من كينيا.. ملك بريطانيا يستعد للاعتراف بـ"الماضي المؤلم"
مع الإعلان عن أول زيارة له منذ توليه العرش إلى واحدة من دول الكومنولث، يستعد الملك تشارلز الثالث للاعتراف بالماضي "المؤلم" للاستعمار البريطاني في كينيا.
وبدعوة من رئيسها ويليام روتو، يتوجه العاهل البريطاني نهاية أكتوبر الجاري إلى كينيا التي تحتفل بمرور 60 عاما على استقلالها عن المملكة المتحدة فى 12 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
- كينيا.. دعوة جديدة للمعارضة على تقويم الغضب
- "الولاء للشعب".. كيبيك تتجه نحو التحرر من إرث "الاستعمار"
وقالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إنه من المقرر أن يعترف الملك تشارلز "بالجوانب المؤلمة" لتصرفات بريطانيا السابقة في كينيا.
وفى السنوات الأخيرة، يتمتع البلدان بعلاقة وثيقة على الرغم من الإرث الاستعماري العنيف الذي قمع انتفاضة كينية في أوائل الخمسينيات، مما أدى إلى فترة عرفت باسم "الطوارئ"، وامتدت من عام 1952 حتى عام 1960.
وكانت حركة "ماو ماو" المسلحة قد بدأت الانتفاضة نتيجة للاستياء الذي شعر به بعض أفراد قبيلة "كيكويو" تجاه الحكام البريطانيين والمستوطنين الأوروبيين الذين كانوا يزرعون الأراضي في كينيا إضافة إلى الافتقار إلى التمثيل السياسي.
وخلال الانتفاضة جرى استهداف المزارعين البيض في هجمات عنيفة، كما تم استهداف بعض أفراد القبيلة المتهمين بالتعاون مع السلطات.
وقالت لجنة حقوق الإنسان الكينية إن 90 ألف شخص تم إعدامهم أو تعذيبهم أو تشويههم خلال عملية مكافحة التمرد التي قامت بها الإدارة البريطانية.
وفي 2013، أصدرت حكومة المملكة المتحدة بيانًا تاريخيًا أعربت فيه عن أسفها بشأن "التعذيب وغيره من أشكال سوء المعاملة" التي ارتكبتها الإدارة الاستعمارية خلال فترة الطوارئ، ودفعت تعويضات قدرها 19.9 مليون جنيه استرليني لنحو 5200 شخص.
وجاء هذا التطور بعد معركة قانونية بين عدد من الضحايا المسنين وحكومة المملكة المتحدة.
ومن المقرر أن يقضي تشارلز وزوجته الملكة كاميلا 4 أيام في كينيا في الفترة من 31 أكتوبر/تشرين الأول إلى 3 نوفمبر/تشرين الثاني.
وهذه هي أول زيارة يقوم بها تشارلز إلى دولة من دول الكومنولث كملك.
وقال كريس فيتزغيرالد نائب السكرتير الخاص للملك إن برنامج الزيارة سيشمل اعترافا بالجوانب الأكثر إيلامًا في التاريخ المشترك للمملكة المتحدة وكينيا، بما في ذلك حالة الطوارئ.
وأضاف أن الملك تشارلز سيخصص بعض الوقت خلال الزيارة لتعميق فهمه للأخطاء التي عانى منها شعب كينيا في هذه الفترة.
وأوضح أن برنامج الملك والملكة سيحتفل بالروابط الوثيقة بين الشعبين البريطاني والكيني في مجالات مثل الفنون الإبداعية والتكنولوجيا والمشاريع والتعليم والابتكار.
كان تشارلز قد أعرب فى أبريل/نيسان الماضي عن دعمه لإجراء بحث في الروابط التاريخية بين النظام الملكي البريطاني والعبودية عبر المحيط الأطلسي.
جاء ذلك بعدما نشرت صحيفة الغارديان وثيقة لم تنشر من قبل تظهر تحويل مبلغ ألف جنيه استرليني من الأسهم في شركة لتجارة الرقيق إلى الملك ويليام الثالث عام 1689 .
ولم يعلق قصر باكنغهام على الوثيقة، لكنه قال إنه يدعم مشروعًا بحثيًا، برعاية مشتركة من القصور الملكية التاريخية حول تورط النظام الملكي في تجارة الرقيق.