصطناعي، لكنها تواجه منافسة شرسة وتوقعات متزايدة.

مع طفرة الذكاء الاصطناعي، قالت شركة إنفيديا في مايو/أيار الماضي إنها تتوقع أن تصل مبيعاتها من الرقائق إلى أعلى المستويات. لقد فعلوا ذلك - ولم يتوقف الحماس، حيث قامت الشركة برفع توقعات إيراداتها كل بضعة أشهر.

ومساء أمس الأربعاء، توقعت شركة إنفيديا عائدات في الربع الثاني أعلى من التقديرات معتمدة في ذلك على طلب ضخم لرقائق تصنعها من شركات بدأت في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وتتوقع الشركة أن تبلغ إيرادات الربع الثاني 28 مليار دولار، بزيادة أو نقص اثنين بالمئة. وتوقع محللون متوسط عائدات يبلغ 26.66 مليار دولار، وفقا لبيانات شركة مجموعة بورصات لندن.

أدت المبيعات القياسية لرقائق الذكاء الاصطناعي إلى ارتفاع إيرادات شركة إنفيديا بنسبة 262% في الربع الماضي، متجاوزة التوقعات العالية، وقال رئيسها التنفيذي جنسن هوانغ إن نموها الضخم من المقرر أن يستمر هذا العام مع إطلاق خط جديد من الرقائق.

• «إنفيديا» تستعد لإعلان تفوق ساحق على المنافسين
• «إنفيديا» تخسر 200 مليار دولار في يوم واحد.. وتخرج من قائمة «الثلاثة الكبار»

أخبر جنسن هوانغ المستثمرين أن الشركة ستشهد "الكثير" من الإيرادات من رقائق بلاكويل الجديدة هذا العام، حيث تستفيد من الطلب المتزايد على القوة الحاسوبية وراء الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وقال هوانغ إن بلاكويل ستساهم في مرحلة جديدة من النمو للشركة، مضيفًا أن إنفيديا ستواصل طرح رقائق أحدث وأكثر قوة بنفس الوتيرة. وقال: "بعد بلاكويل، هناك شريحة أخرى، ونحن نسير على إيقاع لمدة عام واحد".

ارتفع الطلب على وحدات معالجة رسومات مركز بيانات الذكاء الاصطناعي من إنفيديا بشكل كبير في العام الماضي مع اندفاع أكبر شركات التكنولوجيا لتطوير البنية التحتية للحوسبة اللازمة لتقديم منتجات ذكاء اصطناعي جديدة قوية على نطاق واسع. أشارت كل من غوغل ومايكروسوفت وميتا وأمازون إلى أن إنفاقها سيظل مرتفعًا طوال عام 2024.

- 26 مليار دولار إيرادات

بلغت الإيرادات للأشهر الثلاثة حتى نهاية أبريل/نيسان 26 مليار دولار مقابل التقديرات المتفق عليها البالغة 24.7 مليار دولار. وكانت الزيادة الهائلة على أساس سنوي مماثلة للربع السابق، عندما بلغ النمو 265%. بالنسبة للربع الحالي، تتوقع إنفيديا إيرادات تبلغ نحو 28 مليار دولار، زائد أو ناقص 2 في المائة، مقارنة بالتقديرات المتفق عليها البالغة 26.8 مليار دولار.

ارتفعت إيرادات مركز بيانات إنفيديا، والتي تتعلق برقائق الذكاء الاصطناعي المرغوبة، بنسبة 427% على أساس سنوي خلال هذا الربع لتصل إلى 22.6 مليار دولار، مدفوعة بالطلب القوي على الجيل الحالي من وحدات معالجة الرسوميات هوبر من إنفيديا، حسبما صرحت المديرة المالية للشركة كوليت كريس للمستثمرين. ومن المتوقع أن تبدأ شحنات شريحة بلاكويل في هذا الربع.

ارتفعت أسهم إنفيديا، التي واصلت ارتفاعها الحاد بأكثر من 90% منذ بداية العام، بنحو 6% في تعاملات ما بعد ساعات العمل. وأعلنت شركة تصنيع الرقائق أيضًا عن تقسيم الأسهم بنسبة 10 مقابل 1 اعتبارًا من 7 يونيو/حزيران، وقالت إنها ستزيد أرباحها النقدية الفصلية بنسبة 150%.

