أسعار النفط تقفز لأعلى مستوياتها قبل أزمة كورونا.. ما السبب؟
قفزت أسعار خامي برنت وغرب تكساس الوسيط الأمريكي، اليوم الإثنين، أكثر من دولار للبرميل لأعلى مستوى منذ الربع الأول من 2020.
يأتي ذلك بفعل ضعف العملة الأمريكية الدولار وتوقعات بتثبيت تحالف دول أوبك+ الذي يضم دول منظمة أوبك وحلفاؤها من كبار المنتجين المستقلين بقيادة روسيا، للحصص الإنتاج خلال شهر فبراير/شباط المقبل.
- أوبك: مستعدون لزيادة إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل
- الأدنى في 9 سنوات.. إنتاج روسيا من النفط ينخفض لأول مرة منذ 2008
وبحلول الساعة 06:40 بتوقيت جرينتش كان خام برنت عند مستوى 52.88 دولار للبرميل، فيما سجل خام غرب تكساس الأمريكي الوسيط عند مستوى 49.40 دولار للبرميل.
وتبدأ ظهر اليوم الإثنين، القمة الافتراضية الأولى في 2021 لدول تحالف أوبك+ لمناقشة مستويات الإنتاج خلال شهر فبراير/شباط المقبل، وسط توقعات بتثبيت الإنتاج.
وتتوقع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) الكثير من مخاطر النزولية لأسواق النفط في النصف الأول من 2021، وفقا لما قاله الأمين العام للمنظمة محمد باركيندو، أمس الأحد، خلال اجتماع لخبراء أوبك وحلفائها.
وأضاف باركيندو "وسط بوادر تبعث على التفاؤل، فإن التوقعات للنصف الأول من عام 2021 متفاوتة للغاية ولا يزال هناك الكثير من المخاطر النزولية التي يجب التعامل معها".
وكانت أوبك+ قررت في ديسمبر/كانون الأول الماضي زيادة الإنتاج نصف مليون برميل يوميا من يناير/كانون الثاني الجاري في إطار زيادة تدريجية تصل إلى مليوني برميل هذا العام لكن بعض أعضائها شككوا في الحاجة لزيادة أخرى بسبب اتساع رقعة تفشي فيروس كورونا.
وقالت أمريتا سين الشريك المؤسس لشركة إنرجي أسبكتس للاستشارات "بالنظر إلى ضعف العوامل الأساسية، فسيكون من الحكمة أن تبقي أوبك+ الإنتاج ثابتا. ويفضل بعض أكبر المنتجين إبقاء الإنتاج دون تغيير".
وقال باركيندو "لا تزال القيود على النشاط الاجتماعي والاقتصادي سارية في عدد من البلدان، وهناك قلق بعد ظهور سلالة جديدة شديدة الخطورة من الفيروس".
وأضاف أن الاقتصاد العالمي ربما يتعافى بقوة في النصف الثاني من 2021 لكن قطاعات مثل السفر والسياحة والترفيه والضيافة قد تستغرق سنوات للوصول إلى مستويات ما قبل الفيروس.
اضطرت أوبك+ إلى خفض الإنتاج بمقدار قياسي في 2020 في ظل إجراءات العزل العام عالميا التي قلصت الطلب على الوقود.
وخفضت أوبك+ الإنتاج للمرة الأولى بواقع 9.7 مليون برميل يوميا ثم قلصت التخفيضات إلى 7.7 مليون وأخيرا إلى 7.2 مليون بداية من يناير/كانون الثاني الجاري.
وقال باركيندو أيضا إن أوبك تتوقع حاليا أن تقود الدول النامية ارتفاع الطلب العالمي على النفط الخام إلى 95.9 مليون برميل يوميا في 2021 أو بواقع 5.9 مليون برميل يوميا عن 2020، وسط توقعات بنمو الاقتصاد العالمي 4.4%.
وعلى الرغم من التفاؤل الذي بثه إنتاج لقاحات لفيروس كورونا في الاقتصاد العالمي وأسواق النفط، فإن الزيادة في الطلب على الوقود لم تفلح بعد في الوصول بالاستهلاك إلى مستوى ما قبل الجائحة وهو 100 مليون برميل يوميا تقريبا.
وجاءت أحدث توقعات أوبك في ديسمبر/كانون الأول الماضي أقل من التوقعات السابقة بزيادة 6.25 مليون برميل في اليوم بسبب استمرار آثار جائحة فيروس كورونا.
وفي ختام آخر أيام التداول في 2020، تجاوز سعر خام برنت 50 دولارا للبرميل وهو ما يعني فقده أكثر من خمس قيمته على أساس سنوي لكنه أعلى بما يزيد على المثلين عن أدنى مستوياته في أبريل نيسان مع خفض المنتجين للإنتاج واعتماد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزم تحفيز بلغت قيمتها تريليونات من الدولارات.
تعهدات أوبك+
ويندرج هذا الاجتماع في إطار سياسة "تأخذ في الاعتبار ظروف السوق" في حين لا يزال انتعاش الطلب على الذهب الأسود في العام 2021 غير مؤكد.
وفي نهاية القمة الأخيرة التي عقدت بين 30 نوفمبر/تشرين الثاني و3 ديسمبر/كانون الأول 2020، تعهدت أوبك+ بأن تقتصر زيادة الإنتاج الإجمالية لدولها في يناير/كانون الثاني على 500 ألف برميل يوميا مقابل زيادة كانت مقررة بنحو مليوني برميل.
واتفق أعضاء منظمة "أوبك" الـ13 بقيادة السعودية وحلفاؤهم الـ10 في أوبك+ بقيادة روسيا، على الاجتماع بداية كل شهر من أجل اتخاذ قرار حول ما إذا ما كان هناك حاجة إلى تعديل كمية الإنتاج للشهر التالي.
وتظهر هذه المتابعة الدقيقة رغبة التحالف في الحفاظ على تأثير قوي على السوق، كما تعكس خطورة الوضع الذي يواجهه منتجو النفط الخام الذين كانوا يكتفون قبل الأزمة الصحية بعقد قمتين سنويا في مقر المنظمة في فيينا.
ويرى محللو "جيه سي إنرجي"، أن هذه الاستراتيجية أتت ثمارها، لافتين إلى "قدرة أوبك+ على إدارة السوق، واضعة الأسس لانتعاش خام برنت رغم حالة عدم اليقين التي ما زالت تلقي بثقلها على الطلب".
وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان إن "ميثاق تعاون أوبك+ جمعنا وحقق نتائج جيدة ولهذا السبب يجب أن يستمر".
كما شدد نظيره الروسي ألكسندر نوفاك على أهمية "العمل معا من أجل تحقيق توازن في السوق".