لقد سخرت قطر آلتها الإعلامية "الجزيرة" لتأجيج نزعات العنف والتمرد وإيصال رسائل الإرهابيين على مدى عقدين، وهي سياسة أسهمت في زعزعة أمن العديد من الدول
في فبراير من عام 2014، قال رئيس الحكومة الليبية الأسبق محمود جبريل، في حوار مع صحيفة "الحياة" اللندنية، إن قطر "سعت لتنصيب عبدالحكيم بلحاج، الأمير السابق للجماعة الإسلامية المقاتلة، زعيماً للثورة الليبية".
وأضاف إلى ذلك أيضاً قوله إن "حمد بن خليفة (الأمير السابق/الأمير الوالد) عارض علناً جمع السلاح من يد الثوار"، في إشارة إلى رغبته في استمرار وجود السلاح بأيدي الجميع، بما يعنيه ذلك من تغذية عوامل الإرهاب والاقتتال الأهلي.
لقد استثمرت قطر كثيراً في الواقع الليبي الجديد، إلى درجة أن الشيخ مصطفى عبدالجليل، أول رئيس للمجلس الانتقالي بعد إطاحة القذافي، قال بوضوح: "قطر دست الأموال في جيوب الليبيين.. لم يذهب أي ليبي إلى قطر إلا وأعطوه مالاً".
تدافع قطر عن تنظيم "الإخوان" دفاعاً مستميتاً، وتطالب مصر بعدم إقصائه، لأنه "مكون أساسي من مكونات المجتمع"، لكنها حلت جماعة "الإخوان" لديها ولا تسمح لها ولا لأي فصيل سياسي بممارسة أي دور هناك.
وحتى يوسف القرضاوي، الذى ينضح كلامه سماً وتحريضاً على الإرهاب والكراهية، لا يُسمح له بأي حديث عن السياسات القطرية، ولم تسمع له كلمة واحدة في انتقاد هذه الدولة أو ممارساتها الشائنة.
لقد سخرت قطر آلتها الإعلامية "الجزيرة" لتأجيج نزعات العنف والتمرد وإيصال رسائل الإرهابيين على مدى عقدين، وهي سياسة أسهمت في زعزعة أمن العديد من الدول
تشارك الشقيقة قطر في التحالف الدولي الذي يحارب تنظيم "داعش" في الأراضي التي يسيطر عليها في سوريا والعراق، لكنها تمول وتدعم أنشطته الإرهابية، كما تمول أنشطة جماعات أخرى مصنفة إرهابية في المنطقة.
تجاوبت قطر مع مقررات اتفاق الرياض، الذي أنهى أزمة سياسية بينها وبين دول الخليج العربية الأخرى، لكنها عادت وتنصلت كعادتها من كافة تلك المقررات، وواصلت دعمها الأنشطة الإرهابية.
لم تحترم الشقيقة قطر التزامها الخليجي والعربي والدولي بمناوءة التدخل الإيراني السافر في شؤون الدول العربية، وتشجيع العمليات الإرهابية التي تقوم بها جماعات في اليمن والعراق وسوريا ولبنان وبعض دول الخليج العربية، بغرض تقويض الاستقرار في المنطقة وإسقاط بعض دولها.
لم تُقدم الإمارات والسعودية والبحرين ومصر واليمن وليبيا وموريتانيا وغيرها من الدول على قطع علاقاتها بالشقيقة قطر إلا بعدما تأكدت تلك الدول من أن قطر تمارس دوراً تخريبياً، وتتنصل من تعهداتها، وترفض إيقاف تمويلها ودعمها للإرهاب والأنشطة التخريبية والتدخل في شؤون الدول الأخرى، فعفواً قطر.. للضرورة أحكام.
في الوقت الذي يحاول فيه المجتمع الدولي الحد من مخاطر السياسات الإيرانية المقوضة للأمن والسلم الدوليين، يتصل أمير قطر بالرئيس روحاني ويؤكد له رغبة الدوحة في تعزيز العلاقات مع طهران!!
يشيع التمويل القطري للجماعات الإرهابية والمتمردين الفوضى في العراق واليمن، وقبل أيام قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" إن قطر دفعت مليار دولار فدية لإطلاق سراح بعض أفراد أسرتها الحاكمة في العراق ومسلحين شيعة في سوريا.
يذكرنا التاريخ بأن تجاهل قيام إحدى الدول بدعم الأنشطة الإرهابية وتمويلها يعود بتداعيات وخيمة على السلم الدولي، وأن سياسات العزل والحصار والاحتواء المدروسة تنجح في لجم هذا النزوع الإرهابي وتحجيمه.
لذلك، فقد توافقت الإمارات والسعودية والبحرين ومصر وعدد آخر من الدول العربية والإسلامية على عزل الشقيقة قطر في محاولة لإجبارها على تغيير سياساتها الداعمة للإرهاب.
لقد سخرت قطر آلتها الإعلامية النافذة "الجزيرة" لتأجيج نزعات العنف والتمرد وإيصال رسائل الإرهابيين على مدى عقدين، وهي سياسة أسهمت في زعزعة أمن العديد من الدول.
لا تهدف الإمارات والسعودية والبحرين إلى فرض الوصاية أو انتهاك سيادة قطر، كما تدعي تلك الأخيرة، لكنها تهدف فقط إلى احتواء الخطر الإرهابي الذي باتت الدوحة عنواناً له، وسنداً وممولاً رئيساً لأنشطته وذرائعه.
أمام العالم فرصة كبيرة لإنجاح تلك السياسة، لأن في إخفاقها تهديداً خطيراً للسلم الدولي، وتراجعاً عن محاربة الإرهاب، فكما قال الرئيس الأمريكي دونالد تارمب "عزل قطر بداية نهاية رعب الإرهاب".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة