السعرات الحرارية الأقل تسبب البدانة.. كيف؟
قلة النشاط البدني هي السبب الرئيسي في زيادة الوزن رغم زيادة وعينا والتزامنا بالأكل الصحي.
في هذه الأيام كلنا أصبحنا أشبه بالخبراء بنوعية الأكل الصحي، ويتزايد كل يوم عدد الذين يقبلون علي الأنظمة الغذائية الرائجة، ومع ذلك تبين أننا أكثر بدانة من أي وقت مضى. ولمعرفة حل هذا اللغز، كشفت صحيفة ميرور نقلاً عن تقرير لإدارة الصحة العامة التابعة لوزارة الصحة البريطانية أن السبب الرئيسي يكمن في تغير نمط الحياة بشكل جذري خاصة خلال الـ٤٠ عاماً الماضية.
وأوضح التقرير أن المفاجأة أنه قبل ٤٠ عاماً، كان الناس يستهلكون ضعف عدد وجبات الإفطار الدسمة كما يفعلون الآن، لكنهم كانوا أقل وزناً. وفي هذه الأيام فإن الكثيرين يأكلون بشكل صحي أكثر من أي وقت مضى ولكنهم أكثر بدانة. وأضاف التقرير أن بيانات أخيرة أظهرت أن ٧٠٪ من البريطانيين في منتصف العمر يعانون من زيادة الوزن أو السمنة. ولكن عند فحص نوعية المواد الغذائية التي تشتريها الأسر نجد أنهم يستهلكون سعرات حرارية أقل.
وكشف أطباء إدارة الصحة العامة أن النقص هنا ليس في السعرات الحرارية إنما في"حالات المشي" وإصابة الكثيرين بما أطلق عليه الأطباء "متلازمة الإفراط في الجلوس"، لأن استهلاك الطاقة يسهم بنفس القدر الذي يساهم به عدد السعرات الحرارية. وذكروا أن الناس أصبحوا يجلسون في مقار عملهم لفترات أطول ثم يتناولون ٣-٤ وجبات، مما يجعلهم يستهلكون سعرات حرارية أكثر مما يتطلبه نمط حياتهم. ولم يعد الكثيرون بحاجة للتحرك والقيام بزيارات لبعضهم البعض، لأن بإمكانهم ببساطة التحدث عبر الإنترنت. كما أننا نلجأ لوسائل المواصلات السريعة للوصول لمكان بدلاً من المشي.
صحيح أن الصالات الرياضية انتشرت لكن تراجعت معدلات ممارسة الرياضة يوماً بعد يوم والناس يجلسون في العمل طوال اليوم تقريباً. وتقل معدلات المشي وأصبح من الأسهل التسوق عبر الإنترنت مما يجعلنا إما بحاجة لكمية أقل من الطعام أو ممارسة الرياضة بشكل أكبر.
ومن هنا اقترح الأطباء بعض التغييرات الصغيرة في حياتنا. ونصحوا بتقليل عدد قطع الحلوى ولو بواحدة في اليوم والمشي بشكل أكبر قليلاً. وأضافوا أنه في كل نصف ساعة يمكننا الجلوس لمدة ٢٠ دقيقة والوقوف ٨ دقائق والمشي لمدة دقيقتين في المكان أو حتى مكان قريب داخل مقر العمل، الأمر الذي يمنحنا توازناً جيداً بشكل يومي.
لذا، أكد الأطباء أن نوعية الطعام ليست العامل الوحيد لفقد الوزن، والحقيقة هي أن معظمنا يعانون من زيادة الوزن، لأن معظم الناس أقل نشاطاً ويأكلون أكثر من حاجتهم. وطالب الأطباء الناس بعدم الشعور باليأس وإلقاء اللوم على ظروف الحياة بل البحث عن سبيل للخروج من هذه الفوضى، لأن الحل بسيط ولا يحتاج لمجهود ووقت كبيرين.