بروايات خيالية.. تدخل سافر لتنظيم الإخوان الدولي بشؤون الجزائر
كما يفعل دائما، بدأ التنظيم الدولي للإخوان ، التدخل في الشأن الجزائري، عبر روايات خيالية لا تمت للواقع بصلة.
وبطريقة فجة، انتقل التنظيم الإخواني الإرهابي من "الدعم الخفي" لفرعه الرئيسي بالجزائر الممثل فيما يسمى بـ"حركة مجتمع السلم" إلى "الدعم العلني والصريح".
وفي تدخل سافر بالشأن الجزائري، دافع ما يسمى بـ"الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" على ما أسماه "فوز" حركة مجتمع السلم الإخوانية بالجزائر بمقاعد الأغلبية في البرلمان المقبل، واتهم وسائل الإعلام بـ"الازدواجية في طريقة الإعلان عن فوز الحركة الإخوانية"، زاعما أنها "أقلام غير عادلة".
ونشر الإخواني التركي علي محيي الدين القره داغي، رئيس الاتحاد الإخواني، تغريدة عبر موقع "تويتر"، مساء الإثنين، علق فيها على نتائج الانتخابات النيابية الجزائرية، وعنونها بـ"الانتخابات الجزائرية وازدواجية المعايير".
وزعم داغي، قائلا: "نلاحظ إذا كان الفائز في الانتخابات، الجهات الاستبدادية والعلمانية، فإن معظم الأقلام -غير العادلة- تقول المهم هو الحصول على غالبية الناخبين دون النظر إلى نسبة الحضور".
وتابع ادعاءاته، قائلا: "أما إذا كان الفائز من الإسلاميين (الإخوان)، فإن أصوات معظم وسائل الإعلام تصرح بأن الناخبين قاطعوا الاقتراع".
وواصل داغي، حديثه بالقول: "كما ترى اليوم في معظم وسائل الإعلام العربية والأجنبية، فهذا عنوان معظم الصحف والقنوات الفرنسية: الجزائر تنتظر نتائج انتخابات تشريعية قاطعها الناخبون".
وأظهر أمين العام الاتحاد الإخواني العالمي "جهلا" بتفاصيل العملية الانتخابية الجزائرية، وكتب يقول إن نسبة المشاركة في الانتخابات الجزائرية وصلت إلى 34 %، رغم أن نسبة المشاركة النهائية التي أعلنت عنها هيئة الانتخابات الجزائرية بلغت 30.20% فقط.
وكعادة الإخوان في استغلال الدين لأغراض سياسية، ختم رئيس ما يعرف بـ"الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" تغريدته بآيات قرآنية "تحث على العدل".
واللافت أن تغريدة القيادي الإخواني ذو الأصول التركية تأتي بعد يوم من بيان ما يسمى بـ"حركة مجتمع السلم" الإخوانية بالجزائر الذي حمل "التهديد والوعيد" للسلطات الجزائرية.
وردت السلطة المستقلة للانتخابات على بيان فرع التنظيم الإرهابي"دون تسميته"، وشددت على أن ما ورد فيه "دعوة مبطنة إلى زرع الفوضى والتشكيك".
كما تتزامن تلك المواقف الإخوانية من التنظيم الدولي مع تأكد كذب رواية "حركة مجتمع السلم" عن "تصدرها نتائج الانتخابات " في جميع محافظات البلاد وفي المهجر.
وأظهرت نتائج أولية حصلت عليها "العين الإخبارية"، من مصادر جزائرية مطلعة عن تصدر حزب "جبهة التحرير" نتائج الانتخابات بنحو 100 مقعد نيابي.
وأكدت المصادر الجزائرية لـ"العين الإخبارية" أن المقاعد التي حصلت عليها الحركة الإخوانية والبالغ عددها نحو 70 مقعدا "لا تعكس حجمها السياسي والشعبي"، وأرجعتها إلى التفاصيل الواردة في قانون الانتخابات الجديد.
وأشارت إلى أن الحركة الإخوانية "حصلت على أصوات انتخابية كثيرة لم تكن لها" وأنها كانت لقوائم انتخابية أخرى لم تحصل على عتبة الـ5 % من إجمالي الناخبين في الدائرة الانتخابية، كما استفادت من ارتفاع نسبة المقاطعة التي وصلت إلى 70 % والتي قللت من حظوظ المستقلين وأحزاب أخرى.
وما يؤكد أيضا "الصدارة الوهمية" للحركة الإخوانية هو تطبيق "نظام العتبة" الوارد في قانون الانتخابات الجديد الذي يشترط حصول كل قائمة أو مرشح على نسبة 5 % من إجمالي الأصوات المعبر عنها، مع إضافة أصوات القوائم التي لم تصل للنصاب إلى القوائم المتقدمة.
غضب شعبي
واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر "غضباً واستهجاناً" مما أجمعوا على وصفه بـ"التدخل في الشأن الجزائري" و"السند الإخواني الخارجي لمقري، رئيس حركة مجتمع السلم الإخوانية.
ورد الناشط "نوح طالبي" بتعليق ساخر وغاضب من التدخل في شأن بلاده عبر تعليق على موقع فيسبوك، قائلا: "هذه التدخلات الخارجية التي لا نبحث عنها ولا نريدها يا مقري".
وتساءل "إسماعيل بيراف" مستغرباً بقول "لماذا؟ هل يفوز بالانتخابات بالقوة؟ ما دخل تركيا في شأننا؟"، فيما قال ناشط آخر: "لو تعرفون حقاً حركة حمس (حركة مجتمع السلم)، بدأت خباياها" في إشارة إلى بداية سقوط حقيقة ارتباطاتها الخارجية.
كما رد الناشط "عبد الحميد رفيق" بتعليق قال فيه، إن: "الإخوان المفلسون المفسدون عملاء تركيا لا يؤمنون بالوطن، بل انتمائهم لأوامر المرشد العثماني التركي، وحيث ما حل الإخوان حل الخراب والإرهاب".
كما ترجم ناشط آخر تغريدة الإخواني التركي بتعليق ذكر فيه: "ظهور واضح لعملاء تركيا بالجزائر، الله كاشفكم".
فيما علق "فريد الجزائري" قائلا: "الإعلان عن النتائج قبل الإعلان عنها رسمياً رغم الغموض الذي خيم على من سيعتلي البرلمان القادم وبشهادة كل المرشحين وقياداتهم، يعطي انطباعاً أن هناك طبخة إخوانية تطبخ في تركيا العلمانية".