بيع فلسطين من بلفور إلى جونسون.. الوعد مستمر
وزير الخارجية البريطاني الحالي جونسون أكد التزام بلاده بأن إقامة وطن قومي للشعب اليهودي هو "حق" لهم، تماما كما فعل سلفه بلفور.
تحتفل بريطانيا بمئوية وعد بلفور، اليوم الخميس، بمشاركة الإسرائيليين في حالة من "الفخر"، جددت خلاله وعدها بدعم الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين بوعد جديد أصدره قادتها الحاليون، وخاصة رئيسة الوزراء ووزير الخارجية.
فالرسالة التي بعث بها وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، عززت وعد بلفور، وأعطت هذا الوعد المشؤوم وعدا إضافيا بالبقاء والاستمرار.
إذ كتب جونسون: "نحن نفتخر بالدور الذي لعبناه في إنشاء دولة إسرائيل، وسنحتفل بمئوية (وعد بلفور) بفخر واحترام".
وأضاف جونسون، في الرسالة التي حصلت "بوابة العين الإخبارية" على نسخة منها، أن "إنشاء وطن للشعب اليهودي في أرض لهم فيها ارتباط تاريخي وديني قوي هو حق والقيام به أمر أخلاقي، وبخاصة بعد سنوات من الاضطهاد".
ومضى وزير الخارجية البريطاني: "نفتخر بالدور الذي لعبته المملكة المتحدة بالمساعدة في تحويل الوطن اليهودي إلى حقيقة".
وتتفاعل أحرف هذه الرسالة مع أحرف رسالة وزير الخارجية البريطاني الأسبق آرثر بلفور الذي منح هذا الوعد المشؤوم لليهود عام 1917.
ورسالة جونسون كانت ردا على مطالب فلسطينية وإقليمية بإيقاف بريطانيا احتفالاتها بمئوية وعد بلفور؛ إذ طالب أبو الغيط في رسالة وجهها لجونسون بتصحيح هذا الوعد وإعلان الاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال: "لا يصح أبدا أن يكون موضع احتفاء أو احتفال".
وعلى مدى أشهر حاول الفلسطينيون منع الاحتفال البريطاني بذكرى وعد بلفور، ولكن لم تنجح جهودهم؛ ففي مساء أمس الأربعاء كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستقل الطائرة من تل أبيب في طريقه إلى لندن للمشاركة في الاحتفال الذي قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إن بلادها ستنظمه "بفخر".
وقال نتنياهو للصحفيين متحديا: "قبل 100 عام اعترفت حكومة بريطانية؛ أي حكومة صاحبة الجلالة؛ بأرض إسرائيل وطنا للشعب اليهودي. وشكل وعد بلفور حدثا مفصليا في تاريخ الصهيونية، ونحيي ذكرى ذلك من خلال مراسم مهمة ستقام الخميس في لندن".
وأضاف: "يقول الفلسطينيون إن إعلان بلفور كان مأسويا. هذا غير صحيح. ما كان مأسويا هو رفضهم لقبوله 100 عام بعد صدوره. آمل أن الفلسطينيين سيتغيرون لأنهم لو قاموا بذلك سيكون بمقدورهم المضي قدما أخيرا نحو صنع السلام بين شعبينا".
ولكن الفلسطينيين يرون أنه "لا عار يضاهي الاحتفال بالاستعمار"؛ حيث ينظمون اليوم سلسلة من المسيرات والاحتجاجات على وعد بلفور.
ومنذ ساعات صباح اليوم الخميس علق فلسطينيون الأعلام السوداء على المؤسسات الرسمية.
وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، في تصريح أرسل نسخة منه لبوابة العين الإخبارية: "يمر اليوم قرن على وعد بلفور المشؤوم الذي أسس لنكبات شعبنا، مخلّفا آثاره السياسية والإنسانية علينا حتى اللحظة الراهنة".
واستهجن عريقات رفض بريطانيا الاعتذار عن وعد بلفور وإصرارها على الاحتفال بمرور 100 عام على صدوره.
وقال: "لا عار يضاهي عار الاحتفال بوعد الاستعمار في القرن الحادي والعشرين، حيث كان على بريطانيا اغتنام الفرصة لتصحيح خطيئتها والاعتذار لشعب فلسطين عن الظلم التاريخي الذي ألحقته به والانتصاف لضحاياه بما يشمل التعويض، والاعتراف بدولة فلسطين، وتصويب مواقفها نحو رفع الحصانة عن إسرائيل ومحاسبتها وجعلها تدفع ثمن احتلالها".
واستدرك عريقات" لا تزال الفرصة سانحة أمام الحكومة البريطانية لإنهاء الإرث الاستعماري في فلسطين، وأن تنحاز إلى حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على أرضه ضد الاستعمار والعسكرة".
aXA6IDMuMTQ5LjI3LjMzIA== جزيرة ام اند امز