محمد صبرا قال إن على واشنطن واجب أخلاقي، مطالبا إياها بالتدخل بشكل فعال.. لردع التدخل الإيراني المستمر في الشؤون السورية
أكد كبير المفاوضين في وفد الهيئة العليا للمفاوضات، محمد صبرا، الثلاثاء، أن العملية السياسية لتسوية النزاع السوري في جنيف لا تزال متوقفة، متهما النظام بـ"عدم الانخراط الجدي" في المفاوضات.
وأعرب المفاوض عن اعتقاده بأنه لا يمكن إنضاج أي حل سياسي للنزاع السوري الذي دخل عامه السابع من دون انسحاب روسيا من القتال في سوريا، وبغياب دور أمريكي فاعل.
وقال صبرا، في مقابلة مع فرانس برس، ليل الإثنين: إنه "حتى اللحظة ليس لدينا شريك آخر في هذه المفاوضات، ولا تزال مباحثاتنا مع فريق الأمم المتحدة"، مؤكدا أن "النظام لم ينخرط في العملية السياسية حتى تاريخه".
وأضاف أن "العملية السياسية لا تزال متوقفة لأسباب أساسية، وهي عدم رغبة النظام في أن ينخرط في هذه العملية بشكل جدي".
وأوضح أن التقدم الذي تمت الإشارة إليه، الإثنين، يتعلق بمضمون المباحثات التي تطرقت بالعمق إلى "الإجراءات الدستورية الناظمة للمرحلة الانتقالية والإعلان الدستوري المؤقت وصلاحية إصداره من هيئة الحكم الانتقالي".
وأضاف "التقدم هو في المحادثات وليس في العملية السياسية، وهناك فارق جوهري بين الأمرين".
ووضع المناقشات التي تجري مع الأمم المتحدة في إطار "المساجلات النظرية". وقال إن "عملية الانتقال السياسي لن تتم بيننا وبين الأمم المتحدة، وهدفنا طرف آخر يمسك بسلطة أمر واقع في دمشق".
وانطلقت جولة خامسة من المحادثات بين الحكومة والمعارضة السوريتين في جنيف، الخميس، على أن تبحث بشكل متواز 4 عناوين رئيسية هي الحكم والانتخابات والدستور ومكافحة الإرهاب.
ووزع دي ميستورا على المشاركين في المفاوضات ورقة بعنوان "لا ورقة" تتضمن العناوين الأربعة في جدول الأعمال مع بنود تفصيلية لكل منها، وطلب إعداد ردود عليها.
ويصر وفد المعارضة الرئيسي على بحث الانتقال السياسي بوصفه مظلة شاملة للعناوين الاخرى، في وقت يشكل بند مكافحة الإرهاب الأولوية المطلقة بالنسبة إلى الوفد الحكومي.
وجدد صبرا موقف المعارضة من مصير الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال: "بمجرد تشكيل هيئة الحكم الانتقالي، تنتهي السلطات السيادية بكل أنواعها"، مشيرا إلى أن المعارضة تطالب "بإحالة الأسد وزمرته إلى المحاكمة العادلة بمجرد تشكيل هذه الهيئة".
ولطالما اعتبرت دمشق أن هذا المطلب غير قابل للنقاش أساساً.
وحمل صبرا موسكو، أبرز داعمي دمشق، مسؤولية كل من سقط من ضحايا منذ بدء تدخلها العسكري في 30سبتمبر/أيلول 2015 والذي أسهم في قلب موازين القوى على جبهات عدة لصالح دمشق.
ويلتقي وفد من الهيئة العليا للمفاوضات، الأربعاء، نائب وزير الخارجية الروسي، جينادي جاتيلوف، الذي التقى الثلاثاء الوفد الحكومي السوري.
وقال صبرا إن الروس "يستفردون بالنظام وبجزء كبير من قراره"، وأن ما من حل سياسي "إذا لم ينسحب الروس من دعمهم للنظام وقتالهم معه"، معتبراً أن "وقت السوريين من دم.. وكل دقيقة تمر هناك حدث مروع يحصل".
وأضاف "ما يحدث الآن في جنيف هو محاولة الحفاظ على الإطار السياسي للصراع لا أكثر ولا أقل".
وقال إن النظام يراهن حتى اللحظة "على الحسم العسكري ويحتكم إلى البندقية".
وتعد موسكو من أبرز حلفاء دمشق، وقدمت لها منذ بدء النزاع دعماً دبلوماسياً وسياسياً واقتصاديا، كما تساندها منذ أكثر من عام بدعم عسكري مباشر.
ولا يزال الموقف الأمريكي غامضاً إزاء سوريا منذ وصول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، بعدما كانت واشنطن تعد من أبرز داعمي المعارضة والراعية الرئيسية لمفاوضات جنيف إلى جانب موسكو.
وقال صبرا: "ما زلنا ننتظر ما هي الترتيبات التي ستقوم بها الإدارة الأمريكية الجديدة"، والتي قال إن لديها "واجباً أخلاقياً"، مطالبا إياها "التدخل بشكل فعال.. لردع التدخل الإيراني المستمر في الشؤون السورية".
وقال: "لا يمكن أن يكون هناك حل سياسي حقيقي وقابل للتطبيق.. إلا بوجود اللاعب الأمريكي على المسرح الدولي" باعتبار أن الحل "يجب أن يقترن بإرادة إنفاذ في مجلس الأمن يملكها الراعي الأمريكي".