البرلمان الليبي يشكك في نجاح محادثات جنيف
نواب ليبيون انتقدوا مساواة المبعوث الأممي أعداد المشاركين من البرلمان مع مجلس الدولة الذي يسيطر عليه الإخوان
تسود حالة من التشكك والريبة داخل البرلمان الليبي إزاء قدرة محادثات جنيف المرتقبة بين الأطراف الليبية على الوصول لحل الأزمة.
وينتقد عدد من النواب مساواة المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة أعداد المشاركين من البرلمان (13 عضوا) مع مجلس الدولة الذي يسيطر عليه جماعة الإخوان المصنفة إرهابيا (13 عضوا)، فضلا عن (14) عضوا اّخرين يختارهم سلامة من النخب الليبية.
ويتخوف النواب الليبيون من أن محادثات جنيف، المعلن عن انعقادها أواخر يناير/كانون الثاني الجاري، ستكون في صالح الإخوان والجماعات المتشددة.
ويقول النائب الثاني لرئيس مجلس النواب أحميد حومة إن الطريق إلى الحوار السياسي الذي سيعقد برعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في جنيف "محفوف بالمخاطر".
وتابع حومة، في بيان اطلعت عليه "العين الإخبارية"، أنه لا يعول كثيرا على هذا الحوار ومخرجاته.
ويعلل حومة موقفه ذلك "نظرا لما سمعه رفقة النائب الأول لرئيس مجلس النواب فوزي النويري، الخميس الماضي، في إحاطة سلامة ونائبته ستيفاني ويليامز حول مجريات مؤتمر برلين الذي انعقد في 19 يناير الجاري بشأن ليبيا".
ولفت حومة إلى "عدم ارتياحه لما يحاك قبيل انعقاد ملتقى جنيف".
يشار إلى أن حومة قد تم تفويضه من قبل البرلمان الليبي للتواصل مع البعثة الأممية بشأن عدد من الاستفسارات لدى المجلس حول العملية السياسية خلال الفترة المقبلة.
وأضاف النائب الثاني لرئيس مجلس النواب الليبي أنه نقل إلى البعثة الأممية جميع تساؤلات أعضاء مجلس النواب حيال مجريات الحوار المزمع استئنافه في جنيف واللجان التي ستنبثق عن الأطراف والنتائج المتوقعة منه.
وأشار حومة إلى أنه سينقل تفاصيل ما دار في لقائه سلامة لأعضاء مجلس النواب في الجلسة الرسمية المزمع عقدها الإثنين المقبل ليتخذوا حيالها ما يرونه يخدم مصلحة الوطن ويعزز شرعية مجلس النواب والأجسام المنبثقة عنه.
وشدد حومة على موقفه الثابت حيال دعم القوات المسلحة في حربها على الإرهاب والمليشيات المسلحة، إضافة إلى التهديدات التركية ومحاولات الاستقواء بالأجنبي، مؤكدا أن الجلوس على طاولة الحوار لن يتم إلا وفقا للمبادئ الوطنية التي يتفق عليها جميع الليبيين الشرفاء.
وكان النائب الأول لرئيس مجلس النواب الليبي فويزي النويري، قد طالب، في وقت سابق اليوم، بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بإعادة النظر في عدد المشاركين من مجلس النواب في محادثات جنيف.
وأكد النويري، في بيان اطلعت عليه "العين الإخبارية"، وجود خلل في عدد المشاركين بين مجلسي النواب و"مجلس الدولة" من حيث العدد والتوجهات السياسية.
وأضاف النويري أن مجلس النواب "يُمثل بشكل حقيقي كل الكتل والقوى السياسية والمدن، حيث إن عدد أعضاء مجلس الدولة 143 عضوا أقل من عدد أعضاء مجلس النواب الذين هم 200 نائب، في حين أن خطة البعثة تقضي بتمثيل 13 عضوا عن كل مجلس وهذا أمر لا يستقيم مع الحق والمنطق ومن شأنه أن ينتج حلولا مشوهة".
وكان النائب الأول والثاني لرئيس مجلس النواب الليبي قد التقيا في العاصمة التونسية تونس الخميس الماضي، رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا غسان سلامة المبعوث ونائبته ستيفاني ويليامز.
وكانت الدعوة لعقد مؤتمر جنيف بين الأطراف الليبية أحد مخرجات مؤتمر برلين الذي حظي بتمثيل دولي رفيع المستوى، ودعا إلى الحل السياسي وحل المليشيات وحظر توريد الأسلحة في ليبيا.