"جولة التراخيص الخامسة".. احتياطيات ترفع سقف إنتاج العراق من الطاقة
يشرع العراق بالمضي نحو تفعيل جولة التراخيص الخامسة الخاصة بتطوير قطاع النفط واستثمار الغاز بعد نحو 5 سنوات من انطلاقها.
وقوبلت تلك الجولة التي ترفع إنتاج الرقع الاستكشافية النفطية، باعتراضات كبيرة من قبل قوى سياسية خلال حقبة تولي مصطفى الكاظمي لرئاسة الوزراء.
وعرضت وزارة النفط تفاصيل جولة التراخيص الجديدة على الجهات القضائية وديوان الرقابة المالية وهيئة النزاهة بعد ما أُثير ضدها، و تم مراجعتها حيث تم الإقرار بصحتها.
كان العراق قد أطلق عام 2018 جولة التراخيص الخامسة، وصادق مجلس الوزراء في 23 يناير 2020 بالموافقة على تلك العقود بتطوير الحقول النفطية والرقع الحدودية وحقول الغاز في محافظة ديالى.
في السابع من فبراير الحالي، صادق مجلس الوزراءعلى توصية المجلس الوزاري للطاقة (23015 ط لسنة 2023) التي تنصّ على "المضيّ بتوقيع عقود جولة التراخيص الخاصة بالرقع والحقول الحدودية (الجولة الخامسة) توقيعاً نهائياً وتفعيلها ، لمضي فترة طويلة جداً على إحالتها" .
وشملت جولة التراخيص عدة حقول غاز منها في جلابات وكمر و غاز خشم الأحمر وإنجانا في ديالى.
كما يقدر الاحتياطي النفطي في حقل خشم الأحمر بنحو 251 مليون برميل فيما يقدر احتياطي الغاز الطبيعي فيه بنحو 2.2 ترليون قدم مكعب قياسي.
إضافة إلى حقل الحويزة في محافظ ميسان على الحدود العراقية – الإيرانية ، وهو مجاور لحقل نفط بيدار الغربي الإيراني ، وتم إحالته الى شركة جيوجاد بتروليوم الصينية ، ويقدر الاحتياطي النفطي فيه بنحو 2.4 مليار برميل.
تأتي جولات التراخيص ضمن خطة استرتيجية شاملة أطلقت أول عقودها عام 2008، ضمن مساع لتطوير صناعة النفط ورفع الإنتاج الخام.
وقبل ذلك كان العراق وقع أربع جولات تراخيص حتى الربع الأول من عام 2013.
واستطاع العراق، خلال الجولات الأربع وصولاً إلى عام 2015، أن يرفع سقف الإنتاج بنسبة 30% مما كان عليه في 2009، بمعدل يصل إلى أكثر من ثلاثة ملايين و200 ألف برميل يومياً.
ويبلغ إنتاج العراق حاليا من الغاز نحو 2.7 مليار قدم مكعب، وفق بيان وزارة النفط،ويمتلك العراق مخزونا يقدر بنحو 132 تريليون قدم مكعب من الغاز، جرى إحراق 700 مليار منها نتيجة ضعف القدرة على استغلال ذلك الغاز، وفق تقديرات سابقة لوزارة النفط.
الخبير النفطي حمزة الجواهري،خلال حديث لـ"العين الإخبارية"، يوضح بشأن الاستفادة الممكنة أن يحققها العراق في زيادة معدلات الإنتاج من الغاز المصاحب لاستخراج النفط خلال جولة التراخيص الخامسة.
وتابع"يشير إلى أن جولة التراخيض شملت حقول حدودية وكذلك في شمال ديالى تقع ضمن المناطق المتنازع عليها مع إقيلم كردستان حيث تضم فيها أربعة حقول غازية رغم أن التقدير الأولي إلى قلة تلك الكميات لكن إذا ما استكملت عمليات الاستكشاف ستكون أعلى بكثير من التوقعات"
يأتي ذلك في وقت أكد مستشار وزارة النفط لشؤون الطاقة، عبد الباقي خلف، في تصريح للوكالة الرسمية ، اليوم الأحد، أن "هناك محاولات جادة لدى العراق لاستثمار حقول الغاز الحر، لكنه بسبب ظروف الحرب وتحديات كثيرة، أدت لانسحاب بعض الشركات كشركة كوكاز في حقل العكاز، التي بدأت وأنفقت مبالغ كبيرة في الحقل، إلَّا إنها انسحبت بسبب دخول عصابات داعش الإرهابية والحرب التي جرت بعدها للقضاء عليها"، مبيناً، أن "هناك تردداً من بعض الشركات لاستثمار حقل المنصورية".
وكشف خلف عن "جولة تراخيص سادسة ما زالت قيد الدراسة والإعداد، ولم يجرِ أي تعاقد أو إعلان عن هذه عنها حتى الآن".
المختص بشؤون النفط، بلال المحمداوي، يعلق بشأن ماكشف عنه المسؤول الحكومي عن التحضر لجولة سادسة موضحا" يخالف مايجري على الأرض".
ويبين المحمداوي، أن "الجولات السابقة لم تحسم ملف استثمار الغاز في حقلي عكاز والمنصوريةوهما يضمان أكبر احتياطات العاز الطبيعي في البلاد".
وتُقدَّر احتياطيات حقل غاز المنصورية الذي يقع عند محافظة ديالى، بنحو 4.5 تريليون قدم مكعبة قياسية، وهو ثاني أكبر حقل غازي بعد حقل عكّاز في محافظة الأنبار.