في عهد ترامب.. وثيقة تكشف "اجتماعات سرية" لإدارة أوباما مع إيران
وثيقة أمريكية تكشف أن مسؤولين بارزين بإدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما شاركوا، في عهد خلفه، باجتماع سري مع إيران.
وثيقة داخلية لوزارة الخارجية الأمريكية ذكرت أن مسؤولين كبارا بإدارة أوباما شاركوا في اجتماع سري مع إيران عام 2018، كجزء من جهود لتقويض الحملة الدبلوماسية لإدارة دونالد ترامب لعزل النظام المتشدد.
وذكر موقع "واشنطن فري بيكون" الأمريكي أنه "في الوقت الذي عملت فيه إدارة ترامب على زيادة الضغط الاقتصادي على إيران عام 2018، عقد وفد من سفراء أمريكيين سابقين اجتماعا سريا غير رسمي مع وزير الخارجية الإيراني السابق جواد ظريف بمقر إقامته في مدينة نيويورك"، بحسب مذكرة لوزارة الخارجية جرى الكشف عنها هذا الأسبوع في إطار دعوى قضائية رفعت للإجبار على نشر هذه المعلومات.
وجرى الاجتماع بالتزامن تقريبا مع نفس الوقت الذي قيل إن جون كيري كان يعمل فيه خلف الكواليس مع المسؤولين الإيرانيين لإنقاذ الاتفاق النووي لعام 2015.
وتوضح المذكرة الداخلية، المصنفة غير رسمية، بالتفصيل كيف أجرى السفراء السابقون دبلوماسية الظل مع كبير مبعوثي إيران بشأن "الأسلحة النووية، وتبادل الأسرى المحتمل، والانسحاب من أفغانستان، والمفاوضات مع طالبان"، بحسب المركز الأمريكي للقانون والعدالة، وهو مجموعة مناصرة قانونية قاضت وزارة الخارجية للحصول على المذكرة الداخلية.
وقال وزير الخارجية السابق، مايك بومبيو، في تصريحات حصرية لـ"واشنطن فري بيكون"، إن الوثيقة تعتبر أقوى دليل حتى الآن على أن المسؤولين في عهد أوباما شاركوا في جهود القنوات الخلفية لإبقاء المفاوضات مع إيران حية، بالرغم من أن ترامب وإدارته عملوا على عزل النظام.
وأضاف بومبيو، الذي لم يكن على دراية بشأن تلك الاجتماعات عندما كان يقود الخارجية، أن المذكرة تعزز التقارير منذ ذلك الوقت بشأن جهود كيري لإنقاذ الاتفاق النووي لعام 2015 من خلال نقاشات القنوات الخلفية مع المسؤولين الإيرانيين.
وأوضح بومبيو، وهو الآن مستشار أقدم بالمركز الأمريكي للقانون والعدالة: "تظهر هذه المذكرة حتى أكثر مما نعرفه بالفعل عن مسؤولي وزارة الخارجية السابقين المستمرين وكأنهم ما زالوا في المنصب".
ولفت إلى أنهم "يحاولون، في كل مناسبة، العمل مع وزير خارجية نظام إرهابي، لتقويض العقوبات التي فرضتها أمريكا. إنه لأمر أسوأ من عدم معرفة متى تنزل من على المنصة. بسعيهم الحثيث لحماية الاتفاق المروع الذي أبرموه، كان هؤلاء المسؤولون السابقون -بعد عامين على مغادرة أوباما للمنصب- يبعثون بإشارات بأنه يجب على إيران الوقوف بصرامة ضد أمريكا".
أمر مفزع
وأكد بومبيو على أنه "من المفزع معرفة أن أعضاء بإدارة أمريكية سابقة حاولوا إعاقة سياسات رئيس حالي"، واصفا هذا الكشف بـ"أمور سيئة، أمور خطيرة، أمور غير أمريكية".
وأشار إلى أن هؤلاء المسؤولين السابقين "يجب أن يخجلوا من أنفسهم. يعملون ضد سياسات بلدهم إلى جانب مثل هذا النظام الوحشي".
وتم تجميع المذكرة المكونة من سبع صفحات خلال الاجتماع مع ظريف، الذي جاء بعد أيام فقط من ظهور تقارير تفيد بأن كيري كان يسعى لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني بعدما انسحب منه ترامب في وقت سابق من العام نفسه (2018).
وجرى إصدار الوثيقة بعدما قاضى المركز الأمريكي للقانون والعدالة وزارة الخارجية لتقديم السجلات المتعلقة بالاجتماعات السرية بين ظريف وكيري والمبعوث الحالي إلى إيران روبرت مالي، ووزير الطاقة في عهد أوباما، إرنست مونيز.
وخلال الاجتماع، زعم ظريف أن سياسات ترامب أذكت حماسة مناهضة لأمريكا في إيران، مشيرًا إلى "شعبية قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، الذي اغتيل في هجوم لطائرة مسيرة بعدها بعامين".
وبحسب المذكرة، قال ظريف: "كنت أحظى بنفس شعبية سليماني، لكن الآن (شعبيتي) 47% بينما تزداد (شعبيته). هو أقرب لـ80%. كان شعب إيران يفضل ذات مرة الاندماج، لكنهم اختاروا الآن المقاومة باعتبارها الحقيقة الوحيدة. هذا ما تخبرنا به استطلاعات الرأي الآن وهو واقع المنطقة."
تخصيب اليورانيوم
وقال ظريف أيضًا إن حكومته لن تتخلى أبدًا عن برنامجها الصاروخي ولن تتوقف عن تخصيب اليورانيوم، المكون الرئيسي في السلاح النووي وأحد الشروط التي وضعها ترامب من أجل إبرام اتفاق جديد محتمل مع إيران، والذي لم يتحقق أبدا.
وأضاف: "تقول الولايات المتحدة لا اتفاق سلام وإنها ستعيد فرض العقوبات، لكن الشرط صفر صواريخ، صفر تخصيب لليورانيوم. هذا ما يريد (جون) بولتون"، في إشارة إلى مستشار ترامب للأمن القومي.
وتابع: "أعرف بولتون تفاوضت معه منذ سنوات. آراؤه راديكالية للغاية، لدرجة أننا لم نتمكن من التوصل لاتفاق".
وناقش ظريف أيضًا آراءه بشأن العراق، واحتمال تبادل الأسرى مع الولايات المتحدة، والدعم الإيراني لجماعات إرهابية مثل حزب الله والحوثيين في اليمن، وفق المصدر نفسه.
aXA6IDMuMTQyLjE3MS4xMDAg جزيرة ام اند امز