100 إماراتي يواجهون السمنة بـ"كبسولة بالون المعدة"
استشاري أمراض الهضم بمستشفى الإمارات يؤكد أن خضوع مرضى زيادة الوزن لعملية كبسولة بالون المعدة يساعد في تحقيق بداية سريعة للتخسيس.
أكد الدكتور وائل دهان، استشاري أمراض الهضم في مستشفى الإمارات، أن عدد المصابين بالسمنة المستفيدين من عملية كبسولة بالون المعدة للتخسيس والحد من الاضطرابات الصحية المتعلّقة بالبدانة بلغ نحو 100 شخص في دولة الإمارات.
وأضاف الدكتور دهان الحاصل على البورد الأمريكي: "تُعد السمنة من المشكلات الصحية الشائعة في الشرق الأوسط، والتي يمكن أن تؤدي إلى مجموعة كبيرة من الأمراض مثل السكري الذي يعد الأكثر شيوعا لدى المصابين بالبدانة، كما قد تؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم، وارتفاع نسبة الكوليسترول، والإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية المرتبطة بالبدانة. ويمكن أن تؤدي العوامل الوراثية، وعدم ممارسة التمارين الرياضية وقلة النشاط البدني، وسوء التغذية إلى عواقب صحية خطيرة. ومن هنا فإن لمرضى زيادة الوزن خياراً ملائماً يتمثل في إدخال كبسولة بالون المعدة للحصول على النتائج المرجوة، والمساعدة في تحقيق بداية سريعة للتخسيس والشعور بالشبع لديهم".
وتُشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع مؤشر كتلة الجسم إلى ما فوق 30 هم أكثر عرضة للوفاة المبكرة مقارنة مع أقرانهم أصحاب الأوزان الصحية، وأن فقدان ما بين 5 إلى 10% من إجمالي وزن الجسم من خلال اتباع نظام غذائي، أو ممارسة التمارين الرياضية، أو إجراءات تخفيف الوزن يؤدي إلى تحسن الحالة الصحية إلى حد بعيد.
وأضاف الدكتور وائل دهان: "تؤدي إدارة مؤشر كتلة الجسم إلى تأثيرات إيجابية، فمؤشر كتلة الجسم الصحي أقل من 25، أما الذين تجاوز المؤشر لديهم 30، فهم عرضة لعديد من المضاعفات. ويتمثل الحل الأفضل لمعالجة زيادة الوزن في اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية. وفي بعض الحالات، يوصي الأطباء ببعض الإجراءات للحفاظ على مؤشر كتلة الجسم المناسب".
وأجرى مستشفى الإمارات مؤخرا عملية كبسولة بالون المعدة لشاب فرنسي الجنسية، في الخامسة والثلاثين من العمر، ويبلغ مؤشر كتلة الجسم لديه 35، وقد عانى من زيادة وزن بنحو 35 كيلوجراما خلال السنوات الخمس الماضية، نظرا لانشغاله في العمل واتباعه عادات غذائية غير صحية، وعدم ممارسته التمارين الرياضية بانتظام، كما كان يُعاني من فرط ضغط الدم الناتج عن عوامل وراثية، وتلقى نصائح بتخفيف الوزن، لكنه لم يتمكن من ذلك رغم محاولاته اتباع عديد من الأنظمة الغذائية وممارسة التمارين الرياضية، ليقرر أخيرا إجراء عملية كبسولة بالون المعدة، والتي أظهرت نتائج مبدئية ممتازة.
ويتم إجراء عملية كبسولة بالون المعدة في العيادات الخارجية، وتُساعد على الوصول إلى مؤشر كتلة الجسم السليم، ويتم تناول الكبسولة المتصلة بأنبوب، ليقوم الطبيب بالتحقق من وصول البالون إلى المكان الصحيح، ويملأ البالون بنصف لتر من الماء، ويتم إزالة الأنبوب الرفيع بعدها. وتستغرق العملية أقل من 20 دقيقة، وتُساعد على فقدان نحو من 10 إلى 15% من إجمالي وزن الجسم. ولا يتطلب الإجراء التنظير، أو الجراحة، أو التخدير، ويتم استخدام صمام ذاتي الإغلاق، ينفتح تلقائياً بعد 4 أشهر بدون الحاجة إلى استرجاع بالمنظار، بما يناسب أعدادا كبيرة من المرضى الذين لا يستجيبون للعلاج بالحميات الغذائية وتغيّر نمط الحياة.
وتابع الدكتور وائل دهان: "تُعد عملية كبسولة بالون المعدة إجراء طفيفا، يتم خلاله فحص المريض وتقديم نصائح له حول هذا الإجراء، وحول فترة التعافي، والتغيّرات الواجب التكيّف معها قبل إجراء العملية، ونوع النظام الغذائي الواجب اتباعه وخاصة خلال الأسبوع الأول بعد العملية. ويجب الاستعانة بأخصائي تغذية لفترة 6-4 أسابيع لتحقيق أفضل النتائج".
وتمكن الشاب الفرنسي من فقدان 6 كيلوغرامات من وزنه خلال أسبوعين بعد العملية، ومن المتوقع فقدان مزيد من الوزن خلال فترة 4 أشهر، ووصف الشاب العملية بالمعجزة، وأعرب عن امتنانه للكادر الطبي على مساعدته في هذا التحول.
ويتم إجراء هذه العملية في دولة الإمارات، كما يتم إجراؤها في عديد من البلدان الأوروبية والشرق أوسطية الأخرى منذ عامين وبنتائج تتراوح ما بين الجيّدة والممتازة.