لمياء وغازي.. مسعفة فلسطينية تودع زوجها الشهيد
بينما كانت المسعفة لمياء تعمل على إسعاف المصابين، وعلى بعد أمتار منها، أصيب زوجها غازي أبو مصطفى (43 عاما) بعيار ناري في رأسه.
لم تتمالك المسعفة الفلسطينية لمياء أبو مصطفى نفسها، عندما تلقت نبأ إصابة رفيق دربها على بعد خطوات منها برصاص الاحتلال في رأسه، فانهمرت دموعها تبكي فقد الرفيق والحبيب.
على خط التماس الأول مع الاحتلال شرق خزاعة، شرقي خانيونس، وبينما كانت المسعفة لمياء تعمل على إسعاف المصابين، وعلى بعد أمتار منها، أصيب زوجها غازي أبو مصطفى (43 عاما) بعيار ناري في رأسه وهو يشارك أبناء شعبه التظاهرة السلمية ضمن جمعة أطفالنا الشهداء.
سارع المسعفون لنقل أبو مصطفى الذي أصابه قناص إسرائيلي في الرأس، إلى المستشفى الميداني بمخيم العودة، ومنه إلى مستشفى غزة الأوروبي، لتلحقه زوجته المسعفة وهي تبتهل إلى الله أن ينقذ حياته.
لحظات مؤثرة
اصطحبها رفاقها، إلى المستشفى، لتتلقى بعد أقل من ساعة نبأ استشهاد زوجها، الذي فجعها بغيابه المفاجئ، وهي التي عاشت ألم إصابته من قبل.
فقبل حوالي شهر، وبينما كانت تعمل كعادتها في النقطة الطبية، فوجئت بأن أحد المصابين القادمين هو زوجها، ويومها كان مصابا في ساقه، ليتماثل للشفاء لاحقا، ويعود للمشاركة في المسيرة السلمية.
آه كبيرة، انطلقت من قلبها الموجوع، وهي تودع بالدموع رفيق دربها شهيدًا برصاص الاحتلال الإسرائيلي، ولسان حالها يقول: "لماذا قتلوه؟ لم يكن يشكل هو أو غيره أي خطر على الاحتلال".
منذ انطلاق مسيرة العودة في 30 مارس الماضي، تعمل لمياء مسعفة ميدان متطوعة في إنقاذ الجرحى، تطوع خبرتها ودراستها في التمريض لإنقاذ المصابين، ونجحت مع رفاقها في إنقاذ مئات المصابين، وعاشت ألم استشهاد بعضهم نتيجة إصابتهم إصابات قاتلة.
آدم ومحمد
تحتضن جثمان رفيق دربها، وتتدفق دموعها وفي مخيلتها أبناؤهما الستة الذين يترقبون عودتهما كل يوم جمعة.
آدم أصغر الأبناء (عامان) يبكي لبكاء والدته، ونظراته تائهة فعقله لم يستوعب ما يجري، فيما الابن البكر محمد (17 عاما) يحاول أن يتماسك، وحوله أقاربه يعزونه ويحاولون تخفيف مصابه، وهو الذي سيرث المسؤولية عن الأسرة وهو لا يزال في عهد الطفولة.
إصرار وتحدٍّ
وقال الدكتور أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية: إن الشهيد غازي أبو مصطفى زوج الممرضة والمسعفة لمياء أبو مصطفى، التي لم تغادر الميدان خلال مسيرة العودة وقد تفاجأت به في النقطة الطبية بين المصابين قبل نحو شهر، واليوم تتلقفه مصابا بإصابة في الرأس حتى ودعته شهيداً لتعبر بصبرها من جديد أن الطواقم الطبية ذات المهام الإنسانية، عنوانها الإصرار والتحدي رغم الألم والاستهداف المباشر من الاحتلال الإسرائيلي.