الطفل "الجنيدي" يروي قصة اعتقاله بعد تنفُس الحرية
الطفل الجنيدي أصبح أيقونة الاحتجاجات الفلسطينية بعد انتشار صورته معصوب العينين ومحاطا بنحو 23 جنديا إسرائيليا في الخليل
نال الطفل فوزي الجنيدي، 16 عاما، حريته، مساء الأربعاء، بعد الإفراج عنه من سجن عوفر الإسرائيلي قرب مدينة رام الله وسط الضفة الغربية.
- كيف تحول مشهد اعتقال طفل فلسطيني لأيقونة عالمية؟
- "الحرية لعهد التميمي".. عريضة عالمية للإفراج عن "طفلة الغضب الفلسطيني"
وقال الطفل الجنيدي، الذي بدا مصابا بكسر في كتفه الأيمن، للصحفيين إنه سعيد بالإفراج عنه بعد قضاء 21 يوما في السجن.
كان والد وأقارب الطفل في استقباله لدى خروجه من السجن مع حلول الظلام.
وقد تحول الطفل الجنيدي إلى أيقونة الاحتجاجات الفلسطينية بعد انتشار صورة له معصوب العينين ومحاطا بنحو 23 جنديا إسرائيليا في مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية.
وتم نقل الطفل فورا إلى المستشفى من أجل إجراء فحوصات طبية.
وكانت محكمة عوفر العسكرية الإسرائيلية قررت الإفراج عن الطفل الجنيدي بكفالة 10 آلاف شيقل (2900 دولار) وأمهلت النيابة الإسرائيلية مدة 48 ساعة للاستئناف على القرار انتهت اليوم الأربعاء، حيث سحبت النيابة الاستئناف، وبذلك تم الإفراج عن الجنيدي بعد دفع الكفالة.
وبدورها قالت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال-فلسطين، إنها قدمت شكوى ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي بالنيابة عن الطفل الجنيدي الذي تعرض للضرب المبرح خلال اعتقاله في السابع من شهر ديسمبر/كانون أول الجاري.
وقالت فرح بيادسي، محامية الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال التي تتابع حالة الطفل الجنيدي، إن الفحوصات الطبية التي خضع لها الطفل بينت وجود كسر في كتفه الأيمن جراء الضرب الذي تعرض له على يد جنود الاحتلال خلال اعتقاله.
وحول ظروف اعتقاله، قال الطفل الجنيدي، في إفادته لمحامية الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، إن جنود الاحتلال اعتقلوه من شارع وادي التفاح بمدينة الخليل خلال هروبه من الغاز والمواجهات وهو في طريقه لمنزل عمته.
وأضاف "عندما كنت أركض اصطدمت بأحد الجنود الذي بدأ بضربي ضربا مبرحا، وكان هناك جنود آخرون يختبئون بين البنايات لكي يعتقلوا المتظاهرين، وفورا هجموا عليّ أيضا وانهالوا عليّ بالضرب المبرح بحيث ألقوني على الأرض، ووجهي كان باتجاهها، وضربوني على رأسي وظهري وأكثر منطقة كتفي وصدري، ضربوني بواسطة أرجلهم وبنادقهم، واستمروا لعدة دقائق، وبعدها وضعوا لي العصبة على عيوني وكبلوا يديّ بمربط بلاستيكي واحد خلف ظهري، واستمروا بالتنكيل بي وكان يدوسون بأرجلهم على رجليّ وأنا على الأرض".
وتابع "أخذوني سيرا على الأقدام إلى حاجز الكونتينر، وكنت خائفا جدا ولا أعرف ما يحصل، ولم أفهم ما يحصل، مشيت تقريبا مسافة 30 مترا حتى وصلنا الحاجز، وأذكر أن الدم كان يسيل من وجهي خاصة من شفّتي نتيجة الضرب، ومن ثم ألقوني على الأرض داخل غرفة وبدؤوا بضربي بواسطة أرجلهم على كل أنحاء جسدي، وأنا صرخت كثيرا لكي يتوقفوا لكنهم استمروا لمدة 5 دقائق تقريبا".
ولفت الطفل الجنيدي إلى أن جنود الاحتلال أخرجوه بعد ذلك من الغرفة وألقوه على الأرض وهو مكبل اليدين ومعصوب العينين، وكان قد فقد فردة حذائه خلال الاعتقال، وقال "عندما كنت جالسا على الأرض في الخارج جاء أحد الجنود وضربني على رجلي اليمين وعندها وقعت فردة الحذاء التي كنت ألبسها، وبهذا أصبحت حافي القدمين، وبعد التحقيق تم إعطائي شبشبا بلاستيكيا لكي ألبسه، وهو الذي حضرت به إلى المحكمة في الحادي عشر من الشهر".
وأشار إلى أن أحد الجنود قام بسكب مياه باردة جدا على قدميه، وأن أكثر من جندي داسوا على قدميه خلال جلوسه على الأرض إضافة لركله، عدا عن أن أحد الجنود كان يشتمه باستمرار.
ونقل الطفل ومعتقلان آخران إلى شرطة مستوطنة "كريات أربع" وهناك جرى فك العصبة عن عينيه وتبديل المربط البلاستيكي عن يديه بمربطين وتكبيلهما إلى الأمام، قبل أن يخضع للتحقيق الذي استمر نحو نصف ساعة، سمح له خلاله باستشارة محام فقط، وفق ما أفاد به.
aXA6IDMuMTIuMTYxLjE1MSA= جزيرة ام اند امز