فقاعة مخزونات النفط.. سيناريو مرعب لشركات التجارة الكبري
اضطرت شركات التجارة لتخزين مليار برميل إضافية من الخام والمنتجات المكررة على عجل مع تداعي الطلب.
شهدت شركات التجارة ازدهارا غير مسبوق في النصف الأول من 2020 بسبب التقلب الشديد الناجم عن جائحة كوفيد-19، لكن اتجاه السوق حاليا يبدو أقل وضوحا بسبب زيادة المخزونات وبطء تعافي الطلب، ما يزيد مخاوف الشركات من ظهور فقاعة المخزون التي قد تمحو مكاسب سابقة.
وقال ماركو دوناند رئيس ميركوريا إنرجي تريدينج التنفيذي لرويترز إن "السوق أكثر تعقيدا ولا أحد يعلم متى سيعود الطلب. يجمع المستثمرون الماليون (عقود نفط آجلة) للنصف الثاني من 2021 أو ديسمبر (كانون الأول) 2021 بافتراض أن الطلب سيعود في ذلك الحين".
وأضاف "بالاتجاه صوب الربع الرابع، كانت التوقعات بأن نسحب من المخزونات ثلاثة إلى أربعة ملايين برميل يوميا من الخام والمنتجات، لكن السوق لم تسحب ذلك".
- عملاق النفط الأمريكي يقلص إمبراطوريته العالمية.. ما الأسباب؟
- روسيا تعلن شرطا رئيسيا لاستعادة حصتها في سوق النفط العالمي
وعندما بلغت إجراءات العزل أوجها في مارس/آذار وأبريل/نيسان الماضيين، اضطرت شركات التجارة لتخزين مليار برميل إضافية من الخام والمنتجات المكررة على عجل مع تداعي الطلب. وفي النهاية، أعلنت أوبك ومنتجون كبار أخرون تخفيضات إنتاج قياسية ساهمت في تعافي أسعار النفط.
بدأ النشاط الاقتصادي يتحسن في يونيو حزيران، لكن وتيرة التعافي ثبتت. وتخضع بعض اللقاحات المحتملة لكوفيد-19 للاختبار، لكن في الوقت ذاته، اضطرت دول لإعادة فرض بعض القيود لوقف انتشار الفيروس.
وقال دوناند "نرى أن هناك من بدأوا في الاحتفاظ بمخزونات عائمة مرة أخرى... ستكون مشكلة في وقت ما لأن لدينا فائض هائل".
وتابع "تتراكم مخزونات من الخام والمشتقات على وجه الخصوص ... إنها فوضى فقاعية".
تعاف مضطرب
الصين هي النقطة المضيئة الأبرز في أسواق النفط، لكن درجات التعافي هناك وفي بقية دول العالم متفاوتة وغير كافية لاستيعاب الفائض.
وقال سعد رحيم كبير الاقتصاديين في شركة ترافيجورا للتجارة إن الولايات المتحدة تحديدا لا تزال تعاني أزمة بطالة وإخلاء متزايد للمساكن، مما سيؤدي بالتبعية لاستمرار تفاقم البطالة مع تبدد الإنفاق.
ويتوقع رحيم المزيد من الخفض في معدلات تشغيل المصافي، لاسيما إذا بدأت الصين في تصدير منتجات واتسم موسم الرحلات الصيفية في النصف الشمالي من الكرة الأرضية بالضعف، وفي الأسبوع الماضي انهارت هوامش المشتقات الوسطى لأقل مستوى منذ بداية القرن الحالي. وتمثل مشتقات مثل الديزل نحو نصف إنتاج المصافي.
وقال رحيم "كاستثناء، يمكن أن نتوقع هبوط الخام والمشتقات بسبب معدلات التشغيل، وهو ليس كذلك عادة. لن تستمر معدلات تشغيل المصافي في التعافي، وهو ما يمثل مشكلة للخام".
وتوقع اقتصاديون في مورجان ستانلي أن يتعافى الاقتصاد العالمي لمستويات ما قبل الجائحة في وقت مبكر من العام المقبل قبل ثلاثة أشهر تقريبا من التوقعات السابقة.
وأضافوا في مذكرة للعملاء "تشير الدلائل إلى أن معادلة الفيروس/الاقتصاد تغيرت بشدة مقارنة بالأيام الأولى للتفشي" وذكروا أن التعافي مستمر في اكتساب قوة دفع مع تحسن تعامل الدول مع الفيروس.
وتابع الاقتصاديون أن الاقتصاد الأمريكي قد يبلغ مستويات ما قبل كوفيد-19 في الربع الثاني من العام المقبل، بينما تعود الأسواق المتقدمة ككل لهذه المستويات في الربع الثالث من العام المقبل.
وأكدوا أنه بالتضافر مع مستويات غير مسبوقة للدعم المالي والنقدي وتعثر محتمل للتجارة، من المرجح أن يصاحب التعافي المتوقع معدلات تضخم أعلى.
أكبر انخفاض للناتج المحلي لمنطقة اليورو
وتراجع اقتصاد منطقة اليورو بوتيرة تقل طفيفا عن التوقعات الأولية في الربع الثاني، ولكن الهبوط يظل الأكبر على الإطلاق مع انهيار الطلب الاستهلاكي بسبب قيود كوفيد-19.
ونزل الناتج المحلي الإجمالي 11.8% مقارنة بالربع السابق وبنسبة 14.7% على أساس سنوي حسب بيانات مكتب الإحصاءات الأوروبي يوروستات اليوم الثلاثاء.
وكانت التقديرات الأولية لهبوط 12.1% و15% على التوالي حسبما ورد في نهاية يوليو/تموز الماضي.
والانكماش في الفترة من أبريل/نيسان إلى يونيو/حزيران الماضيين، خلال فرض إجراءات العزل في القارة لاحتواء كوفيد-19، هو الأكبر منذ بدء جمع البيانات في عام 1995.
وفي أول ثلاثة أشهر من العام الجاري، انكمش الاقتصاد 3.7% بالفعل على أساس فصلي و3.2% على أساس سنوي.
وكان الهبوط الأشد في الربع الثاني مقارنة بالربع السابق عليه في إسبانيا واليونان والبرتغال وفرنسا.