بالصور.. "حمام النفط العجيب" لعلاج الاضطرابات العصبية
الرواية الشعبية تقول إن مزايا "النفط العجيب" اكتشفت صدفة عندما تُرك جمل ينازع قرب بقعة من هذا السائل فشفي.
تشتهر مدينة نفطلان في شمال غرب أذربيجان منذ عشرينيات القرن الماضي باستخدام النفط الخام كعلاج، حيث كانت مركزا ينقل إليه المرضى مجانا في الحقبة السوفيتية.
وتقول رواية شعبية إن موظفي الفنادق في المدينة يذكرون أن مزايا هذا "النفط العجيب" اكتشفت صدفة عندما ترك جمل ينازع قرب بقعة من هذا السائل فشفي.
ويعود اكتشاف النفط في أذربيجان إلى منتصف القرن التاسع عشر، وتصدر أذربيجان نفطها إلى العالم بأسره، وهو يلعب دورا أساسيا في اقتصاد هذا البلد الواقع في منطقة القوقاز.
واكتشفت مدينة نفطلان نفطها بعد ذلك بعقود قليلة، إلا أن النفط المستخرج من باطن الأرض في المدينة البالغ عدد سكانها 10 آلاف نسمة والواقعة على بعد نحو 300 كيلومتر عن العاصمة، لا يمكن تحويله إلى محروقات لأنه سميك جدا.
وفي الثمانينيات، كانت نفطلان تستقبل أكثر من 70 ألف شخص في السنة وهو مستوى قياسي، وازدهرت هذه العلاجات حتى اندلاع الحرب في 1988 في منطقة ناغورني قره باخ التي تتنازع عليها كل من أذربيجان وأرمينيا، وحولت كل منتجعات المدينة حينها إلى مساكن لاستقبال مئات آلاف النازحين جراء النزاع.
وزيت النفطلان مكون من حوالي 50 % من النفتالين وهي مادة تستخدم في دخان السجائر والكرات المكافحة للعث يشيد بها الأطباء والمرضى، ويضم متحف المدينة الكثير من العكازات التي تركها مرضى تعافوا من أمراضهم.
ويقول أشخاص خاضوا تجربة العلاج بالنفط، مثل رأفت (48 عاما) وهو صحفي وعضو في حزب معارض: "هذه هبة من السماء"، وكذلك ذكرت مواطنة روسية أتت للعلاج من آلام داء التهاب المفاصل عن شعورها عندما يغمرها السائل القاتم اللون حتى مستوى العنق: "هذا شعور جميل"، وأوضحت أنها أتت من تترستان الروسية مع مجموعة من صديقاتها: "حلمنا لفترة طويلة بالمجيء إلى هنا".
وأوضحت فابيل عزيزوفا إحدى الطبيبات في المنتجع أن النفط يستخدم لمعالجة أوجاع وأمراض العضلات والعظام والجلد والاضطرابات العصبية، وتابعت: "في الماضي لم يكن هناك فنادق أو منتجعات كان الناس يأتون ويقيمون لدى سكان المدينة"، وأوضحت: "على مر السنين بدأت المنتجعات بالظهور وتم تطوير الوسائل العلاجية".