- ثالث أكبر شركة في وول ستريت

قبل إعلان النتائج، كان المتداولون يستعدون لتقلبات كبيرة في أسهم إنفيديا والأسواق على نطاق أوسع. لقد جعل الارتفاع الهائل للسهم أحد أكثر الأسماء مراقبة عن كثب في وول ستريت. منذ بداية عام 2023، زادت قيمتها السوقية أكثر من ستة أضعاف لتصل إلى 2.3 تريليون دولار، متجاوزة شركة ألفابت، الشركة الأم لشركة غوغل، وأمازون لتصبح ثالث أكبر شركة مدرجة من حيث القيمة في الولايات المتحدة.

تتحرك إنفيديا بسرعة للاستفادة من زيادة الطلب على الذكاء الاصطناعي والبقاء في صدارة المنافسين والعملاء الذين يقومون بتطوير شرائح الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم. كشفت عن رقائق بلاكويل الخاصة بها في مارس/آذار الماضي، والتي تقول إنها أقوى بمرتين من الجيل الحالي من الرقائق لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتقدم خمسة أضعاف الأداء على "الاستدلال" - السرعة التي يمكن أن تستجيب بها هذه النماذج للاستفسارات. جاء ذلك بعد عام واحد فقط من كشف الشركة عن جيلها السابق من معمارية شرائح هوبر و "جي بي يو".

وتساءل المحللون عما إذا كان الانتقال إلى خط إنتاج جديد يمكن أن يؤثر على النمو السنوي الهائل الذي سجلته إنفيديا في الأرباع السابقة، مع ظهور "جيب هوائي" مؤقت في الطلب. على سبيل المثال، أدت الوتيرة السريعة لإصدارات الرقائق الخاصة بها إلى قيام أمازون بتغيير خططها لطلب الرقائق بناءً على الجيل الأخير من بنية إنفيديا واستبدالها بخط بلاكويل.

لكن هوانغ طمأن المستثمرين بأن الطلب على خطي هوبر وبلاكويل "يفوق العرض بكثير"، وهو الوضع الذي من المحتمل أن يستمر "حتى العام المقبل".

وبلغت ربحية السهم 5.98 دولار، بزيادة أكثر من 600% عن العام الماضي. وبلغ هامش الربح الإجمالي 78.4%، وهو أفضل قليلاً من توقعات المحللين البالغة 77 في المائة، حيث بلغ صافي الدخل 14.9 مليار دولار، متجاوزاً التوقعات البالغة 13.2 مليار دولار.

- إنفيديا خارج المنافسة

قامت المنافستان إنتل وAMD بطرح شرائح مركز بيانات الذكاء الاصطناعي للتنافس مع إنفيديا، بالإضافة إلى توحيد الجهود مع عملاء الشركة لتقديم بدائل لمنصة برمجياتها، كودا، التي تعزز هيمنتها كمورد للرقائق.

في أبريل/نيسان، أعلنت شركتا Intel وAMD عن نتائج باهتة للربع الأول وتوجيهات متواضعة، مما يشير إلى أنهما لم يجنيا بعد فوائد الانفجار في الطلب. أعلنت شركة مايكروسوفت يوم الثلاثاء أنها ستستخدم شرائح التسريع MI300X الجديدة من AMD وبرنامج ROCm الخاص بها لتشغيل بعض أحمال عمل الذكاء الاصطناعي الأكثر تطلبًا على خدمة Azure السحابية.

قال دانييل نيومان، الرئيس التنفيذي لمجموعة Futurum Group: "لقد تفوقت شركة إنفيديا على [إيرادات] مركز البيانات وتغلبت على جميع المجالات". "كان السوق بأكمله ينتظر هذا الرقم وقد قامت شركة إنفيديا بتسليمه."

وأضاف أن تقسيم الأسهم سيخلق "مزيدًا من إمكانية الوصول" بالإضافة إلى "زخم إضافي للسهم". "إن تجارة الذكاء الاصطناعي ما زالت حية وبصحة جيدة."