النفط يواصل الصعود مع تزايد الثقة في الأسواق
تحسن الطلب مع تخفيف إجراءات مكافحة فيروس كورونا وتخفيضات الإنتاج يقودان أسعار النفط لمواصلة الارتفاع
واصلت أسعار النفط ارتفاعها، الثلاثاء، بتحسن الطلب مع تخفيف إجراءات مكافحة فيروس كورونا، كما ترتفع التوقعات بزيادة تدفقات الغاز الطبيعي الروسي عبر خط الأنابيب "يامال-أوروبا" عبر الأراضي البولندية، بعد توقفها بشكل مؤقت.
ارتفعت أسعار النفط، الثلاثاء، مدعومة بثقة متزايدة في السوق بأن المنتجين سيلتزمون بتعهداتهم لخفض معروض الخام بينما يتحسن الطلب مع تخفيف إجراءات مكافحة فيروس كورونا.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 0.8%، أو 30 سنتا، مسجلة 35.83 دولار للبرميل بحلول الساعة 14:11 بتوقيت جرينتش.
وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 2.2%، أو 73 سنتا، إلى 33.98 دولار للبرميل.
ولم تكن هناك تسوية لغرب تكساس أمس الاثنين بسبب عطلة يوم الذكرى في الولايات المتحدة.
وقال تاماس فارجا من بي.في.إم للسمسرة في النفط "الانتعاش الحالي في أسعار النفط مدفوع في المقام الأول باعتبارات العرض.. ومجموعة أوبك+ تفي بالتوقعات أو تتجاوزها فيما يتعلق بالالتزام بخفض 9.7 مليون برميل يوميا".
وأضاف "بينما يتم تخفيف قيود الإغلاق، فإن جانب الطلب في المعادلة يوفر الدعم أيضا".
وتدعمت السوق بتصريحات من روسيا تفيد انخفاض إنتاجها النفطي مقتربا من هدفه البالغ 8.5 مليون برميل يوميا لشهري مايو/ أيار الجاري، ويونيو/حزيران المقبل بموجب اتفاق خفض المعروض مع منظمة البلدان المصدرة للبترول ومنتجين كبار آخرين، في إطار المجموعة المسماة أوبك+.
ونقلت وزارة الطاقة الروسية أمس الاثنين عن الوزير ألكسندر نوفاك قوله إن زيادة الطلب على الوقود من شأنها أن تساعد على خفض الفائض العالمي من حوالي 7 إلى 12 مليون برميل يوميا بحلول يونيو/حزيران المقبل، أو يوليو/تموز المقبل.
ومن جهة أخرى أظهرت بيانات من مشغل منظومة الغاز البولندية اليوم الثلاثاء أن نقل الغاز الطبيعي الروسي عبر خط الأنابيب "يامال-أوروبا"، الذي يعبر الأراضي البولندية، توقف بشكل مؤقت، لكن نتائج مزاد تشير إلى أن التدفقات سترتفع مجددا في يونيو/حزيران المقبل.
وانتهى أجل اتفاق لنقل الغاز بين روسيا وبولندا، يرجع إلى التسعينيات، في 17 مايو/أيار الجاري.
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن مشغل خط الأنابيب الألماني جاسكيد أنه نتيجة لذلك، توقفت التدفقات عبر خط الأنابيب.
وبدأ المشغل البولندي جاس-سيستم حاليا بيع سعة خط الأنابيب من خلال مزادات يومية وشهرية وسنوية، إذ يقول مصدران بالقطاع إن السعة في المزادات اليومية هي الأعلى سعرا.
وقالت جاس-سيستم في بيان بالبريد الإلكتروني "السعة التي يجري حجزها في الوقت الراهن أقل بكثير، لكنها يجري حجزها بشكل مستمر منذ 17 مايو/أيار الجاري".
وأضافت أنه في ظل المستويات المنخفضة، ليست هناك حاجة لأن تعمل محطات الضخ، وبالتالي خطوط الأنابيب، طوال اليوم.
وقال إن حجوزات السعة ليومي الأحد والاثنين تقل كثيرا عن الفترات السابقة، لكن نتائج المزاد تظهر أنه جرى حجز حوالي 92% من السعة لشهر يونيو/حزيران المقبل وحوالي 80% لربع السنة الذي يبدأ في أول يوليو/تموز المقبل.
وقال الوزير البولندي المسؤول عن البنية التحتية للغاز في وقت سابق من مايو/ أيار إنه يتوقع أن تواصل روسيا إرسال نفس كميات الغاز التي كانت ترسلها قبل انتهاء أجل الاتفاق أو كميات قريبة منها.
وتجتمع دول أوبك+ أوائل يونيو/حزيران المقبل لبحث الإبقاء على تخفيضات المعروض الهادفة لدعم الأسعار، التي مازالت منخفضة حوالي 45 % منذ بداية السنة.
وقالت شركة الطاقة الروسية العملاقة جازبروم إنها تواصل استخدام خط الأنابيب لتوريد الغاز إلى أوروبا بما يتماشى مع طلب عملائها الذي يستقبلون الإمدادات عبر ذلك المسار.
كان كبار المنتجين في العالم، ومنهم السعودية وروسيا، اتفقوا في أبريل/نيسان الجاري على خفض الإنتاج نحو 10 ملايين برميل يوميا في مايو/أيار الجاري ويونيو/حزيران المقبل.
في غضون ذلك، أظهرت بيانات من شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة أن عدد منصات الحفر الأمريكية هبط إلى منخفض قياسي عند 318 في الأسبوع المنتهي في 22 مايو/أيار الجاري، مما يشير أيضا إلى انخفاض الإنتاج في المستقبل.