احتفل العمانيون أمس بعيد بلادهم الوطني الحادي والخمسين بمشاعر يملؤها الحب والتقدير والامتنان لقيادتهم الحكيمة.
احتفلوا بماضٍ تليد وحاضرٍ مشرق، وبأمةٍ عظيمة ترسُم المستقبل.. احتفلوا بوطنٍ له شعب مضيء بالوفاء، وبمناسبة هامة على قلوبهم.. استذكروا بمشاعر الاحترام والتقدير والحب والولاء اللفتة الطيبة من السلطان هيثم بن طارق، التي تعبِّر عن أصدق مواقف الوفاء والصدق وأنبل المشاعر تجاه السلطان الراحل قابوس بن سعيد، باستمرار يوم ميلاده، 18 نوفمبر من كل عام، كيوم وطنيّ للنهضة تحتفل به السلطنة، وهو بذلك يُجسد قِيَم الولاء والوفاء، التي تعد قمة أخلاق النبلاء، إذ لا يقدر الفضل حق قدره إلا أهل الوفاء والفضل والكرم.
السلطان قابوس بن سعيد هو الذي استطاع منذ تسلُّمه زمام الحكم تحقيق نهضةٍ شاملة وإنجازاتٍ هامَّةٍ على مُختلف الأصعدة، والوصول ببلاده إلى جوٍ سياسيٍّ وأمنيٍّ مستقر، والحفاظ على علاقاتٍ متوازنةٍ مع جميع دول العالم، وجعل سلطنة عُمان دولةً عصريةً لها دورها الحضاري إقليميا ودوليا.
واحدٌ وخمسون عاماً شهدت عُمان خلالها مسيرة نهضة مباركة تستكمل رحلتها الخالدة، فمنذ بزوغ فجرها وحتى عهدها السعيد الذي سيأخذها لمكانتها المرموقة، وهي تحتفظ في ذاكرتها بتاريخ ناصع وشخصيات لا تنسى، وفي عيدها المجيد تتلألأ تلك الشخصيات كالنجوم.
لقد مضت أعوام سريعة في حساب الزمن لكن سلطنة عُمان غزيرة بعطائها، لتحلق مشاعر مواطنيها تجاهها في عوالم من الجمال وأهازيج كتبت في رحلة الخلود لتقف ساعة الزمن وتحكي عن سلطنة وسلاطين نذروا أنفسهم من أجل وطنهم.
حين نقول عُمان التاريخ والحضارة، فهي كذلك، فقد تمكّنت مؤخرا سلطنة عُمان، مُمثلة في اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم، ومكتب المندوب الدائم لسلطنة عُمان لدى اليونسكو، من إدراج الملّاح العُماني أحمد بن ماجد السعدي في برنامج الاحتفال بذكرى الأحداث التاريخية المهمة والشخصيات المؤثرة عالميًا، بمناسبة مرور 600 عامٍ على ميلاده، ليصبح الشخصية العُمانية السادسة، التي تُدرج بهذا البرنامج الدُولي.
وفي الوقت الذي تعاني غالبية دول العالم، إذا بعُمان واحة للرخاء والاستقرار، وقبلة للسلام والهدوء، وفي الوقت الذي تئن فيه دول بالمنطقة، تسعى عُمان للتوفيق والمصالحة، وعلى مدى نصف قرن من الزمان استمرت الشخصية العُمانية، الفريدة المتميزة المؤهلة للانطلاق، بعيدة عن الصراعات، من أجل مستقبل زاهر بفضل قيادة حكيمة لها إرثها وهويتها، ما جعل من عُمان بالفعل حالة مختلفة كليا في المنطقة.
التطور الذي شهدته سلطنة عُمان على مدى خمسة عقود جعل منها واحة تقدم وازدهار ونمو، بشهادة المنظمات الدولية المتخصصة، ذلك أن كل مداخيل البلاد عادت على أبنائها وعلى تطور بنيتها التحتية والاقتصادية، ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة عالميا، فإن سلطنة عُمان أصبحت تُسجل فائضاً في الميزانية وتنوعاً في موارد الدخل، وهذا يدل على الفكر الاقتصادي المُتقد ورؤية قيادتها الفذة.
سلامٌ على عُمان وعلى شعبها المعطاء في يومه الوطني.. دمتم بخير.. وعيدكم سعيد يا شعب عمان الوفي.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة