دبلوماسيون: واشنطن تضغط لتمرير "صفقة القرن" وتفكيك القضية
الدبلوماسيون يؤكدون أن المشروع الأمريكي لا يتوقع أن يجد صدى فلسطينيا أو عربيا ما يعني مزيدا من التجميد لمسار عملية السلام.
قال دبلوماسيون عرب إن الضغوط الأمريكية الأخيرة على الفلسطينيين، وآخرها إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، ووقف تمويل الأونروا، تستهدف تفكيك القضية الفلسطينية وإعادة هيكلتها، وفقا للتصور الأمريكي-الإسرائيلي، بما يسمح بتطبيق "صفقة القرن" المزعومة.
الدبلوماسيون، أوضحوا فى حديثهم لـ"العين الإخبارية"، أن إسقاط قضايا القدس واللاجئين وبقاء المستوطنات هي أبرز بنود المشروع الأمريكي، الذي لا يتوقع أن يجد صدى فلسطينيا أو عربيا، ما يعني مزيدا من التجميد لمسار عملية السلام.
- الوزراء العرب يحذرون من أي مساس بدور "الأونروا"
- أبو الغيط يندد بإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن
واتخذت الإدارة الأمريكية عدة قرارات مصيرية في مواجهة الفلسطينيين، على مدار الأشهر الأخيرة، آخرها الصادر الإثنين، بإغلاق مكتب بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وسبقه وقف جميع المساعدات المالية لوكالة الأونروا، فضلاً عن الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها.
السفير محمد العرابي، وزير الخارجية المصري الأسبق، اعتبر أن الولايات المتحدة تهدف من خلال هذه الضغوط إلى إعادة تذكير الفلسطينيين والعرب بأن "صفقة القرن يجب أن تمر وأن يتم قبولها بجميع بنودها، التي وضعت لتخدم التصور الأمريكي الإسرائيلي".
وأضاف العرابي، أن "رؤية الرئيس الأمريكي ترامب تقوم على سعيه تفكيك وإعادة هيكلة القضية الفلسطينية من جديد، بما يشمل إسقاط قضايا مصيرية على رأسها مدينة القدس المحتلة، والتخلي عن عودة اللاجئين إلى الأراضي الفلسطينية، إضافة إلى قبول الوضع الراهن بشأن المستوطنات الإسرائيلية التي تتمدد كل يوم داخل الأراضي الفلسطينية".
وتابع:"الضغط الأمريكي يتم بطرق مختلفة، منها المالي ومنها السياسي، وقد يصل إلى حصار وتصعيد شامل لفرض التصور الخاص بهم وسياسية الأمر الواقع على مائدة التفاوض، بعيدا عن الأطراف الأصلية المعنية (الفلسطينيين)، بما يصب في النهاية لصالح إسرائيل بالطبع".
وأكد الدبلوماسي المصري أن "واشنطن تعتقد أن ذلك الضغط سيؤدي في النهاية إلى النتائج المرجوة، خاصة أن الصمت العربي وقلة الحيلة الفلسطينية إزاء نقل السفارة الأمريكية إلى القدس شجعهم على مزيد من القرارات العقابية".
وتوقع العرابي مزيدا من التجميد لعملية السلام، في ظل رفض فلسطيني وعربي واضح لكل القرارات الأمريكية، وعدم استعدادهم لتقديم أي تنازلات، في مثل تلك القضايا المصيرية.
من جانبه، اعتبر السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، القرارات الأمريكية الأخيرة "خيانة من واشنطن لدورها في عملية السلام، وأنها تؤكد انحيازها المطلق لصالح إسرائيل، كونها اعتادت وضع معايير مزدوجة".
وأوضح السفير بيومي لـ"العين الإخبارية" أن "الانقسام الفلسطيني يعد أبرز الداعمين للمشروع الأمريكي-الإسرائيلي، وأنه بالتخلص منه يمكن للفلسطينيين مواجهة تلك الضغوط الأمريكية، عبر المساعدة العربية المالية".
وتابع: "الموقف العربي، خاصة في اجتماع الجامعة العربية، الثلاثاء، يؤكد أننا قادرون على الوقوف في مواجهة تلك المخططات، وتعويض المساهمة الأمريكية في الأونروا".
وأكد بيومي أن "الضغوط الأمريكية تقلل من قيمتها ودورها في المنطقة، لكن الجميع يدرك أن ترامب جاء بمشروعه لخدمة إسرائيل، والذي يلقى إعجاب دوائره الانتخابية الأمريكية".
وكانت السلطة الفلسطينية أكدت أن قرار واشنطن إغلاق مقر البعثة لن يغير موقفها.
وقال نبيل أبوردينة، الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، الإثنين، أن التمسك بالقدس والحفاظ عليها وعلى ثوابت الشعب الفلسطيني أهم من العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وكان قرار الولايات المتحدة وقف مساهمتها في ميزانية وكالة الأمم المتحدة لتشغيل وإغاثة اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أثار مخاوف من تأجيج مزيد من الاضطرابات في الشرق الأوسط.