شرارة «الصلب والألمنيوم».. حرب ترامب التجارية تستعر
![الرئيس الأمريكي دونالد ترامب](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/10/195-230712-thumbnail-untitled-1-97-_700x400.jpg)
اجتاز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرحلة جديدة في الحرب التجارية التي باشرها منذ بدء ولايته، متعهدا بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب والألمنيوم إلى الولايات المتحدة.
يعتبر هذا هو أحدث تصعيد لترامب في سياسات التعريفات الجمركية.
ستنعكس هذه التدابير سلبا بصورة خاصة على كندا، أكبر مزود بالصلب والألمنيوم للولايات المتحدة، بحسب الأرقام الرسمية، كما تعتبر البرازيل والمكسيك وكوريا الجنوبية من كبار مزودي الولايات المتحدة بالصلب، بحسب AFP.
وبلغ العجز في الميزان التجاري للولايات المتحدة العام الماضي نحو 920 مليار دولار.
وقال خبير صيني إن الإفراط في الحماية من شأنه أن يضعف القدرة التنافسية للصناعات الأمريكية، وإن التعريفات الجمركية الجديدة ستلحق ضررا خطيرا بالتجارة الحرة العالمية وقواعد التجارة المتعددة الأطراف، بحسب موقع غلوبال تايمز.
وقال ترامب للصحفيين أمس الأحد على متن طائرة الرئاسة أثناء توجهه من فلوريدا إلى نيو أورليانز لحضور مباراة السوبر بول: "أي فولاذ يدخل الولايات المتحدة سيكون خاضعا لرسوم جمركية بنسبة 25%".
وعندما سُئل عن الألمنيوم، أجاب ترامب: "الألمنيوم أيضا" سيكون خاضعا للعقوبات التجارية.
وقال الخبير "هي وي وين"، زميل بارز في مركز الصين والعولمة، يوم الإثنين: "بينما تقدم إدارة ترامب مبررات مختلفة لفرض التعريفات الجمركية على دول أخرى، فإن الغرض الحقيقي للبيت الأبيض هو الضغط على الدول الأخرى للامتثال من خلال استخدام التعريفات كسلاح ".
وخلال فترة ولايته الأولى، فرض ترامب تعريفات جمركية بنسبة 25% على الصلب و10% على واردات الألمنيوم من شركائه التجاريين، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك.
تسببت رسوم ترامب السابقة في ردود فعل قوية، ومن الأمثلة على ذلك، أعلن الاتحاد الأوروبي في يونيو/حزيران 2018 عن رسوم جمركية إضافية على قائمة من المنتجات الأمريكية بما في ذلك منتجات الصلب والألمنيوم والسلع الزراعية ومجموعة من السلع الأخرى.
وقال وانغ تشينغ، مدير الأبحاث في مركز أبحاث معلومات الصلب في بكين لانغ، "صدرت الصين 890 ألف طن من الصلب مباشرة إلى الولايات المتحدة في عام 2024، وهو ما يمثل 0.8% من إجمالي صادرات الصين، وبالتالي، فإن التعريفات الجمركية الأمريكية الإضافية سيكون لها تأثير محدود على صادرات الصين من الصلب".
علاوة على ذلك، قدمت الصين سلسلة من التدابير لتعزيز الطلب المحلي، بما في ذلك برنامج التجارة على نطاق واسع، مع تنويع قنوات التصدير إلى أسواق جديدة، كما قال وانغ.
ومنذ توليها منصبها في يناير/كانون الثاني، استأنفت إدارة ترامب سياسات التعريفات الجمركية، بعد الإعلان عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على المكسيك وكندا، قبل أن يعلق ترامب الرسوم مؤقتًا لمدة شهر، رغم أن مسار العمل المستقبلي لا يزال غير مؤكد، في حين دخلت الرسوم الجمركية البالغة 10% على الواردات من الصين حيز التنفيذ الأسبوع الماضي.
وقال وانغ إنه على مر السنين لم تحصل صناعة الصلب الأمريكية على دفعة من التعريفات الإضافية، مشيرًا إلى أن "صناعة الصلب الأمريكية تفتقر بشكل متزايد إلى القدرة التنافسية الدولية بسبب الحماية المفرطة محليًا".
