أسعار النفط اليوم.. البرميل فوق 90 دولارا وسط ألغام جيوسياسية
استقرت أسعار النفط عند نحو 90 دولارا للبرميل اليوم، لكن احتمال زيادة الإمدادات من إيران والولايات المتحدة أبقى ضغوطا على الأسعار.
ونزل سعر العقود الآجلة على خام برنت 36 سنتا بما يعادل 0.4% إلى 90.42 دولار للبرميل بحلول الساعة 1150 بتوقيت جرينتش.
وهبط سعر خام غرب تكساس الوسيط 43 سنتا أو 0.4% إلى 88.93 دولار للبرميل.
وتراجع الخامان بنسبة 2% أمس الثلاثاء مع استئناف واشنطن لمحادثات غير مباشرة مع إيران بشأن إحياء الاتفاق النووي لعام 2015.
3 عوامل تحدد مصير البرميل
تمر منطقة شرق أوروبا اليوم بتوترات جيوسياسية خصوصا في ظل التهديد الروسي بغزو أوكرانيا وتحالف أمريكا وألمانيا ضد الكرملين، مما عزز من مكاسب النفط ورفع سعر البرميل ليصل إلى 94 دولارا ثم تراجع اليوم إلى 90.42 دولار.
وهناك عاملين آخرين في التأثير على سعر برميل النفط خلال الفترة المقبلة، وربما كبح الزيادة المستمرة في سعر البرميل سواء خام برنت أو خام غرب تكساس، وهما زيادة المعروض النفطي سواء من منظمة أوبك أو المنتجين الأمريكيين، والعامل الآخر هو سحب بعض الدول مثل الولايات المتحدة واليابان والهند من الاحتياطيات النفطية لديها لمواجهة زيادة الأسعار.
وقد يؤدي التوصل إلى اتفاق إلى رفع العقوبات الأمريكية عن صادرات النفط الإيرانية والفنزويلية وإضافة إمدادات سريعة إلى السوق لكن ما زالت هناك قضايا لم تحل.
وتأثرت الأسواق كذلك بأحدث تقرير شهري من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية التي زادت توقعاتها لإنتاج الخام الأمريكي إلى 11.97 مليون برميل يوميا في المتوسط هذا العام.
وعلى جانب آخر بدا أن المخاطر السياسية تراجعت اليوم الأربعاء وفقا لعدة محللين.
وقال كارستين فريتش محلل السلع الأولية لدى كومرتس بنك "المخاوف بشأن تصعيد جديد في الصراع الروسي الأوكراني تراجعت بعض الشيء فيما يبدو بعد الجهود الدبلوماسية الأخيرة مما يحد من أثر المخاطر على سعر النفط".
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الثلاثاء إنه يعتقد أن هناك خطوات يمكن اتخاذها لتخفيف تصعيد الأزمة بعد اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ودعوته لجميع الأطراف بالهدوء.
لكن بيانات المخزونات الأمريكية حدت من أثر الضغوط الخافضة للأسعار.
فقد انخفضت المخزونات الأمريكية من الخام والبنزين ونواتج التقطير الأسبوع الماضي وفقا لمصادر من السوق نقلا عن بيانات معهد البترول الأمريكي.
"أوبك" تضبط سوق النفط
أعلنت مجموعة أوبك+ التي تضم 23 دولة من كبار منتجي النفط، الأربعاء الماضي، عن زيادة إنتاجها بمقدار 400 ألف برميل يوميا في مارس/آذار المقبل.
وبذلك تلتزم أوبك+ بضخ زيادات معتدلة في إنتاجها النفطي على الرغم من ضغوط مستهلكين كبار لتسريع الزيادة بعد وصول أسعار الخام إلى أعلى مستوياتها في 7 سنوات.
وواجهت منظمة أوبك وحلفاؤها بقيادة روسيا، وهي مجموعة تعرف باسم أوبك+ وتنتج أكثر من 40% من إمدادات النفط العالمية، دعوات من الولايات المتحدة والهند وغيرهما لضخ المزيد من النفط مع تعافي الاقتصادات العالمية من تبعات الجائحة.
لكن أوبك+ اتفقت على الالتزام بالمعدل المستهدف عبر ضخ زيادات شهرية تبلغ 400 ألف برميل يوميا وألقت باللوم في ارتفاع الأسعار على فشل الدول المستهلكة في تأمين استثمارات كافية في الوقود الأحفوري مع تحولها إلى طاقة أقل تلويثا للبيئة.
وقالت بضعة مصادر في أوبك+ أيضا إن الأسعار زادت بفعل التوتر بين روسيا والولايات المتحدة. وتتهم واشنطن موسكو بالتخطيط لغزو أوكرانيا، وهو ما تنفيه روسيا.
وزيادة إنتاج النفط أمر له تعقيداته في ظل مواجهة العديد من أعضاء أوبك مصاعب في الوفاء حتى بمعدلات الإنتاج المستهدفة شهريا وعدم وجود طاقة فائضة لزيادة الإنتاج.