فلسطينيو "خان الأحمر".. اعتصام ليل نهار دفاعا عن قرية تنتظر جرافات الاحتلال
يتجند فلسطينيون في حملة شعبية لا تتوقف منذ أكثر من أسبوع لمنع الحكومة الإسرائيلية من تنفيذ مخططها بهدم الخان الأحمر
ينظر الفلسطينيون إلى مخطط إسرائيل هدم تجمع الخان الأحمر الفلسطيني، شرق القدس، وتشريد سكانه على أنه خطوة متقدمة باتجاه إنهاء حلم الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
ولإبقاء بريق أمل بقيام دولتهم مستقبلا، يتجند فلسطينيون في حملة شعبية لا تتوقف منذ أكثر من أسبوع لمنع الحكومة الإسرائيلية من تنفيذ مخططها وهدم القرية بجرافاتها.
ولأن قرار الاحتلال الحاصل على ضوء أخضر من المحكمة العليا الإسرائيلية، قد يحدث في أي لحظة فإن الفعاليات والنشاطات في خيمة للاعتصام أقيمت في داخل التجمع البدوي المكون من خيام وبيوت من الصفيح لا تتوقف على مدار الساعة.
وقال الناشط الفلسطيني عبد الله أبو رحمة لـ"العين الإخبارية" : "نستقبل الوفود التي تأتي في النهار، ويكون هناك استماع منا لمجريات الأمور واستماع منهم عن استعدادهم لتقديم يد العون والمساعدة، والحمد الله فإن خيمة الاعتصام عامرة على مدى ساعات اليوم".
وأضاف أبو رحمة ، الذي يتواجد في التجمع منذ أكثر من أسبوع: "أحيانا تكون هناك إرشادات وتوجيهات حول كيفية مواجهة عملية الهدم، بالإضافة إلى أنه يتخلل ذلك أحيانا فقرات فنية وطنية مثل الزجل الجماعي والغناء والرسم وغيرها من الأنشطة الثقافية".
وتابع أبو رحمة: "يتم تحضير وجبات الطعام للمعتصمين والمتضامنين سواء الإفطار او الغداء والعشاء، وبالتالي هناك حياة متكاملة وتعاون وانسجام بين الجميع".
ويصل المتضامنون من شمالي وجنوبي الضفة الغربية، ويقول أبو رحمة: "في أحيان كثيرة يكون هناك لقاء بين أصدقاء لم يلتقوا منذ فترات طويلة داخل خيمة الاعتصام".
وعلى مدار ساعات النهار تصل إلى تجمع الخان الأحمر وفود من وزارات ومؤسسات شعبية ورسمية فلسطينية، إضافة إلى طلاب مدارس وجامعات.
ويلقي المتضامنون والمسؤولون كلمات تؤكد على رفض المخطط الإسرائيلي لهدم تجمع الخان الأحمر.
عدنان الحسيني، وزير شؤون القدس، قال لـ"العين الإخبارية" : "ستكون لقرار الهدم تداعيات خطيرة جدا، والناس ستستشعر هذا الخطر ولذلك فإن التواجد في الموقع كبير، وهناك حشود تتوافد بشكل مستمر إلى الخان الأحمر وأيضا هناك مخاوف من أن قرار الهدم قد ينفذ في أي لحظة".
ولفت الحسيني إلى الاهتمام الكبير الذي تبديه دول الاتحاد الأوروبي وأيضا روسيا وجنوب إفريقيا وغيرها من الدول الممثلة دبلوماسيا في الأراضي الفلسطينية بما يجري في الخان الأحمر.
وأضاف الحسيني : "لقد وصل الغالبية من القناصل العامين لدول الاتحاد الأوروبي إلى الخان الأحمر وآخرهم القنصل الإيطالي وسبقه القنصل البريطاني وأيضا السفير الروسي في فلسطين".
وبين المتواجدين في خيمة الاعتصام يبرز في الكثير من الأحيان متضامنون أجانب من أنحاء متفرقة في العالم وخاصة الدول الأوروبية، إضافة إلى نشطاء سلام إسرائيليين.
وقال أبو رحمة: "هناك عدد من المتضامنين الدوليين وهناك أيضا عدد من نشطاء السلام الإسرائيليين الذين يتواجدون معنا منذ صدور قرار الهدم عن المحكمة العليا الإسرائيلية".
ويوم الجمعة الماضي، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الناشط الأمريكي من أصل فرنسي البرفيسور فرانك رومانو الذي ما زال معتقلا في السجون الإسرائيلية.
وكانت قوات الاحتلال قدا اعتقلت رومانو مع 5 فلسطينيين لدى تصدي السكان والمتضامنين بأجسادهم لمحاولة القوات الإسرائيلية إغلاق الطرق المؤدية إلى الخان الأحمر بالسواتر الترابية.
ولا يتوقف تواجد المتضامين على ساعات النهار، إذ يستمر في ساعات الليل أيضا .
ويشير أبو رحمة إلى أنه "في الأيام الأخيرة كان التواجد بالمئات وخصوصا في ساعات الليل، فالخيمة تتسع لنحو 250 شخصا، فهناك فراش ومكان للنوم وأغطية.. وبالتالي ينام البعض وهناك من يبقى متيقظا لمراقبة التحركات الإسرائيلية وخشية المفاجأة في عملية الهدم".
وفجر الخميس الماضي هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي 5 منازل متنقلة أقامها نشطاء فلسطينيون وأجانب على مقربة من الخان الأحمر أطلقوا عليها "وادي الأحمر".
وذكر أبو رحمة أنه "عندما قامت قوات الاحتلال بهدم وادي الأحمر كان هناك معتصمون متيقظون وقاموا على الفور بإيقاظ باقي الإخوة ومن ثم تم الوقوف للتصدي لجيش الاحتلال".
وقد قدمت القيادة الفلسطينية ملفا إلى المحكمة الجنائية الدولية بشأن المخطط الإسرائيلي لهدم الخان الأحمر.
ومبعث المخاوف الفلسطينية من تنفيذ هذا المخطط هو أنه يمهد الطريق لإقامة آلاف الوحدات الاستيطانية الإسرائيلية لربط مستوطنة (معاليه ادوميم) مع القدس بما يفصل القدس الشرقية عن محيطها الفلسطيني من ناحيتها الشرقية، ويقسم الضفة الغربية إلى قسمين ليمنع قيام دولة فلسطينية متواصلة جغرافيا. وينظر إلى المشروع على أنه المسمار الأخير في نعش حل الدولتين.
وقال وزير الشؤون الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان: "تولي فرنسا اهتمامًا خاصًا بقرية خان الأحمر؛ نظرًا إلى موقعها الجغرافي في منطقة استراتيجية هامة لاستمرارية الدولة الفلسطينية وديمومة حلّ الدولتين، على أن تكون القدس عاصمتهما. لذا تُنذر بالعواقب الإنسانية والسياسية التي قد تترتب على هدم القرية وانتقال السكان".
aXA6IDE4LjIyNC41OS4xMzgg جزيرة ام اند امز