ووفقًا لوكالة أسوشيتد برس، أكد ترامب أيضًا أنه سيعلن عن "التعريفات المتبادلة" ربما يوم الثلاثاء أو الأربعاء، ما يعني أن الولايات المتحدة ستفرض رسومًا جمركية على المنتجات في الحالات التي تفرض فيها دولة أخرى رسومًا على السلع الأمريكية.
وقال للصحفيين: "إذا كانوا يفرضون علينا 130% ولا نفرض عليهم أي شيء، فلن يظل الأمر على هذا النحو".
ويتبنى الخبير الصيني نهج الانتظار والترقب فيما يتعلق بالتنفيذ الفعلي للتعريفات الجمركية الشاملة التي فرضها ترامب على الدول الأخرى، مؤكدًا أن "هذا من شأنه أن يشكل تحديًا كبيرًا للتجارة الحرة العالمية وقواعد التجارة المتعددة الأطراف إذا صعد ترامب سياساته التعريفية".
مع ذلك، قال إن التعريفات الجمركية ستسبب المزيد من الضرر للولايات المتحدة، لأنها ستزيد من التضخم وتبطئ النمو الاقتصادي الأمريكي وتجعل المستهلكين الأمريكيين يدفعون الثمن.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في 2 فبراير/شباط إن "موقف الصين ثابت ومتسق. لا يوجد فائز في الحروب التجارية والتعريفات الجمركية".
وذكر "أن الزيادات أحادية الجانب في التعريفات الجمركية التي تفرضها الولايات المتحدة تنتهك قواعد منظمة التجارة العالمية بشكل خطير".
وقال المتحدث إن هذه الخطوة لا يمكن أن تحل مشاكل الولايات المتحدة في الداخل والأهم من ذلك أنها لا تفيد أي طرف، ناهيك عن العالم.
وقالت كاثلين بروكس المحللة لدى "إكس تي بي" إن "ارتفاع مؤشرات الأسهم في بداية الأسبوع قد يكون علامة على السأم من مسألة الرسوم الجمركية"، وذلك على خلفية تزايد الإعلانات والتأجيلات.
الاتحاد الأوروبي مستعد للرد
أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الإثنين أن الاتحاد الأوروبي "سيرد" على الرسوم الجمركية الأمريكية مثلما فعل خلال ولاية ترامب الأولى.
وقال متحدثا لشبكة تي إف 1 التلفزيونية "ليس هناك أي تردد حين يتعلق الأمر بالدفاع عن مصالحنا"، مضيفا أن المفوضية الأوروبية مخولة التحرك بهذا الصدد.
يعلم الاتحاد الأوروبي أنه هدف لترامب الذي أعلن أنه سيتخذ قرارا "قريبا جدا" بشأنه، وقالت المفوضية الأوروبية الإثنين أنها لم تتلق "أي تبليغ" برسوم جمركية جديدة حتى الآن.
وفي انتظار تدابير ترامب، لم تسجل أي بلبلة الإثنين في الأسواق المالية سواء في أوروبا أو في آسيا.
الاستعانة باليابان
قدم رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا الجمعة ضمانات لترامب خلال لقائهما في واشنطن، وأعلن المسؤولان أن مجموعة "نيبون ستيل" اليابانية ستستثمر في شركة "يو إس ستيل" الأمريكية للصليب بدل الاستحواذ عليها مثلما كان متوقعا.
تعهدت أيضا طوكيو بشراء "كميات قياسية" من الغاز الطبيعي المسال الأمريكي، وهو ما تعهدت به تايوان أيضا الإثنين. كما ستزيد شركات تويوتا وإيسوزو موتورز استثماراتهما في الولايات المتحدة.
ولم تُسجل أي بلبلة أيضا في البورصات الصينية، في وقت دخلت حيز التنفيذ الإثنين رسوم جمركية مشددة فرضتها الصين على بعض المنتجات الأمريكية ردا على رسوم جمركية إضافية بنسبة 10% فرضتها الولايات المتحدة منذ الثلاثاء على المنتجات الصينية.
وتشمل الرسوم الصينية الجديدة 14 مليار دولار من البضائع الأمريكية، فيما تطبق الرسوم المشددة الأمريكية على 525 مليار دولار من المنتجات الصينية.
وسئل متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غوو جياكون عن الإعلان الأمريكي الجديد بشأن الصلب والألمنيوم، فقال الإثنين إنه بنظر بكين "لا تسوية من خلال الحمائية ولا رابح في حرب تجارية أو جمركية".
aXA6IDE4LjIyNi4xNTAuNDcg جزيرة ام اند امز